نجحت حملة شعبية على وسائل التواصل الاجتماعي في الضغط على السلطات في العاصمة الروسية موسكو لإعادة قط إلى مكتبة عامة عاش فيها 8 سنوات ونصف.
جاءت الحملة بعد طرد القط من المكتبة التي أصبح أحد أيقوناتها.
قرار طرد القط ماركيز جاء بعد شكوى من أحد زوار المكتبة من أن القط مزعج، حينها اضطرت مديرة المكتبة إلى أخذه إلى منزلها.
ولم يتكيف القط ماركيز مع منزله الجديد رغم أن مديرة المكتبة جهزت له منزلاً خاصاً به، حيث رفض الأكل واعتاد الجلوس في الظلام، وتساقط شعر فرائه بسبب حالته النفسية السيئة لإبعاده عن المكان الذي تعود عليه وكبر فيه طيلة 8 سنوات ونصف.
ومع طرده من المكتبة واختفائه تسائل رواد المكتبة العامة عن القط ماركيز باعتباره أيقونة المكتبة، فعلموا أنه تم طرده بناءً على شكوى قدمها العجوز المتقاعد إيغور فاسيليفيتش، وهو أحد رواد المكتبة، للسلطات المحلية.
حينها قدم العديد من رواد المكتبة، ومنهم الكثير من الأطفال، شكوى ضد إيغور فاسيليفيتش، باعتباره شخصاً مزعجا لبقية رواد المكتبة والموظفين وكان مزعجاً أيضاً للقط ماركيز، وطالبوا بإعادة القط إلى المكتبة، وطرد العجوز المتقاعد.
وقالت رئيسة المكتبة إيلينا أكينوفا: "تم تبليغنا بشكوى وصلت السلطات المحلية، وأنه علينا طرد ماركيز لأن وجوده ينتهك القواعد الصحية، فأخذته إلى منزلي، ولكن اضطر إلى تركه وحيداً طيلة مدّة عملي في المكتبة".
العجوز المتقاعد
وبالبحث علمت مديرة المكتبة أن عجوز متقاعد يقف وراء الأمرـ وأوضحت لمجلة "دوبرو" أن هذا المتقاعد افتعل المشاكل معها ومن ثم مع الموظفين ورواد المكتبة ووصل الأمر إلى القط ماركيز أيضاً.
وعندما علم رواد المكتبة أن المتقاعد إيغور فاسيليفيتش وراء طرد القط ماركيز، قدموا عريضة وقع عليها 900 شخص ضده باعتباره شخصاً مزعجاً وسكيراً ودائم افتعال المشاكل وطالبوا بمنعه من دخول المكتبة وإعادة القط ماركيز.
السلطات المحلية في موسكو قالت من جانبها أنه بناء على الحملة الشعبية والمطالبات بإعادة ماركيز فإن عودته ستكون بشكل رسمي، ولن يكون من الممكن طرده بعد الآن.
ونقل موقع صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" عن المكتب الصحفي لرابطة المراكز الثقافية في المنطقة الإدارية الشمالية الغربية لموسكو قوله: "نجري اتصالاتنا بشأن هذه القضية. قمنا أيضًا باستشارة الطبيب البيطري، والذي بناءً على الفحص أعلن أن القط مريض وتم شراء الأدوية لعلاج حالته. نحن، مثل أي شخص آخر، نأمل في عودة القط ماركيز بسرعة. ولكن لتجنب مثل هذه السوابق في المستقبل، لابد من القيام بكل شيء رسمياً".
القط ماركيز في "الدوما"
أزمة ماركيز لم تقف عند هذا الحد، بل وصلت إلى مجلس الدوما الروسي (البرلمان)، حيث دافع فلاديمير بورماتوف، النائب الأول لرئيس لجنة مجلس الدوما المعنية بالبيئة والموارد الطبيعية وحماية البيئة، عن القط.
وأوضح بورماتوف أنه "لا توجد قواعد تمنع الاحتفاظ بالقطط في المكتبات. لماذا كل هذه الضجة؟ لماذا لا يصبح القط ماركيز رمزاً للمكتبة".
كما وصل الأمر لعلماء النفس، حيث قالت عالمة النفس ماريا بوبوفا لـ "دوبرو" إن كبار السن غالباً ما يصبحون "متقاضين محترفين"، وأوضحت أن الشعور بالوحدة يدفعهم إلى ذلك.
وأضافت أن الأشخاص الذين لديهم شخص قريب هم أقل عرضة لكتابة الشكاوى، فمن المهم عدم تركهم وحدهم مع المشكلة.
وأضافت أنه ربما كان هناك سبب وراء قسوة العجوز المتقاعد، أن أنها أشارت أنه في الوقت نفسه شعر الأشخاص الذين يحمون القطط بالقلق لسبب ما.
"الثورة من أجل قط"
في الآونة الأخيرة، أصبحت مشكلات حقوق الحيوان أكثر بروزًا في وسائل الإعلام الروسية، حسبما قالت داريا بوتينتسيفا، رئيسة قسم الاتصالات الخارجية في صندوق حماية.
وهنا توضح عالمة النفس ماريا بوبوفا أن الأشخاص الذين منعهم آباؤهم ومعلموهم ورؤسائهم من الغضب من الظلم، حصلوا فجأة على فرصة للتعبير عن الغضب الذي انتابهم خلال طفولتهم ولم يساعدهم أحد حينها، وهذا ما يبرر ثورة الناس في حالة القط ماركيز وغيرها من القصص المشابهة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.