أصبح "تيك توك" على شفا الحظر في أمريكا، بعدما أقر الكونجرس العام الماضي قانونًا ينص على أن الشركة الأم "بايت دانس" يجب أن تبيع تطبيقها الشهير لشركة غير صينية أو تواجه حظرًا داخل البلاد اعتبارًا من التاسع عشر من يناير، في إشارة لمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
لكن ربما ينجح "تيك توك" في التوصل لحل آخر لتجنب البيع مع إدارة "ترامب" المقبلة، حيث وعد الرئيس الأمريكي المنتخب بإنقاذ التطبيق بمجرد تنصيبه في العشرين من يناير، على الرغم من أن الخيارات المتاحة أمامه محدودة.
ويمثل دعم "ترامب" لـ "تيك توك" تحولاً مذهلاً مقارنة بموقفه تجاهه عام 2020، عندما حاول خلال فترة ولايته الأولى حظر التطبيق وإجباره على بيعه للشركات الأمريكية.
و"تيك توك" ليس مجرد تطبيق له شعبية كبيرة فقط، بل إنه منافس قوي لكبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية، حتى إن تحليلًا أجرته "إي ماركتير" أظهر أنه من المتوقع أن تكون "جوجل" و"ميتا" من أكبر المستفيدين من حظر تطبيق الفيديوهات القصيرة في أمريكا من الناحية المالية.
وذلك لأن أكثر من نصف أموال الإعلانات التي يتم إنفاقها على المنصة في أمريكا ستتوجه حال حظرها إلى المنصات الأخرى، مع تقديرات باستحواذ "إنستجرام" و"فيسبوك" على 22% و17.1% على الترتيب من الإنفاق الإعلاني على "تيك توك" الذي سيعاد تخصيصه.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
على أن تستحوذ منصة "يوتيوب" التابعة لـ "جوجل" على ما يقرب من 10.7%، وبالطبع ستستفيد منصات أخرى من إعادة التخصيص منها "ريديت" و"بينترست" و"إكس" التابعة لـ "إيلون ماسك".
لكن في خطوة قد تشير لاستمرار منافسة التطبيق، سينضم المدير التنفيذي للتطبيق "شو زي تشيو" إلى كبار قادة قطاع التكنولوجيا مثل "مارك زوكربيرج" و"إيلون ماسك" و"جيف بيزوس" في حفل تنصيب الرئيس "ترامب"، إذ تمت دعوته للحفل، وفقًا لما ورد في تقرير نشرته "نيويورك تايمز" عن مصادر.
من مدير "تيك توك"؟
ولد "شو زي تشيو" -البالغ من العمر حاليًا 41 عامًا- في سنغافورة، وحصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من "لندن كوليدج" قبل أن يحصل على ماجستير في إدارة الأعمال من "هارفارد بيزنس سكول"، وخلال الصيف تدرب في شركة ناشئة كانت تسمى حينها "فيسبوك".
أي أنه بدأ حياته المهنية في مجال التكنولوجيا كمتدرب لدى "فيسبوك" في كاليفورنيا، قبل أن يصبح المدير التنفيذي لتطبيق "تيك توك" وأحد أكبر منافسي الملياردير "مارك زوكربيرج".
وبعد "فيسبوك" انتقل إلى لندن وسنغافورة وهونج كونج قبل أن يستقر في النهاية في الصين، وساعد هذا التنوع الثقافي في توليه قيادة إحدى أكبر الشركات التقنية في العالم.
وانضم إلى شركة التكنولوجيا "شاومي" عام 2015، وساعد في طرح الشركة الصينية للاكتتاب العام بعد عمله لمدة ثلاث سنوات في منصب المدير المالي، وذلك وفقًا لما ذكره "تشيو" لموقع خريجي كلية "هارفارد" للأعمال.
وفي عام 2021، انضم إلى الصينية "بايت دانس" في البداية كمدير مالي، وفي وقت لاحق من نفس العام تولى أيضًا منصب المدير التنفيذي لتطبيقها "تيك توك"، قبل التفرغ له تمامًا في النهاية.
محاولات للسيطرة على تيك توك
نجح "تشيو" في إدارة "تيك توك"، وأصبح تطبيق الفيديوهات القصيرة وسيلة تواصل اجتماعي رئيسية لا تخضع لسيطرة "زوكربيرج"، مع ما لا يقل عن 150 مليون مستخدم نشط شهريًا في الولايات المتحدة، وأكثر من مليار مستخدم على مستوى العالم.
لكن لا يعني ذلك أن مؤسس "ميتا بلاتفورمز" -التي تضم "فيسبوك" و"إنستجرام" و"وواتس آب"- لم يسعَ للسيطرة على المنصة.
أفادت تقارير بأن "زوكربيرج" أمضى جزءًا كبيرًا من عام 2016 في محاولة الاستحواذ على جزء رئيسي مما أصبح لاحقًا "تيك توك"، وهو تطبيق يسمى "ميوزكلي" Musical.ly الذي كان يسمح لمستخدميه بتصوير مقاطع فيديو قصيرة فيما يعرف بمزامنة الشفاه ومشاركتها، حسب تقرير "بازفيد نيوز".
لكن فشلت محاولة "زوكربيرج" أمام "بايت دانس" التي استحوذت على التطبيق مقابل 800 مليون دولار عام 2017 ، ودمجته مع منصة "تيك توك".
وفي عام 2018، حاولت "ميتا" إطلاق منافس خاص بها لـ "تيك توك" تحت اسم "لاسو" Lasso لكنه لم يحقق نجاحًا وأغلقته في 2020.
دعم زوكربيرج لحظر التطبيق
على مدار السنوات القليلة الماضية، تزايدت الدعوات لحظر "تيك توك في الولايات المتحدة، ومعها عزز "زوكربيرج" انتقاده للتطبيق لأنه يشكل تهديدًا لحرية التعبير العالمية على وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكر في عام 2020 أنه على الرغم من أن حظر التطبيق قد يشكل سابقة سيئة، إلا أنه قلق أيضًا بشأن المخاوف المتعلقة بالأمن القومي، وصرح قائلاً: أعتقد بالتأكيد أن هناك مخاوف أمنية وطنية حول وجود تطبيق يتبع قواعد دول أخرى يحتوي على الكثير من بيانات الأشخاص، ويتبع حكومة يُنظر إليها بصورة متزايدة على أنها منافسة.
لكن دافع "تشيو" عن الاتهامات بأن "تيك توك" يشكل تهديدًا على الأمن القومي خلال عدة جلسات استماع في الكونجرس، وفي إحدى الجلسات أمام لجنة الطاقة والتجارة بمجلس النواب عام 2023، انتقد فضيحة "كامبريدج أناليتيكا" التابعة لـ "فيسبوك"، وأشار إلى أن "تيك توك" لم يجمع بيانات أكثر من منصات التواصل الاجتماعي الأمريكية.
يذكر أن شركة "كامبريدج أناليتيكا" تمكنت من الوصول إلى المعلومات الشخصية لمستخدمي منصة "فيسبوك" دون إذن واستغلالها لأغراض سياسية أثناء الانتخابات الرئاسية في أمريكا في عام 2016.
وأضاف "تشيو": لا أعتقد أن الملكية هي المشكلة هنا، لأن شركات التواصل الاجتماعي الأمريكية لا تتمتع بسجل جيد فيما يتعلق بخصوصية البيانات وأمان المستخدم.
وحاليًا، ومع اقتراب تنصيب "ترامب"، ستضع الأيام القليلة المقبلة نهاية إما لمنافسة "تيك توك" القوية في الولايات المتحدة وتفسح مجالاً أكبر لهيمنة شركات التكنولوجيا الأمريكية، أو تظل المنصة تجذب المزيد من المستخدمين وأموال الإعلانات.
المصادر: أرقام - فورتشن – نيويورك تايمز – أكسيوس - وول ستريت جورنال
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.