أكد فنانون إماراتيون أن الاستدامة أصبحت ركيزة أساسية في مختلف القطاعات في الدولة، ومن بينها الفنون والثقافة، بفضل ما توليه دولة الإمارات من دعم كبير للتوعية بمفهوم الاستدامة وتكريسه كأسلوب حياة في المجتمع، والذي كان دافعاً للعديد من الفنانين في الإمارات لتوظيف الاستدامة في أعمالهم، سواء كأسلوب للعمل وسبب للبحث عن مواد مبتكرة وصديقة للبيئة ودمج عناصر الطبيعة في أعمالهم، أو كفكرة يسهمون في نشرها لدى أفراد المجتمع، أو كمفهوم واسع يتضمن استدامة الثقافة والتراث المحليين لتعزيز الهوية الوطنية.
مصالحة مع الطبيعة
ويعد الفنان الإماراتي محمد أحمد إبراهيم، والذي ينتمي للجيل الأول من الفنانين المعاصرين الإماراتيين، ومعه الفنانون حسن شريف وعبدالله السعدي وحسين شريف ومحمد كاظم، من الفنانين الذين اعتمدوا الاستدامة والتواصل مع الطبيعة كملمح رئيس في أعمالهم، وارتبطت أعماله بالبيئة المحلية انطلاقاً من خورفكان التي نشأ فيها، تعبيراً عن رأيه بأن الفنان مثل أي إنسان يتأثر بمحيطه الذي يعيش فيه، ولكنه يتميز بأن لديه شغفاً ورسالة يرغب في التعبير عنها. وقال إبراهيم لـ«الإمارات اليوم»، إن أعماله وأسلوبه تعلقا بالطبيعة منذ البداية، ومع الخبرة والتراكم أنتجت هذه العلاقة نوعاً من الصدق والإدراك في استخدام البيئة ومواردها، مثل توظيف قطع الأخشاب المتاحة في المكان دون الحاجة لقطع أغصان الأشجار حتى لا يكسر الطبيعة أو يجرحها وخلق نوع من الصلح معها، كما يقوم في بعض الأحيان بإنتاج أعمال فنية ويتركها في أماكنها الطبيعية.
أماكن للذاكرة
ويبرز ارتباط الفنان عبدالله السعدي بالطبيعة في أعماله التي قدمها عبر مسيرته الفنية الطويلة، واستلهم العديد من الأعمال خلال رحلاته في الطبيعة سواء في الدولة أو خارجها، وانعكس ذلك بوضوح في معرضه «أماكن للذاكرة.. أماكن للنسيان»، الذي نظم في بينالي البندقية للفنون 2024، وضم أعمالاً استلهمها من الرحلات التي اعتاد القيام بها في الطبيعة المحيطة به، وهي رحلات كان يقوم بها بالدراجة أو مشياً على الأقدام.
أثاث فريد
الاهتمام بالاستدامة يحضر أيضاً وبقوة في أعمال الفنانين الشباب في الإمارات، ومنهم الفنانة الإماراتية زينب البلوكي التي أطلقت مشروعها الخاص وهو استوديو للتصميم الداخلي والأثاث يقوم على دمج الحاضر بالماضي، والربط بين التراث والطابع المعاصر في تصميمات فريدة تختلف عن الأثاث الشائع في السوق، موضحة أن الاستدامة تمثل جزءاً رئيساً من عملها، سواء بمفهوم الحفاظ على البيئة ومواردها، أو مفهوم استدامة التراث والقصص الإنسانية في المجتمع، فهي تهدف إلى أن تنشر هذه التصميمات في كل بيت حتى تظل القصص التي تحملها حاضرة في المجتمع وتنتقل من جيل إلى جيل، وهو ما يعبر عن مفهوم استدامة التراث، لافتة إلى أنها تستلهم تصميماتها من الحرف اليدوية التقليدية، وتحتفي بجدها الذي كان يعمل في صناعة الحبال، وبجهود الآباء والأجداد الذين عملوا في مجال صناعة الحبال قديماً وصناعة السفن التقليدية، وغيرها من الصناعات اليدوية.
الثقافة المحلية
من جانبها، تحرص المصممة الإماراتية الزينة لوتاه على استخدام مواد طبيعية في تصميماتها، وتركز على ثلاث مواد هي الرمال والصمغ العربي (اللبان) والخشب، موضحة أن مفهوم الاستدامة أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالفن والتراث والثقافة، لأن الاستدامة تستهدف الحفاظ على الثقافة المحلية والتراث والبناء عليهما للمستقبل وللأجيال المقبلة بأساليب صديقة للبيئة.
• فنانون إماراتيون: الاستدامة أصبحت ركيزة أساسية في مختلف القطاعات، بفضل ما توليه الدولة من دعم كبير للتوعية بمفهومها وتكريسه كأسلوب حياة.
مختبر المواد
بالتزامن مع إعلان الدولة تمديد عام الاستدامة ليشمل عام 2024، أطلق فريق «عام الاستدامة» النسخة الثانية من برنامج زمالة «مختبر المواد» الذي يركز على ابتكار المواد، وإعادة استخدام الموارد المتاحة في البيئة المحلية، كالتصميم المعماري وتصميم الأزياء وفن الأثاث والتصميم الداخلي المعاصر، وإشراك المبدعين في إعادة صياغة مستقبل الإنتاج والتصنيع المستدام في دولة الإمارات.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.