لا تكف المرأة عن الكلام إلا لتبكي، وفي رواية صحيحة (تجعر).
أنا متأكدة أن كل رجُل يقرأ هذا الكلام قد أثنى عليه، وأجزم، وأبصم عليه بالعشرة، فجميع (الخناشير) متفقون بأن الثرثرة هي صفة أنثوية بحتة، لدرجة أن بعض العلماء (الفاضين) من المهتمين بعلم النفس قد أجروا على ذلك دراسات وأبحاثاً.
ولكن بالطبع تلك دراسات ليس مُسلم بها وجازمة تماماً لهذا السلوك الإنساني، فهناك دراسات أخرى تنفي هذا الشيء لصالح المرأة، وأعتقد أن من قام بها هنُ عالمات فذات (بيض الله وجوههن).
وما بين الدراستين؛ الأولى تُشير إلى أن النساء يتحدثن بما يقارب عشرين ألف كلمة في اليوم، بينما الرجل يتحدث بما يقارب سبعة آلاف كلمة طوال يومه.
وبحسب هذه الدراسة يفيد العلماء بأن الأسباب بيولوجية تؤكد أن النساء لديهن مستوى من البروتين عالياً في المخ والذي يتعلق بالتواصل اللفظي، وبالطبع هذه الدراسة أسعدت الرجال وحاولوا مراراً وتكراراً أن يرسخوها لكنها انقلبت عليهم.
فهل يسكتن (الحريم) على هذا الافتراء؟ طبعاً لا.
فالدراسة الثانية تنفي أو تؤكد عكس ذلك تماماً، فتقول إن الرجال أكثر استعمالاً للغة الحديث من المرأة، وقد قال خمسة من الرجال الذين شملتهم الدراسة إنهم يقضون ثلاث ساعات على الأقل في الثرثرة كل يوم على زملائهم في العمل، إذن فهم أكثر ثرثرة من النساء !
وبالطبع كانت المعلومة صادمة لمعشر الرجال الذين لطالما اعتبروا زوجاتهم (ثرثارات).
مثل خويّنا (أبو خالد) الذي قال:
كانت زوجتي تتصفح أحد المواقع الإلكترونية، واندهشت عندما رأيت تصرفاتها، فقد كانت مسرورة للغاية، حتى توقعت أن تكون قد فازت في إحدى المسابقات، وهي المولعة بخوض هذا النوع من المنافسات، وعندما سألتها عن سر هذه الفرحة، قالت لي: «ليس الأمر كما تتوقع، بل إن الأمر أكبر من ذلك».
ويضيف مستغرباً: «بعد إلحاح ذكرت لي أن النساء تمّت تبرئتهن من الثرثرة، ونسبت الأخيرة إلى الرجال، مضيفة أنها قرأت للتو هذه الدراسة البريطانية الحديثة، والتي أثبتت أن الرجال أكثر ثرثرة من النساء بل وأكثر نميمة».
ومن جهتي ومن منبري هذا أصف جنباً إلى جنب مع (أم خالد)،
ففي الأمثال:
«قالوا للغلباوي اسكت وخذ ريال، قال خذوا خمسة وخلوني اتكلم».
فبعض الرجال ليسوا ثرثارين فحسب، بل هُم مثل الحريم نقول عنه «ثرثار ونقّال علوم»، وإحقاقاً للحق قد تميزت المرأة في النميمة، بل وأخذت المركز الأول فيها وخذوا هذا العِلم مني بدون دراسات وخرابيط.
لذا يا عزيزي القارئ ما يستفاد من كل هذه الدراسات؛ ولا شيء.
فالقاعدة التي يمكن اعتمادها على الجنسين هي كم الكلام وكم السكوت، فقد يكون السكوت في موضع الكلام مُضراً، وقد يكون الكلام في موضع السكوت أشد ضرراً.
وأما عن رأيي الشخصي فلا تسألوني عنه، فأنا التي قال عنها طلال:
أنا الذي كنت أهرج والكل حولي سكوت
صرت أتلام واسكت وأحسب حساب كل صوت.
واخجل إذا جات،،، Sorry اندمجت، أقصد إذا جات خاتمة هذا المقال ولم أقل لكم رأيي، وأتمنى إني كنت ضيفة خفيفة وما (بربرت) كثير على رؤوسكم.
فقد قلت خلال دقيقتين 468 كلمة، و2622 من الحروف ولم أنتهِ، لأنه بصراحة بعض الرجال.... ولا بس بالله عليكم (خلوني ساكتة).
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.