على الرغم من مرور سنوات عديدة على إصدار آخر جزء بسلسلة Budokai Tenkaichi، إلا أن هذه السلسلة لا تزال تحتفظ بمكانتها الخاصة في قلوب عشاق ألعاب Dragon Ball. فبينما حاولت ألعاب أخرى تقليد أسلوب لعب Budokai Tenkaichi، إلا أنها لم تتمكن من الوصول إلى نفس المستوى من الحرية والحركة، وهذا يدل بالطبع على مدى تميز هذه السلسلة ومدى تأثيرها على عالم ألعاب القتال.

لذلك قررت شركة Bandai Namco إعادة إحياء Budokai Tenkaichi بمُساعدة أستوديو Spike Chunsoft وذلك من خلال لعبة Dragon Ball: Sparking! Zero التي باتت مُتاحة الآن عبر الأجهزة المنزلية والحاسب الشخصي. ولكن هل ستتمكن اللعبة الجديدة من منافسة سابقتها؟ خاصًة مع التطور التقني الهائل الذي تَعيشه صناعة ألعاب الفيديو هذه الأيام، ولكننا نَعلم أن شركة Bandai تَسعى لتقديم تجربة قتال أكثر واقعية وإثارة، فهل ستنجح الشركة في مهمتها؟ هذا بالطبع ما سنتعرف عليه خلال مراجعتنا التفصيلية للعبة Dragon Ball: Sparking! Zero.

تتميز قصة لعبة Dragon Ball: Sparking! Zero بتغطيتها الشاملة لأحداث Dragon Ball Z و Dragon Ball Super، مع إضافة لمسات إبداعية جديدة تزيد من متعة اللعب. سواء كنت ترغب في إعادة تجربة معاركك المفضلة من مسلسلات الأنمي أو اكتشاف جوانب جديدة من القصة، فإن هذه اللعبة ستوفر لك ساعات من المتعة.

إحدى الميزات الموجودة بلعبة Sparking! Zero هي إمكانية تغيير مسار بعض الأحداث، حيث يمكنك اتخاذ قرارات حاسمة تؤثر على مجرى القصة، والتي من شأنها أن تفتح الباب أمام سيناريوهات "ماذا لو؟" مثيرة، حيث يمكنك رؤية كيف كانت ستكون الأمور لو اتخذت الشخصيات قرارات مختلفة عما نَعلمها.

قصة لعبة Dragon Ball: Sparking! ZERO يُمكن إنهاؤها في أقل من 8 ساعات لعب، وهو رقم لم تَشهده السلسلة منذ سنوات، حتى أخر أجزاء Budokai Tenkaichi وهو الجزء الثالث كان بحاجة لأكثر من 10 ساعات لإنهاء القصة فحسب. ولكن يُمكن القول إن شركة Bandai أرادت التركيز بشكل أكبر على طور اللعب الجماعي على حساب طور القصة.

اللعبة لازالت تٌقدم أسلوب القتال واللعب السلس التي لطالما اشتهرت به ألعاب Dragon Ball المختلفة، ولكن أسلوب اللعب هنا أقرب كثيرًا بلعبة Xenoverse مع بعض التغييرات البسيطة سواء الدور الدفاعي خلال القتال وتركيز اللعبة بشكل أكبر على التصدي لضربات الخصوم وإمكانية الهرب من منطقة هجوم الأعداء.

أما بالنسبة للهجوم والقتال الخاص بك فلم يختلف كثيرًا عن Xenoverse أو أغلب عناوين "دراغون بول" فلديك مجموعة من الأزرار أحدهم للهجوم الرئيسي والأخر للهجمات الخاصة لكل شخصية، وزر أخر من أجل زيادة وشحن Ki وقدراتك القتالية من جديد، لكن مع تَقديم حركات جديدة سواء على نطاق الدفاع أو الهجوم. لذلك ننصح بالتأكيد زيارة طور التدريب من أجل تَعلم تَحركات كل شخصية وإتقانها على المستوى الهجومي والدفاع وتطوير أسلوبك القتالي قبل الولوج إلى ساحات اللعب الجماعي.

تُعاني اللعبة من مشكلة في نظام الكاميرا، خاصةً خلال المعارك الحامية، ففي الأماكن الضيقة أو أثناء استخدام هجمات معينة، تصبح الكاميرا غير مستقرة، مما يجعل من الصعب علينا متابعة الأحداث وتوجيه هجماته بدقة، وهذا الأمر يؤدي غالبًا إلى فقدان التركيز والتعرض للأذى من الخصوم.

من أبرز ما لفت انتباهي هو تنوع الشخصيات الهائل، فلعبة Sparking Zero تُقدم أكثر من 180 مقاتل من مختلف أنحاء السلسلة، فالأمر أشبه برحلة عبر الزمن بعالم Dragon Ball. تبدأ اللعبة بقائمة تضم حوالي 100 مقاتل، لكن المتعة الحقيقية تكمن في فتح الشخصيات الـ 82 المتبقية من خلال إكمال التحديات والمهام المتنوعة داخل اللعبة أو من خلال المتجر.

بخلاف طوري القصة والتدريب فإن لعبة Sparking Zero تُقدم طور لعب فردي أخر وهو طور الـ Custom Battles الذي يُمكن تشبيه بلعبة Super Mario Maker الشهيرة، حيث يمنحنا هذا الطور الحرية الكاملة لإطلاق العنان لإبداعنا. يمكن البدء من قالب معركة جاهز وتعديله حسب الرغب، أو بناء مرحلة من الصفر، والأدوات المتاحة لذلك تَجعل عملية التصميم ولإبداع سهلة وممتعة.

أما بالنسبة لأطوار اللعب الجماعي فهي لم تَختلف كثيرًا عن باقي ألعاب Dragon Ball الأخرى، فلدينا وضع البطولات الأشبه بالموجود بسلسلة الأنمي والمانغا، حيث ستَدخل في منافسات مع لاعبين اخرين من أجل كسب بطولات مختلفة، وعند الفوز بالبطولات سيتم تسجيلها بقوائم الترتيب بجانب أسمك. هناك أيضًا وضع اللعب التقليدي والتصنيفي المعروفين بجميع ألعاب Bandai القتالية، والمميز هنا هو جودة الاتصال بالإنترنت، فلم أعاني على الإطلاق من أي مشاكل خلال المباريات.

لعبة Sparking Zero تَنقلنا مباشرة لعالم الأنمي بفضل رسوماتها وتأثيراتها البصرية القوية، بداية من تصميم الشخصيات والحركات القتالية ومرورًا بتصميم الخرائط وحلبات القتال وعالم Dragon Ball الساحر الذي لطالما تَعلقنا به طوال السنوات الماضية.

جودة الصوت في اللعبة تفوق التوقعات، فكل صوت فيه عمق وحياة، يَجعلك تَشعر وكأنك وسط الأحداث، سواء أصوات المعارك أو أصوات البيئة المحيطة، مما يُضيف واقعية على تجربة اللعبة بأكملها.

اللعبة تدعم اللغة العربية بشكل جيد للغاية، سواء على مستوى الحوارات والنصوص أو حتى في القوائم والواجهات.