أفاد مسؤولو شركات متخصصة في قطاع الصناعات الغذائية المحلية بإطلاق خطط جديدة للتوسع في مبادرات الاستدامة في عمليات الإنتاج، بما يواكب توجهات الدولة لتطبيق معايير الاستدامة، والحد من الانبعاثات الكربونية، ويعزز العوائد الاقتصادية لعمليات التصنيع من تلك المبادرات.

وأشاروا في تصريحات لـ«الإمارات اليوم»، على هامش فعاليات منتدى «مستقبل الصناعات الغذائية 2024»، الذي عقد في دبي أخيراً، إلى أن أبرز تلك المبادرات يتركز في إطلاق خطوط لتدوير المغلفات الكرتونية لاستخدامها في منتجات مختلفة، وتطبيق أنظمة جديدة للذكاء الاصطناعي للحد من هدر المواد الخام، بمعدلات فائقة تتجاوز الأنظمة السابقة.

من جانبها، اعتبرت مجموعة مصنعي الأغذية والمشروبات في الإمارات أن التوسع في معايير الاستدامة والأنظمة التقنية، أصبح من ضمن السياسات المهمة التي تلقى إقبالاً من شركات إنتاج الأغذية المحلية.

وتفصيلاً، قال رئيس مجلس إدارة مصنع «معكرونة الإمارات»، أحمد سعيد باليوحة، إن «الإدارة اعتمدت مبادرات حديثة شملت إطلاق أنظمة للذكاء الاصطناعي تسهم في الحد من هدر المواد الخام والمنتجات أثناء عمليات التصنيع بمعدلات فائقة، تتجاوز الأنظمة التقنية المستخدمة سابقاً».

وأضاف أن «المصنع يتجه للتوسع في معايير الاستدامة عبر تلك الأنظمة التي تتيح تقليل معدلات الهدر في المواد التي تدخل في عمليات الإنتاج، وبنسب تقل عن 1% فقط، وهي معدلات قياسية لتقليل معدلات الهدر».

وأوضح أن «إطلاق المبادرات الداعمة للاستدامة يواكب توجهات الدولة لتعزيز الاستدامة والاقتصاد الأخضر، وفي الوقت نفسه، هناك فوائد اقتصادية مختلفة لتطبيق معايير الاستدامة عبر تعزيز العوائد».

من جهتها، قالت مدير الاتصال في شركة «تتراباك»، علياء جميل، إن «الشركة أطلقت خلال الفترة الأخيرة مبادرات جديدة لتعزيز الاستدامة، شملت إنشاء خطوط إنتاج لإعادة تدوير المغلفات الكرتونية للمنتجات الغذائية والمشروبات، ليتم استخدامها في منتجات أخرى، من أبرزها مكونات الأثاث المنزلي».

وأضافت أن «مصنع إعادة التدوير الجديد اختيرت لإطلاقه منطقة القوز في دبي، باستثمارات تصل إلى 2.5 مليون درهم بطاقة إنتاجية تصل 10 آلاف طن، على أن تبدأ عمليات التشغيل الفعلية لخطوط الإنتاج في المصنع خلال نوفمبر المقبل».

بدوره، قال المدير التنفيذي في مجموعة «إفكو» للأغذية، رضوان أحمد، إن «المجموعة أطلقت مبادرة (خارطة الطريق لحماية المناخ 2030)، وتمثل حافزاً لزيادة الابتكار والإسهام الفاعل لتعزيز ممارسات الاستدامة الخاصة بالمجموعة على مسارات مختلفة».

وأوضح أن «أبرز المبادرات تلك التي تركز على معايير الاستدامة، وتتعلق بكفاءة استخدام الطاقة في عمليات التشغيل لخطوط الإنتاج وحصص الطاقة المتجددة، وإزالة البصمة الكربونية في ما يخص المواصلات والنقل، والحد من انبعاث الغازات الدفيئة الناجمة عن مصادر إنتاج زيوت النخيل وفول الصويا والقمح».

بدوره، اعتبر رئيس مجلس إدارة مجموعة مصنّعي الأغذية والمشروبات في الإمارات، صالح لوتاه، أن «اعتماد مبادرات الاستدامة والتوسع في إطلاق خطط جديدة، يعد من التوجهات المهمة التي تعتمدها العديد من الشركات العاملة في قطاع تصنيع الأغذية المحلية، بمختلف مجالاتها والمنتجات المرتبطة بها».

وأضاف أن «من أبرز ملامح تلك التوجهات في الأسواق، الدمج بين استخدام أنظمة التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والميتافيرس، وتطبيق مبادرات الاستدامة، إذ تعد تلك التقنيات داعماً رئيساً للتوسع في تنفيذ خطط الاستدامة في قطاع الأغذية الإماراتي».