عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

.. ملحمة إنسانية تدعم غزة براً وبحراً وجواً

جسد النهج الإنساني لدولة تجاه الشعب الفلسطيني مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية، بمدّ يد العون لهم في مختلف الأحوال، وتنفيذ المبادرات الإنسانية لغوثهم من تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتكمل عامها الأول، حيث سعت الدولة عبر جهود دبلوماسية، وحضورها في المنصات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن آنذاك، لحشد المجتمع الدولي، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم باستمرار.
أكدت دولة الإمارات، أنها تعاملت مع هذه الأزمة منذ بدايتها، وفق عدد من الأولويات الثابتة: أولاً، ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والالتزام بحماية المدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. ثانياً، ضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، من دون عوائق أو قيود، وبشكل آمن وعاجل ومستدام. ثالثاً، الرفض التام لأي شكل من أشكال محاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه. رابعاً، توحيد الجهود الدبلوماسية بما يؤدي إلى وقف الحرب والتوصل إلى خريطة طريق واضحة وملزمة تفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، تعيش في أمن وسلام وازدهار، جنباً إلى جنب مع دولة إسرائيل.
وطالبت دولة الإمارات فور اندلاع الأحداث، بوقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، فكل تأخير في إخماد هذه الحرب يعني وقوع مزيد من الضحايا والدمار. مشددة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بشكل آمن وعاجل ومستدام ودون عوائق، مع إنهاء الحصار الذي طال أمده. داعية إلى احترام إسرائيل التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وإلغاء أوامرها بإجلاء نحو مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها.
دور ريادي
وتواصل الإمارات تأكيد دورها الريادي في دعم القضايا الإنسانية في العالم، وعلى رأسها «عملية الفارس الشهم 3» في قطاع غزة. هذه العملية، التي انطلقت استجابةً للأوضاع الصعبة التي يعيشها سكان القطاع، تجسد قيم العطاء الإماراتية عبر المساعدات الإغاثية والطبية التي تقدمها الفرق التطوعية على مدار الساعة لدعم الأشقاء الفلسطينيين.
وتضمنت الجهود الإماراتية نقل المساعدات الإغاثية إلى القطاع عبر 395 طائرة منها 103 طائرات شاركت في إسقاط المساعدات جواً عبر عملية «طيور الخير»، و10 من سفن الشحن إلى العريش المصرية وشمال غزة من دولة الإمارات وقبرص، وتحريك 1300 شاحنة حملت مساعدات متنوعة، ليبلغ مجموع المساعدات 33 ألف طن من المساعدات الغذائية والصحية ومواد الإيواء.
جهود حثيثة 
وبذلت دولة الإمارات جهوداً حثيثة لحشد الدعم بتفعيل ممر بحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، أدى لاحقاً إلى إرسال أول شحنة من الغذاء عن طريق البحر إلى سكان غزة، وأصدرت المفوضية الأوروبية، ودولة الإمارات والولايات المتحدة، وجمهورية قبرص، بياناً مشتركاً بشأن تفعيل الممر البحري لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وأعلنت دولة الإمارات تخصيص 15 مليون دولار، دعماً لصندوق «أمالثيا» الذي أعلنته قبرص لدعم مبادرة الممر البحري بين الموانئ القبرصية وقطاع غزة، ورفع مستوى تدفق المساعدات الإنسانية، وتوفير طرق وأدوات تمويل مرنة، لتعزيز الاستجابة لاحتياجات السكان في غزة، والذين يواجهون خطر المجاعة.
ووجه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، باستضافة ألف طفل من الأطفال الجرحى الفلسطينيين و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة.
الوضع الإنساني
أكدت دولة الإمارات أن التعامل مع الأزمة الإنسانية التي يعانيها الشعب الفلسطيني الشقيق، وإنهاءها يتطلب اعتماد نهج استراتيجي شامل لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ينهي دوامة العنف والكراهية والتطرف، ويقوم على أساس حل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة تلبي تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة بالحياة الكريمة والآمنة.
وفي «قمة القاهرة للسلام»، أكد صاحب السموّ رئيس الدولة، أن الأولوية القصوى والعاجلة خلال المرحلة الحالية لتقديم الدعم الإنساني للمدنيين في قطاع غزة، وضمان ممرات إنسانية آمنة ومستقرة، لمواصلة تقديم المساعدات الإغاثية والطبية، في ظل الوضع الإنساني الخطر في القطاع.
وقال سموّه: «إن دولة الإمارات تواصل تكثيف جهودها منذ اندلاع الصراع، سواء عبر الاتصالات الثنائية، أو التحرك داخل مجلس الأمن الدولي، من أجل احتواء الموقف، وتأكيد رفض استهداف جميع المدنيين، واحترام القانون الدولي الإنساني في التعامل معهم، وتوفير الدعم الإنساني من دون عوائق. مشدداً على أن الإمارات لن تدخر جهداً خلال المرحلة المقبلة، من أجل كل ما يدفع الأمور نحو السلام والاستقرار، بالتعاون مع أشقائها وأصدقائها في المنطقة والعالم».
سلام عادل وشامل
وأضاف سموّه أن تجربة العقود الماضية، وصولاً إلى الصراع الحالي تؤكد أنه في ظل غياب أفق سياسي يقود إلى سلام عادل وشامل وآمن ومستدام، ستظل المنطقة واستقرارها رهناً لدوامات مستمرة من العنف، ما يستنزف جهودها، ويبدد آمال شعوبها في التنمية والرخاء.. فلا تنمية في غياب السلام.
وشدد على ضرورة التصدي للأصوات التي تحاول استغلال الصراع، لبثّ خطاب الكراهية والترويج لها، لما لذلك من آثار خطرة في التعايش والسلم ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب، وإنما في العالم أجمع. مؤكداً سموّه، أن منطقة الشرق الأوسط ذات أهمية دينية واقتصادية واستراتيجية كبرى بالنسبة للعالم أجمع، لذلك فإن استقرارها مصلحة عالمية، والعمل على تعزيز السلام فيها مسؤولية دولية كذلك.
أولويات ثابتة
وأكد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، موقف الإمارات الراسخ والمستمر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني. وقال في تدوينة على منصة «إكس»، إن الإمارات تتصدر دول العالم كافة في تقديم المساعدات الإغاثية على الأرض، كما نوّه بالجهود الإماراتية السياسية التي تكللت أخيراً في الأمم المتحدة بالتصويت للعضوية الكاملة لدولة فلسطين.
وأضاف سموّه: «موقف الإمارات راسخ ومستمر في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، عبر جهودنا الإنسانية والإغاثية في قطاع غزة، حيث تتصدر الإمارات دول العالم كافة في تقديم المساعدات الإغاثية على الأرض، وعبر جهودنا السياسية التي تكللت أخيراً في الأمم المتحدة بالتصويت للعضوية الكاملة لدولة فلسطين، واليوم عبر دعمنا لكل قرارات القمة الخاصة بدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وإيقاف العدوان المستمر على أهلنا في قطاع غزة».
كما أكد سموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، الخارجية، أن دولة الإمارات لديها التزام راسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، وتقديم الدعم الإنساني اللازم له، وبكل السبل الممكنة براً وبحراً وجواً، لتخفيف معاناته. مشيراً إلى الحرص على التعاون مع الأمم المتحدة وجميع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي، لتقديم الدعم الإنساني اللازم للمدنيين المتضررين في القطاع، بما يسهم في تخفيف معاناتهم.
حراك سياسي
قادت دولة الإمارات منذ اندلاع الأزمة في قطاع غزة، جهوداً استثنائية في المحافل الدولية كافة، لدعم الأشقاء الفلسطينيين ورفع المعاناة عنهم بالتعاون مع مختلف الأطراف المعنية. وتتسق الجهود الإماراتية مع الثوابت التاريخية في سياستها الخارجية المتمثلة في التزامها بتعزيز السلام والعدالة، وصون حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات ذات الصلة القاضية بإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واستصدرت دولة الإمارات خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي، القرار رقم 2720، عام ، الذي طالب باتخاذ خطوات ملموسة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وضمان حماية موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني على أرض القطاع.
استجابة للأزمة
وشددت الإمارات على أهمية دور كاغ، في الاستجابة للأزمة الإنسانية في غزة، داعية جميع الأطراف إلى دعمها والتعاون والتنسيق معها، وكذلك مع آلية الأمم المتحدة لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية التي يحتاج إليها المدنيون بشدة في القطاع.
وأكدت أنه «لا تزال الأولوية القصوى في هذه المرحلة تكمن في تحقيق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة. وفي هذا السياق، تشيد دولة الإمارات بالمقترحات التي قدمها الرئيس جو ، مثمنة هذه المساعي الرامية إلى وقف الحرب وتدعو إلى التعاطي معها بشكل جاد وإيجابي، كما شددت الولايات المتحدة، على أهمية التزام إسرائيل بالمسار التفاوضي».
وتسعى الإمارات عبر اتصالاتها وحراكها الدبلوماسي المكثف إقليمياً ودولياً، للوصول إلى وقف مستدام لإطلاق النار في قطاع غزة بما يسهم في حماية أرواح المدنيين.
وقدمت الإمارات مشروع قرار بأهلية دولة فلسطين لنيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة خلال جلسة استثنائية طارئة للجمعية العامة، بصفتها رئيسة المجموعة العربية لشهر مايو، وحاز القرار تصويت الجمعية العامة بأغلبية كبيرة لمصلحة قبول منح دولة فلسطين العضوية الكاملة، في خطوة تاريخية على طريق السلام وتحقيق حل الدولتين.
إيصال المساعدات 
وعملت دولة الإمارات، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن على قرار يضمن سلسلة من مراحل التوقف عن القتال تمتد لأيام في قطاع غزة، تكفي لإيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وعاجل وآمن ومن دون عوائق، وإطلاق جميع المحتجزين، ولاسيما الأطفال، الذي يدعو القرار إلى إطلاقهم من دون قيد أو شرط.
دعت الإمارات في مجلس حقوق الإنسان إلى ضرورة إيجاد أفق سياسي لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين يفضي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، لتجنيب المنطقة اتساع واستمرار المواجهات والعنف.
كما أكدت دعمها لعمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» الحيوي.
الفارس الشهم 3
أمر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 5 نوفمبر 2023، العمليات المشتركة في وزارة الدفاع ببدء عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
كما وجّه قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع بالتعاون والتنسيق الشامل مع هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، وباقي المؤسسات الإنسانية والخيرية في دولة الإمارات، لتقديم الدعم الإنساني إلى الشعب الفلسطيني في غزة.
وتقدم عملية الفارس الشهم 3 المساعدات الإنسانية للنازحين في القطاع وأبرزها طرود الطعام وطرود الطفل والمرأة، والتكيات والخيام والخضراوات والمياه، في خطوة إنسانية هدفها التخفيف عن النازحين، ودعمهم في هذه الأوضاع الصعبة، وهو النهج الراسخ للإمارات منذ تأسيسها في نصرة الدول والشعوب المتضررة.
واحتلت دولة الإمارات المرتبة الأولى عربياً، في تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة خلال 2024، إذ بلغت نسبة مساهمة الدولة بحصة كبيرة جداً من إجمالي المساعدات المرسلة للقطاع من قبل دول العالم، ما يعكس نهج الإمارات الثابت في دعم الشعب الفلسطيني.


القطاع الصحي
لأنها دولة الإنسانية شعارها الإنسان أولاً، سارعت دولة الإمارات إلى مساندة القطاع الصحي والمستشفيات المتضررة في قطاع غزة، عبر مختلف الخدمات الطبية والعلاج الذي تقدمه للجرحى والمصابين، سواء في المستشفى الميداني الإماراتي بمدينة رفح أو المستشفى العائم في مدينة العريش، كالمساعدات الطبية والأدوية والأجهزة الحديثة والإسعافات التي ساندت فيها المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية، حيث قدمت عملية الفارس الشهم، 400 طن من المساعدات والمستلزمات الطبية لعدد من المستشفيات والمنظمات الدولية وتركيب الأطراف الاصطناعية.
منذ بداية الأزمة قامت دولة الإمارات بجهود حثيثة، لتعزيز الاستجابة الإغاثية تجاه المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين، ومساندتهم في الظروف الحرجة التي يمرون بها، حيث نظمت رحلات إجلاء للمرضى والمرافقين، وقدمت لهم في الإمارات أحدث طرائق العلاج في مستشفياتها.
ووجه الدكتور ريتشارد بيبر كورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة شكراً خاصاً لدولة الإمارات على المساهمات التي تقدمها وتقوم بها مع المنظمة في غزة.
ومنذ اندلاع التصعيد في غزة بعد أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم تتوقف جهود دولة الإمارات على مدار الساعة لوقف الحرب، وحماية جميع المدنيين، وإيجاد أفق للسلام الشامل، إلى جانب تقديم الدعم الإنساني والإغاثي لأهالي غزة.
ودشنت دولة الإمارات، ضمن عملية «الفارس الشهم 3»، المستشفى الميداني الإماراتي في مدينة رفح، في 3 ديسمبر 2023، وتبلغ سعته 200 سرير. ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة.
حملة تطعيم
في سبتمبر الماضي، أعلنت دولة الإمارات الانتهاء من تطعيم 460 ألف طفل للوقاية من مرض شلل الأطفال، بعد 8 أيام من انطلاق حملة تطعيم طارئة في قطاع غزة تستهدف نحو 640 ألف طفل.
وتأتي هذه الحملة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ رئيس الدولة، وكانت قد انطلقت يوم الأحد الماضي بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية و«يونيسف» و«الأونروا»، في 150 نقطة ومركز تطعيم بغزة، بتنظيم متطوعي عملية «الفارس الشهم 3» ومساعدة الطواقم الطبية، ما أسهم بشكل كبير في تسهيل عمليات التطعيم على الأسر والأطفال.
وأعرب أهالي الأطفال المستفيدين من حملة التطعيم عن شكرهم لدولة الإمارات على دعمها المتواصل لسكان غزة، وخاصة الأطفال، والوقوف إلى جانبهم لتخفيف معاناتهم في ظل الحرب على القطاع.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت، في أغسطس الماضي، تسجيل أول إصابة بشلل الأطفال في القطاع منذ 25 عاماً، ما جعل من هذه الحملة تدخلاً حاسماً لحماية أطفال غزة وشارك في الحملة 2100 عامل صحي، بمن فيهم فرق صحية متنقلة، لضمان وصول اللقاح إلى جميع الأطفال المستهدفين خلال مراحل الهدنة الإنسانية.
«طيور الخير» 
في 29 فبراير، أطلقت الإمارات عملية «طيور الخير» لإسقاط المساعدات بطائرات مصرية وإماراتية على مناطق شمال قطاع غزة، تنزل بصناديق مخصصة مزودة بتقنية للتوجيه بنظام «GPS»، لإيصالها إلى المواقع المحددة وضمن التوقيتات المناسبة.
ونفذت الدولة برنامجاً لإسقاط المساعدات والاحتياجات الضرورية لإغاثة سكان غزة، وخاصة في شمال القطاع، ومن يتعذر وصول شاحنات المساعدات إليهم براً، حيث نفذت 104 عمليات إسقاط عبر الطائرات، متجاوزة 3450 طناً من المساعدات، واشتملت عملية الإسقاط على طرود تحتوي على مواد إغاثية، بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، بما يسهم في تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق في هذه المناسبة وتخفيف معاناته.
ويتميز نظام «GPS» المستخدم في العملية بأنه تقنية متطورة تستخدم في مجال إسقاط المساعدات من الجو، عبر تحديد دقيق وسهل للمواقع المستهدفة، ومن ثم إسقاطها لتصل إلى المستهدفين، ويعدّ من أحدث الوسائل المستخدمة حالياً في العمل الإنساني والإغاثي أثناء الحالات الطارئة. ومن المتوقع أن تسرع هذه العملية وصول المساعدات العاجلة للمحتاجين في شمال غزة، بهدف تخفيف معاناتهم وتقديم الدعم اللازم لهم في هذه الظروف الصعبة.
وجسدت عملية «طيور الخير» مستوى الإماراتي المصري المشترك لدعم سكان غزة، كما تأتي العملية في إطار التضامن العربي والإنساني، لمساعدة الشعب الفلسطيني في ظل الظروف الحرجة التي يواجهها أبناؤه في قطاع غزة.


توفير المياه والخبز
ضمن حملة دعم الهيئات المحلية والبلديات في قطاع غزة، أنشأت دولة الإمارات 6 محطات تحلية مياه بقدرة إنتاجية 1.2 مليون غالون يومياً، وقدمت واسطات لنقل المياه وأخرى للصرف الصحي، ومعدات وأجهزة حديثة، وصهاريج مياه، وأسهمت في إصلاح خطوط المياه المدمرة في خان يونس، في إطار دعم البلديات لدفعها لتقديم الخدمات المناسبة للنازحين في القطاع.
وتنتج 5 مخابز أوتوماتيكية افتتحتها دولة الإمارات نحو 15 ألف رغيف خبز في كل ساعة، ويستفيد منها 72 ألف شخص. كما توفر مادة الطحين ل8 مخابز أوتوماتيكية لتوفير الاحتياجات اليومية من الخبز ل17140 شخصاً.
جسد النهج الإنساني لدولة الإمارات تجاه الشعب الفلسطيني مواقفها الراسخة على مدار العقود الماضية، بمدّ يد العون لهم في مختلف الأحوال، وتنفيذ المبادرات الإنسانية لغوثهم من تداعيات الأحداث التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وتكمل عامها الأول، حيث سعت الدولة عبر جهود دبلوماسية، وحضورها في المنصات الدولية، وفي مقدمتها مجلس الأمن آنذاك، لحشد المجتمع الدولي، من أجل وقف إطلاق النار وإحلال السلام، وحماية المدنيين في غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية لهم باستمرار.
إجلاء 1917 مريضاً لتلقي العلاج في مستشفيات الدولة
استقبلت دولة الإمارات دفعات متواصلة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان ومرافقيهم من قطاع غزة، للخضوع للعلاج في مستشفيات الدولة، تنفيذاً لأوامر صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم العلاج والرعاية الصحية ل1000 طفل فلسطيني من الجرحى، و1000 من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة في مستشفيات الدولة.
وجاءت التوجيهات بالعلاج والرعاية الصحية للأشقاء الفلسطينيين من سكان غزة للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي يمرون بها، وتوفير كل أوجه الدعم في مجال الرعاية الصحية للأشقاء الفلسطينيين في غزة، خاصة مع الانهيار الشامل للخدمات الصحية في القطاع.


ومنذ بداية الأزمة قامت دولة الإمارات بجهود حثيثة لتعزيز الاستجابة الإغاثية تجاه المصابين والمرضى من الأشقاء الفلسطينيين، ومساندتهم في الأحوال الحرجة التي يمرون بها، حيث أجلت 1665 مريضاً ومرافقاً في المبادرات السابقة، ليصل عدد المرضى والمرافقين إلى 1917 مريضاً.
«تراحم من أجل غزة» يشارك فيها 24 ألف متطوع
وأطلقت وزارة الخارجية، بالتعاون مع الهلال الأحمر الإماراتي وبرنامج الغذاء العالمي حملة «تراحم من أجل غزة»، وشارك فيها 24 ألف متطوع، أعدت 71 ألف حزمة إغاثية عبر فعاليات نظّمت في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان، وبمشاركة 20 مؤسسة خيرية.
وجاءت حملة «تراحُم – من أجل غزة» في إطار جهود دولة الإمارات لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية للشعب الفلسطيني المتضرر من الصراع، وضمن مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها تجاه دعم الأشقاء في أوقات الأزمات، وتجسيداً للقيم الإنسانية الراسخة لقيادة وشعب دولة الإمارات، حيث تعد دولة الإمارات في مقدمة الدول التي تضع احتياجات الشعب الفلسطيني الشقيق ضمن أولويات مساعداتها الخارجية، إيماناً منها بأهمية تقديم الدعم والإغاثة للتخفيف من المعاناة التي يواجهها، وخاصة من الأطفال والنساء.


كما قدمت 5 ملايين دولار لدعم جهود سيغريد كاج، كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا