دبي: «الخليج»
ضرب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، موعداً جديداً مع القصيد، في حضرة الوطن وذكرى الاتحاد، تلك اللحظات التي لا تنسى في تاريخ المنطقة كلها حدثاً فريداً، عندما ارتفع علم الإمارات خفاقاً بين الأمم عام 1971، بقيادة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وحكاية الاتحاد قصة متعددة الفصول، وملحمة لا مثيل لها في العصر الحديث، فكان لا بد أن تحضر القصائد في مثل هذا اليوم المبارك، وها هو صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يتخير من الكلمات والمفــردات والألفاظ ما يناسب جلال مناسبة الاحتفال بعيــد الاتحاد الـ53، ويصبغ المعاني القريبة والبعيدة، ليشكل أبياتاً ملحمية حافلة بالمشاهد والصور وتحمل الحكمة والعبر.
القصيدة حافلة بالرؤى والأفكار والمعاني، ومحتشدة بالأبعاد الجمالية والدلالات القوية التي تشير إلى أن مسيرة الاتحاد التي بدأت عام 1971، لا شك في أنها ماضية بصفتها سفينة تمخر عباب البحر نحو مقصدها، من دون أن تهتمّ بالأمواج العاتية، فهي فــي حفظ الله تعالى وعونه؛ فالدولة منذ التأسيس، وهي تتطور في كل يوم في كل منــاحي الحياة الاقتــصادية والسيـــاسيــة والاجتمــاعية والفكرية والثقــافية، حتى صارت الإمارات من الدول التي تعرف بين العالـــم بأمن قـــاطنيها من مواطنين ومقيمين ورفـــاهيتهم، وصار شعبــها مـــن أكـــثر الشعـــوب العالم سعادة.
استهلال
يرسم صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في مستهل القصيدة لوحة متعددة الألوان والأبعاد، حيث يبدأ مشوارها بتثبيت حقيقة لا جدال فيها، وهي أن الاتحاد بين إمارات الدولة يقوى في كل يوم وتتثبت أركانه ويستطيل بنيانه، ويرسخ في منعة وقوة، ولا عجب في ذلك؛ إذ إن البنيان قد وضع لبنته الأولى جيل المؤسسين من «أهل العزوم الغانمين»، أي الذين عرفوا بالعزم، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم، فكان النجاح والمغنم هو حصادهم، وظلت راية الوطن والاتحاد مرفوعة تعانق السماء يذود عنها قادة البلاد وحماتها المخلصين، وهي المسيرة التي بدأت مع المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، الذي رفع راية الوطن الخفاقة إلى أن تسلّمها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، جيلاً بعد جيل وتلك الراية عالية في شموخ وكبرياء وعزة.
وتلك المعاني التي حملها ذلك الاستهلال البديع للقصيدة وجاء فيه:
كــــلّْ يـــومْ يــمـرّْ يــقـوىَ الاتــحـادْ
لـــي بـنـوهْ أهــلْ الـعـزومْ الـغـانمينْ
ورايـــةْ الأمــجـادْ مـرفـوعَـة بـحـيـادْ
في السما يحمي حماها المخلصينْ
إبــتـدَتْ فــي كــفّْ زايــدْ بـاعـتمادْ
وانـتـهَتْ فــي كـفّْ وضّـاحْ الـجبينْ
وبعد ذلك الاستهلال البديع، ينتقل إلى الحديث عن الدولة في عصرها الجديد المجيد تحت قيادة رئيس الدولة، الذي زادها رفعة ومجداً وأمناً وقوة وبأساً، حيث تطورت الدولة وصارت في مصاف الأمم المتقدمة المزدهرة؛ فالدولة في عهده صارت في حمى «بو خالد»، حفظه الله، وصارت في عهده مهيبة الجانب وتنتقل من نجاح إلى نجاح جديد، وتمضي إلى الأمام بخطى ثابتة وعزم لا يلين، وهكذا يكون القائد الحقيقي هماماً مقداماً لا يأبه بالمصاعب والتحديات في سبيل رفعة الوطن والأمة جمعاء؛ فها هي الإمارات تحت ظـــل قيادته الكريمة تنعم بالرخاء وتشتهر بالعدل، ويصبح شعبها من ضمن الشعوب السعيدة في العالم، دينها الإسلام وعنه لا تحيد مع احترام لكل معتقدات الشعوب والثقـــافات الأخرى، فقد عــرفت الدولة بكونها من ضمن البلدان التي تسعى إلى سلام العالم، ترفع مبدأ التسامح والتعــــاون وتعلــي من قيمة الحوار بنهج وخط واضح، وتدعو إلى وحدة الصف والتآخي بين جميع الدول، وتقول أبيات القصيدة عن تلك المعاني الباذخة:
نـعـمْ بـوخـالدْ لـهـا فــي الـرّفـعْ زادْ
لـيـنْ صـارتْ فـي حـما أقـوى يـمينْ
دولــتــي بـالـعـدلْ مـشـهـورَة وكـــادْ
شـعـبـها أســعَـدْ شــعـوبْ الـعـالمينْ
ديـنـها الإســلامْ فـي طـيبْ اعـتقادْ
مـــنْ بــدايـاتْ الـرسـالـة مـسـلـمينْ
ونـهـجها واضِــحْ مـا تـهوىَ الانـفرادْ
دومْ تـهـوىَ وحـدَةْ الـصَّفْ الـرّصينْ.
ثم تحمل القصيدة منعطفاً بديعاً، حين تتحدث أبياتها عن سر ذلك النجاح الكبير والتطور العظيم والازدهار المستمر والنجاحات التي لا تنقطع تلك التي حققتها الإمارات، ولعل كلمة السر في ذلك النجاح هو العمل الدؤوب والمستمر الذي لا يعرف الكسل ولا الكلل ولا يتسرب إليه الملل، في عزم أكيد وسعي مستـــمر من أجل رفعة الدولة، حتى قـــادها رئيس الدولة، حفظه الله، إلى المكانـــة التــــي تستحقها بين دول وشعوب العالم المتطور؛ فقد عُرف الإماراتيون بأنهم قــوم يعلــــون قيمـــة العمل ولا يحبون الاستكانة فهم في حركة وسعي مستمر من أجل بنـــاء الدولة التي ستظل حية.. حياة الخالدين، وتقــول القصيــــدة عـــن تلـــك المعــانــــي العظيــمــة:
الــعـمَـلْ فــيـهـا مــقـدَّسْ وبالرّشـادْ
قـادهـا مـحـمدْ إلــى الـرِّكنْ الـرِّكينْ
نــحــنْ نــــاسٍ مـا يـحـبـونْ الــرّقـادْ
دومْ نــتـحـرَّكْ ونــسـعـى جــاهـديـنْ
لأجــلْ هــذا دولـتـي مـاهـي جـمادْ
دولــتــي حــيّـة حــيــاةْ الـخـالـدينْ
ولئن كان الاستهلال بديعاً، فقد جاء الختام مسكاً، وهو يحــمل زبدة القـــول وخلاصة المعاني؛ إذ يتخير صـــاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، المفردات والكلمـــات ذات الدلالة القاطــعـــة المبـينــة، وهي تحمل فـــي طيّاتها الحكـــمة، ليصوغ خلاصة هــي معمار بلاغي شاهق، فعيد الإمارات والاتحاد، هو عيد مختلف بين الأعياد، فهو عن حق وجدارة «عيد أمة كاملة دنيا ودين»، ويرسل سموّه التهاني في البيت الأخير بهذه المناسبة العظيمـــة بأبيات جديدة فـــي ألفاظـــها ودلالاتهـــا ومعـــانيها، ويرجو من الله تعالـــى التـــوفيـــق والعــــون مــــن أجـــل أن تمضــي المسيــرة القــاصدة، مـــن دون توقــف، وتقـــول أبيـــات الخــــتام:
عـيـدهـا عــيـدٍ مـمـيَّـزْ فــي الـعـيادْ
عــيــدْ أمَّــــة كــامـلِـة دنــيـا وديـــنْ
بـــــهْ أهــنّـيـكـمْ بــأبــيـاتٍ جِـــــدادْ
وأســـــألْ اللهْ أنْ يـوفـقـنـا ويــعـيـنْ
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.