عرب وعالم / السعودية / السعودي اليوم

د. هادي التونسي يكتب : أسلوب للحياة

  • 1/2
  • 2/2


الخميس 19 سبتمبر 2024 | 08:44 مساءً

د. هادي التونسي يكتب : أسلوب للحياة

هذا الطفل بالداخل الذي يوافق بين فطرته وضميره وواقعه، الذي يتواصل مع نظيره بداخل الأنفس مهما اختلفت الأعمار والأجناس والمكانة والثروة، و يمد اليهم اليد الحانية في رفق ومحبة، وتفهم وتسامح، والذي يعيش بين السطور، وتتقافز في ذهنه الدعابات، وتختلط فرحته بالدموع، فيبدع ما كان لا ينتظره، ويندهش عقله لعبقرية إحساسه، وتنطلق مواهبه في شتي مناحي الحياة والفن والفكر، ينيرها ويثريها، فالالهام اعمق من فكر يلاحقه، او حدس يفسره، تلك البهجة الغامرة سريعة الانتشار التي تحرك الروح في من حولها، تلك الحيوية الدافقة في العروق.

هذا القلب الذي يجد نشوته مع الموسيقي، ذلك الحس الذي يصاحب تفاصيل التعبير حركة و صوتا ، صراخا وهمسا، هذا العقل الذي يتقبل تناقضات الحياة و اختلاف التقاليد و الافكار و تبدل الحال بين الأزمان، وذلك الطفل بالداخل الذي يري الانسان واحدا في الأعماق، مهما اختلفت الملكات والخبرات والأساليب والثقافات، تلك النفس القادرة علي الاحترام والتفهم والاحتواء، و علي التوافق مع حكمة الخلق في دنيا الله التي يبادل أيامها بين الناس.

في حياة يتدافع فيها شر يحوي خيرا و خير ربما استحال شرا، تلك الروح التي تفعل كل شئ بشغف و حب، و تجد متعتها في الحب اللامشروط، و تعايش آمال و الام الناس، فتفرح و هي تعطي، و تفرح و هي تسعد، تلك النفس المطمئنة التي تعلو علي الكراهية و التعصب و الاقصاء ، ذلك الانسان الذي يشعل الأمل أن يتوقف الناس عن المظالم و القتل و الغدر و الزيف، ليجدوا سعادتهم مثلما وجدها في توافق العقل و الروح و الجسد، و في تقبل و احترام الاخر.

في التعلم والارتقاء من خلال التفاعل مع المشاكل و المصاعب بالألم البناء، و في خوض مغامرة الحياة بترحاب غير مشروط، بجهد و تسليم، بإيمان و سكينة، برضا و اطمئنان، بسخاء و إنماء، هي روح تبقي بسموها مهما زادت الآلام، و مهما توحش الخلق، تعيش بالمحبة، و تنتعش بالفرح، و ترتقي بالعرفان علي سلم الاستنارة في تعلقها بالله، فالكل من لدنه، و الكل اليه راجع.

د. هادي التونسي

طبيب و سفير سابق 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة السعودي اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من السعودي اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا