بداية باللوحات الفنية، مروراً بالوثائق التي تخط باليد، ووصولاً إلى فن الخط في التصميم والعمارة، يسرد معرض «تاريخ الخط العربي في دولة الإمارات العربية المتحدة»، الذي ينظم ضمن فعاليات الدورة الأولى من بينالي دبي للخط في متحف الشندغة، سيرة الحروف الأولى في الدولة، وكيف تطور هذا الفن على امتداد الزمن. ويكشف المعرض - الذي ينظم بالتعاون مع مجلة «حروف عربية» التي تصدر عن ندوة الثقافة والعلوم في دبي - عن بدايات الخط واستحداثه، وكل ما يعرف بأصوله. ويبين المعرض بواكير فن الخط العربي، حيث كانت المهارة الأولى للخط تدمج بين العلم والفقه والتدوين، وكيف أصبح التفوق فيه وتعلمه غاية ثقافية خدمت المجتمع آنذاك وإلى اليوم تعد عملية مهمة لتوثيق الماضي ودراسته. ومن أوائل الخطاطين المعروفين في الإمارات، الخطاط محمد بن حافظ، الذي كان يعمل في خط الجوازات والرسائل والقصائد لبعض الشعراء، وتتلمذ على يد والده العالم والفقيه والمؤلف الشيخ عبدالرحمن بن حافظ. كما يقدم المعرض سيرة بعض العائلات التي تميزت بتخصصها في الفقه والدروس الإسلامية، ومنهم عبدالرحمن بن يوسف سلطان العلماء.
وثائق قيمة
وقالت القيمة على «تاريخ الخط العربي في دولة الإمارات»، شمة المهيري، لـ«الإمارات اليوم»، عن المعرض الذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري: «قسمنا المعرض إلى ثلاثة أجزاء، ومنها بدايات الكتابات العربية والنقوش التي كانت في المواقع الأثرية، وكيف أصبحت في ما بعد ذات قيمة اجتماعية ومكانة خاصة للخط العربي، وذلك ما تبرزه الوثائق المعروضة، فضلاً عن أعمال فنية بارزة». وأشارت إلى أن جزءاً من الوثائق يعود إلى عائلات عدة ولمؤسسة السركال الثقافية، موضحة أنه إلى جانب البدايات التي توثق الخط، ينتقل المعرض إلى كيفية انتقال الخط إلى الاعتناء بالجماليات، وتوثيق الآيات القرآنية والمقولات العربية، ثم دخوله مجال الفنون البصرية. وحول اختيارها للأعمال، أكدت شمة المهيري، أنها اختارت أعمال رواد فن الخط، ومنهم حسين السري الهاشمي، وهو من أوائل الذين حصلوا على إجازة في الخط من تركيا، وانتقلت إلى إبراز اهتمام الجيل الأصغر بالخط العربي، سواء النمطين الكلاسيكي أو الحديث.
بالثلث الجلي
من جانبه، قال الخطاط محمود عبدالكريم العبادي، الذي يشارك بعمل بخط الثلث الجلي، إن رحلته مع عالم الخط بدأت منذ الطفولة، وما جذبه لهذا الفن هو والده الذي كان يخط الحروف، فضلاً عن دروس الخط المدرسية، ومن ثم معهد الخط العربي في الشارقة. وأشار إلى أنه أحاط الآية القرآنية التي خطها بالزخرفة، لأن الخط والزخرفة يتكاملان في العمل الفني، ولكن بما يتناسب مع مقتضيات اللوحة والنص.
ولفت إلى أن العمل المعروض يتميز بصعوبته لاستخدامه خط الثلث الجلي الذي يعد من أصعب الخطوط، ويحمل تفاصيل كثيرة، كما أن تطويع الكلمات والجمل بالتركيب المناسب يحمل الكثير من التحديات، لذا استغرقت اللوحة ما يقارب شهراً ونصف الشهر. وعن تجربته مع الخط الحديث، أوضح أنها تتكامل مع الكلاسيكية، لأن الخلفية التقليدية تمكنه من التعامل الجيد مع الحرف واللون والظل والمكونات البصرية بأفضل شكل ممكن.
من جهته، قال الفنان علي الحمادي، الذي يشارك في المعرض بلوحة «الحلية الشريفة»، إنه اختار خط النسخ وكوفي المصاحف لتقديم العمل، كون «الحلية» تتيح استخدام أكثر من نوع من الخطوط. أما الزخرفة، فاستخدم فيها المدرستين التركية والعجمية مع التذهيب، فضلاً عن نوعين من الورق المقهر.
ووضع الحمادي اسم أستاذه فاروق الحداد في اللوحة، وبالقرب من توقيعه، في تعبير واضح عن الشكر والوفاء له ولفضله في تعليمه، مشيراً إلى أن أعمال الخطاطين القدماء كانت توضع فيها أسماء الأساتذة. وأضاف أن لوحات «الحلية الشريفة» تهدى للعروسين، مع نبتة أخرى كنوع من تمني الازدهار والخير في الحياة، منوهاً بأن هذه الأعمال حافظت على شكلها عبر الزمن، وتسمى هذه اللوحات القمريات، وتتمتع بقياسات ثابتة. أما الزخرفة الإسلامية التي تعد أساسية في هذه اللوحة، فأوضح الحمادي أنها لابد من أن تبدأ بلونين، هما الأزرق الداكن والذهبي. ووصف «بينالي دبي للخط» بأنه فرصة مهمة للفنانين والخطاطين من أجل الالتقاء وتبادل الآراء.
تصميم معماري
يبرز معرض «تاريخ الخط في دولة الإمارات» الدمج بين الخط العربي والتصاميم المعمارية، وكيف أضاف الخط المزيد من العناصر الجمالية للمباني، سواء من خلال النقوش على العمارة التراثية، أو دمج الحرف العربي بالتصاميم الحديثة. وعرضت ست صور فوتوغرافية من إمارات مختلفة في الدولة للتوثيق والاطلاع على أساليب متنوعة في دمج الحروف العربية مع التصميم محلياً. ومن المباني التي عرضت صورها في المعرض، مبنى واحة الكرامة، ومبنى دبي للبترول للمصور بدر المرزوقي، وغيرها من الأعمال الأخرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.