في خطوة تهدف إلى تعزيز التراث الإماراتي، وغرس القيم الأصيلة في نفوس الأجيال الناشئة، أطلقت «فرجان دبي» أول قناة للأطفال باللهجة الإماراتية تحت اسم «قناة فرجان دبي للأطفال»، بدعم من صندوق الفرجان، المشروع المجتمعي الذي يسعى إلى تمويل الأفكار والمشاريع التطويرية والمجتمعية في الأحياء السكنية، وكجزء من استراتيجية متكاملة تهدف إلى إعادة إحياء الأهازيج الشعبية التي تربينا عليها، وخلق محتوى ترفيهي وتعليمي موجه للأطفال حتى عمر 12 سنة.

وتضمنت المرحلة الأولى من القناة إطلاق ست أغانٍ مستلهمة من الأهازيج الشعبية الإماراتية والعالمية، ولكن بلمسات حديثة، وكلمات باللهجة الإماراتية السهلة، ما جعلها قريبة من قلوب الأطفال، وحصدت الأغاني أكثر من خمسة ملايين مشاهدة على «يوتيوب» في فترة قصيرة، ما يعكس النجاح الكبير الذي حققته في الوصول إلى جمهور واسع من الأطفال والعائلات، كما تسعى القناة إلى طرح أربع أغانٍ إضافية ضمن المرحلة التالية، ما يسهم في تعزيز الروابط المجتمعية عبر مشاركة الأهالي والجيران في هذه الفعاليات الموسيقية.

ترسيخ الهوية

وتعزز المبادرة المحتوى الترفيهي لدى الأطفال الإماراتيين، بما يرسخ هويتهم الثقافية والوطنية، إذ تسعى الأغاني التي تم تصميمها وربطها في الفرجان بدبي إلى تحقيق هدفين رئيسين، يتمثلان في إحياء الأهازيج الشعبية التي كانت جزءاً من حياة الأجيال السابقة، وتقديم محتوى جديد يتناسب مع العصر الحالي، ويحافظ على القيم الإماراتية الأصيلة.

وتعد أغنية «طاح المطر» التي تدور أحداثها في «فريج حتا» أهزوجة إماراتية قديمة يغنيها الأطفال منذ سنوات طويلة احتفالاً بنزول المطر، وهي أغنية بسيطة ومرحة تعكس فرحة الأطفال بالمطر وتقديرهم للنعمة، وتم تقديمها في هذا الإصدار على «يوتيوب» بشكل متجدد، ولكن مع الحفاظ على طابعها التراثي الأصيل، ما يجعلها قريبة من قلوب الأطفال والكبار على حد سواء.

أما أغنية «باص باص باصينا» التي تجري أحداثها في فريج الممزر، فتعزز فكرة اللعب الجماعي والتسابق بين الأطفال، وتمت إعادة إنتاجها بلمسة إماراتية تدمج بين اللغة المحلية والتراث الشعبي، إذ تقدم للأطفال تجربة تعليمية وترفيهية تزيد تفاعلهم مع البيئة المحيطة.

إلى جانب ذلك، تم إنتاج أغنية «تاير النيسان» من فريج الورقاء، إذ أعيد إنتاجها بلمسة إماراتية من الأغنية العالمية الشهيرة «The Wheels on the Bus»، لتناسب الأطفال الإماراتيين، وتحتفظ ببساطتها وإيقاعها المرح، بينما تقدم في الوقت نفسه لمسات من الثقافة الإماراتية لجعلها أكثر قرباً من الأطفال الإماراتيين.

وتعد أغنية «حصوص حصوص» التي تجري أحداثها في «فريج القوز»، وتمت إعادة صياغتها من الأغنية الشهيرة للأطفال Johnny Johnny Yes Papa، بلمسة محلية لتتناسب مع المجتمع الإماراتي، وتحمل نفس النمط المرح الذي يشجع الأطفال على التفاعل والمشاركة، بكلمات من اللهجة الإماراتية، وتجسد عفوية الطفولة، وتحمل معها روح المرح الإماراتي.

وأُخِذت أغنية «أنا اسمي دلة» عن أغنية «I’m a Little Teapot»، من فريج ند الشبا، وتعكس «سنع» تقديم القهوة في المجالس الإماراتية، إذ تم تقديم الأغنية بطريقة مرحة وتعليمية، يتعرف من خلالها الأطفال إلى قيمة هذا التقليد في الثقافة الإماراتية، مع الحفاظ على إيقاع الأغنية الممتع.

فيما استوحيت أغنية «عمي سعيد»، وتجري أحداثها في فريج المرموم، وأخذت من الأغنية الكلاسيكية «Old MacDonald Had a Farm»، لتعكس هذه النسخة الإماراتية طبيعة المزارع (العزب) والحيوانات التي توجد فيها وتمثل بيئة الإمارات، بلمسة محلية تعرّف الأطفال بالبيئة المحلية في سياق ترفيهي وتعليمي.

مساحة تفاعلية

من جانبه، قال مدير صندوق الفرجان، راشد الهاجري، إن «دعم الصندوق لهذه القناة لا يقتصر على تقديم محتوى ترفيهي فحسب، بل نهدف إلى تقديم رسالة تعليمية وثقافية تعزز الهوية الوطنية الإماراتية.. فنحن في صندوق الفرجان نؤمن بأن الثقافة والتراث هما جسران يصلان بين الأجيال، ويعززان فهم القيم التي بنينا عليها مجتمعنا».

وأضاف: «من خلال هذه القناة، نسعى إلى خلق مساحة تفاعلية للأطفال تمكنهم من التعرف إلى تراثهم بطرق مبتكرة تتناسب مع عصرهم، ما يسهم في بناء جيل واعٍ قادر على مواصلة مسيرة الإمارات نحو مستقبل أكثر إشراقاً».

دعم القيم المجتمعية

من ناحيتها، أعربت مديرة «فرجان دبي»، علياء الشملان، عن سعادتها بهذه الخطوة. وقالت: «سعداء بإطلاق أول منصة أهازيج لعيال دبي.. وكنا حريصين على دمج الأغاني التقليدية العالمية باللهجة الإماراتية، لإعادة إحياء الأهازيج الإماراتية التي كنا نغنيها ونحن صغار، ونتطلع بشغف للأغاني المقبلة».

وأضافت: «ملتزمون بتقديم محتوى يعزز قيم التآزر والتواصل المجتمعي، ويعكس قيم العطاء والانتماء التي لطالما كانت جزءاً من ثقافتنا الإماراتية، ونسعى إلى أن تكون الأغاني والمحتويات التي نقدمها ليست فقط وسيلة للتسلية، بل أيضاً أداة لبناء جسور من المحبة والتواصل بين الأطفال وأهاليهم».

• المنصة تسعى إلى تقديم محتوى جديد يتناسب مع العصر، ويحافظ على القيم الإماراتية الأصيلة.

تعزيز التواصل بين الأجيال

تجسّد قناة الأطفال هدف «فرجان دبي» الأوسع في تمكين المجتمعات المحلية وتعزيز التواصل بين الأجيال، إذ يتم من خلال هذه المبادرة دعم التواصل بين الأجيال المختلفة، إذ يستطيع الآباء والأمهات مشاركة أغانٍ تراثية مع أبنائهم، بينما يتم تزويد الأطفال بمحتوى تعليمي وتفاعلي يحاكي قيمهم اليومية.

غرس روح التعاون

أطلقت مبادرة «فرجان دبي» في أبريل 2021 بهدف تمكين المجتمعات المحلية في الأحياء السكنية بدبي، وتعزيز التواصل بين الأهالي والمؤسسات الحكومية والخاصة. وتسعى المبادرة إلى غرس روح التعاون والإسهامات المجتمعية بين الأفراد، وتشجيعهم على المشاركة في تحسين جودة الحياة داخل الأحياء السكنية.

• 6 أغانٍ تضمنتها المرحلة الأولى، وهي مستلهمة من الأغاني الشعبية الإماراتية والعالمية، ولكن بلمسات حديثة.

• 5 ملايين مشاهدة، اجتذبتها الأغاني التي أطلقتها القناة.