ابتكر فريق بحثي من جامعة خليفة آليةً جديدةً تُسمّى «بلوك تشارج»، تجمع بين محطات الشحن المتنقلة والمزادات الإلكترونية القائمة على تكنولوجيا «البلوك تشين»، لتبسيط عملية شحن المركبات الكهربائية، وتعزز الثقة بين مزودي الخدمة ومالكي المركبات الكهربائية، وتوفر بيئة تنافسية عادلة لجميع المشغلين، إضافة إلى التخفيف من مخاطر تضخم الأسعار.
ويتكوّن الفريق البحثي من الدكتورة زينب حسين، والدكتور طارق الفولي، والدكتور شاكتي سينغ، والدكتورة رباب مزوني، والبروفيسور هادي أُطرُق، والبروفيسور إيهاب السعدني، وقد نشر الفريق نتائج عمله البحثي في المجلة العلمية «أبلايد إنِرجي» المعنيّة بالطاقة التطبيقية.
وقال البروفيسور إيهاب السعدني لـ«الإمارات اليوم»: «يُعد عدم وجود محطات شحن كافية أحد أكبر العوائق التي تحول دون اعتماد المركبات الكهربائية على نطاق واسع، لا سيّما خارج مراكز المدن، حيث يُعدّ بناء محطات الشحن التقليدية في المناطق النائية أو ذات الكثافة السكانية المنخفضة مكلفاً ومعقداً من الناحية اللوجستية، لذا ظهرت محطات الشحن المتنقلة بديلاً واعداً، لتقدم خدمات الشحن في السفر، حيث تكون هناك حاجة إليها، بدلاً من مطالبة السائقين بالتوجّه إلى المحطات الثابتة عند الحاجة، إلا أن هذه المرونة واجهت عدداً من التحديات، أبرزها كيفية تحديد مواقع هذه المحطات المتنقلة بكفاءة لتلبية الطلب وكيفية الحفاظ على عدالة وشفافية الأسعار، وإمكانية ضمان جودة الخدمة».
وأضاف السعدني: «طوّر الفريق ابتكار (البلوك تشارج) كحل لهذه التحدّيات، وجمع بين تكنولوجيا (البلوك تشين) مع نظام مزايدة جديد، حيث تضمن تكنولوجيا (البلوك تشين) شفافية في كل معاملة بالنظام، وعدم السماح بالتلاعب فيها، حيث يمكن لهذا الابتكار تسهيل القيام بمعاملات آمنة وتعزيز الثقة بين مزودي الخدمة ومالكي المركبات الكهربائية، كما يعتمد النظام على العقود الذكية، ما يقلل من الحاجة إلى الوسطاء».
وتابع السعدني: «تُعد العملية بسيطة، حيث يقدم سائقو المركبات الكهربائية طلباً إلى المنسّق المحلي في منطقتهم عندما يكونون بحاجة إلى شحن مركباتهم، ويشمل ذلك الطلب تفاصيل مثل موقعهم الحالي، وحالة البطارية، والطاقة الكهربائية اللازمة للوصول إلى وجهتهم التالية، ثم يقوم النظام بعمله المتمثّل في مطابقة الطلب مع محطة شحن متنقلة قريبة، وتُكلّف العقود الذكية القائمة على تكنولوجيا (بلوك تشين) بالتحكّم في عملية الدفع، ما يضمن معاملة آمنة يُدفع من خلالها ثمن الخدمة بمجرد اكتمال الشحن».
وأشار إلى استفادة مشغلي خدمات الرصد والمراقبة والإشراف من نظام مبسط يتيح لهم تخطيط مساراتهم وتقديم عروض لطلبات الشحن، بناءً على البيانات الفورية من المناطق المحيطة بهم، كما يحافظ النظام القائم على المزايدة، على عدالة البيئة التنافسية لجميع المشغلين، وهو ما يعزز الكفاءة والمنافسة العادلة.
وأوضح أن ابتكار «البلوك تشارج» يتميّز بقدرته على التخفيف من مخاطر تضخم الأسعار، التي تُعتبر مشكلة شائعة في المناطق التي يفوق فيها الطلب على شحن المركبات الكهربائية العرض، فعندما يقوم العديد من مشغلي خدمات العملاء بالمزايدة على طلبات الشحن في مزاد مفتوح، يخلق ذلك بيئة تنافسية محافظة على استقرار الأسعار، إضافة إلى ذلك، يسجل السجل الرقمي كافة العروض وعمليات الدفع، وهو ما يسمح لأي مشارك بالتحقق من معاملته بإنصاف، كما تساعد الطبيعة التي تتسم بالشفافية للبلوك تشين على ضمان أن تكون جميع المعاملات آمنة وغير قابلة للتغيير، وخالية من التلاعب من قبل أي طرف.
جدير بالذكر أن نهج «بلوك تشارج» اللامركزي والقائم على تكنولوجيا البلوك تشين، قد يسهم في إحداث تغيير كبير في سوق شحن المركبات الكهربائية، لاسيما مع توسيع نطاق انتشاره ليشمل مناطق أكبر ودمجه مع البنية التحتية الحالية، وبالتالي تحقيق مستقبل يقوم فيه هذا النظام بالتنسيق السلس بين كل من محطات الشحن الثابتة ومحطات الشحن المتنقلة، لتلبية الطلب في أماكن متنوّعة تشمل الأحياء الحضرية الكثيفة والطرق السريعة الريفية. إضافة إلى ذلك، يمكن لهذا النظام الهجين أن يجعل المركبات الكهربائية خياراً عملياً لمزيد من السائقين عبر إدخال عنصر المرونة المتمثل بالوحدات المتنقلة، في المناطق التي تفتقر إلى بنية تحتية ثابتة وكافية.
البروفيسور إيهاب السعدني:
. محطات الشحن المتنقلة بديل واعد، تقدّم خدمات الشحن في السفر، حيث تكون هناك حاجة إليها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.