محتويات المقال
الاحترام هو قيمة رفيعة لا يعيها إلا الإنسان الذي تلقى تربية حسنة، وعاش في ظل أسرة تحترمه هو ذاته كإنسان، ويعرف كل فرد فيها حقوقه وواجباته، فينشأ الأبناء على احترام الغير وإيفائهم ما يستحقون من التكريم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا.”
مقدمة عن الاحترام
إن التمدن والتحضر والرقي يكونون مصحوبين بإجادة فنون التعامل مع الناس، واستخدام أساليب مهذبة وراقية في التفاعل بين البشر وبعضهم البعض، أما المجتمعات الهمجية فهي تلك التي يفتقر فيها الناس لفنون التعامل الراقي، ويسود بينهم الفحش والتطاول والاعتداء على الحقوق فيعلو الفاجر والباغي ويسود، ويعيش الناس حياة أشبه بحياة القطيع الذي يقوده أكثر أفراد القطيع قوة وقدرة على إحداث الأذى بالغير.
مفهوم الاحترام
إن الاحترام هو سلوك يحفظ الحقوق وينظم التعامل بين الناس، ويحافظ على ما لهم من شرف، ودرجة في العلم، أو السن، حيث يكون المجتمع راقيًا، تصان فيه الحقوق وتُحفظ المنازل.
ومن الاحترام أن يحترم الإنسان ذاته ويصونها عن الانزلاق في مهاوي الأخلاق المتدنية، والأعمال السيئة، ونهيها عن الرزائل، وتربيتها على تحمل المسؤولية، والقيام بالأمور الصحيحة، فينال احترام الآخرين له، ويكتسب ثقتهم وتقديرهم. يقول غاندي: “الاحترام لا يُطلب، بل يُكتسب.”
ومن الاحترام ايضًا أن تعطي كل ذي حق حقه، وأن تتعامل مع الناس معاملة حسنة، وأن لا تطلق عليهم لسانك بالإساءة على اعتبار أن هناك مساحة للتسامح فيما بينكم، أو لأنهم من أهل القربى ومضطرين لتحمل سلوكك السيء، فحتى الأبناء يجب أن تتعامل معهم باحترام، وتربيهم على ذلك ليسود المنزل التهذيب والأخلاق الحسنة، ولا يتطاول أحد أفراد الأسرة على الآخر، وكذلك الحال مع الناس من كل المستويات وفي كل مكان.
يقول رون آردين: “إنَّ أعظم هديّة يمكنك تقديمها لشخص آخر هي الموقف النفسي والعقلي المتمثل في الاحترام الإيجابي للآخرين غير المقيد بشروط أي أنك تتقبلهم بكامل كيانهم، وبدون حدود.”
موضوع عن احترام الآخرين
إن غياب سلوك الاحترام بين الناس يجعل المجتمع في فوضى ويخلّ بموازين العدل، ويفتح الباب واسعًأ أمام القيام بكافة أشكال الانتهاكات. والاحترام يجب أن يكون متبادلًأ وأن يكون أساس العلاقة بين الناس وبعضها البعض البعض وبين الحاكم والمحكوم.
وغياب الاحترام يعمّق الفجوة بين الناس وبعضها، وينشر الضغائن، ويجعل كل إنسان يسعى لامتلاك مقاليد القوة، حيث أنها وحدها تكون صاحبة الصوت العالي، فيقوم بكل الموبقات في سبيل ذلك ولا يتورع عن ارتكاب أي جرم للحصول على المال والسلطة وإجبار الناس على الخضوع له.
يقول آلبير كامو: “ليس هناك أكثر دناءة من الاحترام القائم على الخوف.”
وكل انتهاك لحقوق الإنسان يمكن اعتباره عدم احترام لإنسانيته، وعدم تصدي الناس لمثل هذه السلوكيات يمكن أن يجعلهم في المستقبل عرضة للوقوع ضحية نفس الانتهاكات، وما هو أشد فداحة، فالاحترام يجب أن يسود المجتمع، وأن يُعامل كل إنسان بالاحترام اللائق الذي يحفظ عليه حقوقه.
إن الاحترام سلوك عام يمكن أن يشمل كل مناحي الحياة، فتحترم حق الكائنات الآخرى في الوجود والحياة، وتحترم المكان الذي تسكنه والدولة التي تعيش بها، وهذا الكوكب الصغير الذي يضم بين جنباته الحياة.
يقول جبران خليل جبران: “الاحترام فوق كل شيء، فوق الصداقة وفوق القرابة وفوق الحب أيضاً.”
موضوع تعبير عن احترام أراء الآخرين
قال تعالى: “أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” فالله قد خلق الناس مختلفين ليتعارفوا لا ليتحاربوا أو ليدعي أحدهم أنه يمتلك وحده الحقيقة المطلقة، وأنه يحق له ما لا يحق لغيره.
ولذلك كان من الضروري أن تسود لغة الحوار والتفاهم بين الناس، وأن يعرض كل منهم وجهة نظره ويناقش فيها الآخرين، وإلا ستسود لغة القمع والقهر وتشتعل الحروب وينتشر الخوف والقلق وتعم الكراهية، ويرغب كل طرف في فناء الطرف الآخر.
عبارات عن احترام الآخرين
- العلم يجذب العقول والأخلاق تجذب القلوب.
- الاحترام حارس الفضيلة.
- احترام الذات يشمل جميع مناحي الحياة.
- لا ترقى المجتمعات بدون الاحترام.
- الاحترام حاجة نفسية طبيعية لدى البشر.
- الأرواح الراقية تطلب بأدب وتشكر بذوق وتعتذر بصدق.
موضوع عن الاحترام في الإسلام
الاحترام هو جزء لا يتجزأ من سلوك المسلم، ولقد قرن الله تعالى احترام الوالدين وطاعتهما بعبادته هو، ونهى عن الاساءة إليهما أو التأفف منهما وفي ذلك جاء قوله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا.”
وجعل الإسلام لكبار السن مكانة، وللعالم مكانة، وللرسول عليه الصلاة والسلام مكانة، كما جاء في قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ.”
أنواع الاحترام
إن للاحترام صور عديدة أهمها أن تحترم نفسك بعدم الانزلاق بها فيما يتسبب في إهانتها، أو وضعها في موضع لا ترضاه لنفسك، واحترام كبار السن، واحترام أهل العلم، ومن يتميز بمنزلة عالية، واحترام الإنسانية ككل، واحترام ما خلق الله من كائنات، وأن توفيها حقها.
ومن الاحترام أيضًا أن تنأى بنفسك عن أشخاص لا يقدمون لك حقك من الاحترام والتوقير ولا يتعاملون معك بالشكل اللائق.
ومن الاحترام أن ينال الإنسان ما يحفظ ماء وجهه من مال وعمل لائق وتعليم يؤهله لمواكبة عصره، وحياة كريمة له ولمن يحبهم، وأن تصان كرامته وحياته، وماله، ويكون أمنًا على بيته وأسراره.
قيمة الاحترام
الناس جميعًا يحتاجون من يعترف بوجودهم، ويوفيهم حقهم من التقدير والمعاملة الحسنة، ولذلك فإن تقديم الاحترام لهم، ومبادلتك هذا الاحترام بمثله، يجعل من حياتهم وحياتك أنت أيضًا أفضل.
ومن الاحترام الحديث اللبق، والاعتذار عند الخطأ، وإلقاء السلام، وتجنب السلوكيات المكروهه، مثل العجب والخيلاء، وعدم التكبّر على من هم أقل منك حظًا في الحياة، فمن يتكبّر على الناس سيجعلهم يحتقرونه من داخلهم ويرون نقائصه، ومن يعامل الناس معاملة حسنة ويحترمهم سيحبونه ويحترمونه ويقدرونه حق قدره.
والاحترام أحد أشكال الرقي الأخلاقي التي تفتح المجال واسعًا أمام إطلاق المواهب والأفكار الجيدة، وتساعد المجتهد والمجد على تقديم أفضل ما لديه.
حديث عن الاحترام
لقد كان الرسول قدوة يقتدى بها في احترام الغير على اختلاف أشكالهم ومنازلهم وألوانهم وأجناسهم، وفي ذلك قال جورج برناردشو: “إن العالم أحوج مايكون إلى رجل في تفكير محمد هذا النبي الذي و ضع دينه دائمًا موضع الاحترام و الاجلال فإنه أقوى دين خالد خلود الابد.”
ومن الأحاديث الشريفة التي تحدث فيها الرسول عن فضيلة الاحترام نذكر التالي: “إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط.”
وقوله: ” إذا جاءكم كريم ُ قوم فأكرموه.” وقوله: “ما أكرم شاب ٌ شيخًا لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه.”
أسئلة عن الاحترام
ما معنى الاحترام؟
الاحترام هو أحد القيم الفاضلة ويعني أن تتعامل بكياسة وتقدير وعناية مع كل من يحيط بك وكل شئ حولك، وأن تدرك قيمة الأشياء والأشخاص، وتقدم لهم المعاملة اللائقة.
ما هي مظاهر الاحترام؟
أهم مظاهر الاحترام توقير الصغار للكبار، ورحمة الكبار بالصغار، وإكرام الضيف، وحماية حقوق الضعفاء، والرفق بالنساء، وبر الوالدين، وتبجيل العلماء.
ماذا يعني الاحترام بين الدول؟
هو الإلتزام بالحدود البرية والمائية والجوية، ورعاية حقوق الجوار، وعقد الاتفاقات الثقافية والاقتصادية والتجارية واحترام هذه الإتفاقات.
ماذا يعني الاحترام في المنظمات الدولية؟
الأمم المتحدة على سبيل المثال تحثّ على احترام حقوق الإنسان في كافة دول العالم، واحترام حق الطفل في الرعاية والتغذية، وحفظ الأمن والسلامة.
كيف ترتبط المواطنة بالاحترام؟
إن المواطن عليه احترام قوانين البلد التي يعيش فيها ويحمل جنسيتها، وأن يتم إعطاءه حقوقه والمساواة بينه وبين المواطنين الآخرين دون تمييز.
ما هي الألفاظ التي تستخدم في إظهار الاحترام؟
العديد من لغات العالم تضع كلمات وضمائر مخصصة لتقديم الاحترام وعبارات معينة لإظهار هذه الفضيلة عند الكتابة أو الحديث مثل “سيادتكم” والبعض يجعل من منادة الشخص بإسم العائلة أحد أوجه إظهار الاحترام.
خاتمة موضوع تعبير عن الاحترام
إن الإنسان الذي يلتزم بسلوك الاحترام مع الآخرين يرفع من شأن نفسه، ويضع نفسه موضع الاحترام والتقدير، وينال محبة الآخرين، واعتزازهم به، فعليك أن تتحلى بهذه الفضيلة وخاصة مع هؤلاء الذين يتوجّب عليك احترامهم مثل الوالدين والمعلمين والمعلمات، والله يحب منك أن تضع كل إنسان في الموضع اللائق به وأن تحسن معاملة الغير.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مصري ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مصري ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.