في حين أن متوسط الراتب في الأرجنتين أقل من ربع نظيره في الولايات المتحدة، تباع مقلاة "بلاك آند ديكر" مقابل 100 دولار في أمريكا فيما تباع بنحو 289 دولارًا في الأرجنتين، وفي حين يبلغ سعر فستان من "زارا" 25 دولارًا في أمريكا يباع هو نفسه مقابل 67 دولارًا في البلد اللاتيني.
ويأتي ذلك بعدما بدأ الأرجنتينيون في الشراء من شركة "أمازون" لأول مرة، وشرعت المتاجر الكبرى في ملىء أرففها مرة أخرى بالمنظفات الأمريكية وسمك التونة المعلب الإكوادوري، عقب فتح الرئيس "خافيير ميلي" الاقتصاد أمام المنتجات المستوردة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
وبهدف خفض أسعار المستهلكين وتسريع وتيرة كبح التضخم السنوي المكون من ثلاثة أرقام في الأرجنتين، خفضت حكومة "ميلي" الرسوم الجمركية على عشرات المنتجات، فماذا يعني ذلك للصناعة المحلية؟ وهل يصب في صالح اقتصاد الدولة اللاتينية؟
انتقاد ميلي لسياسة استبدال الواردات
- رفعت إدارة "ميلي" قيمة واردات الاستخدام الشخصي السنوية والتي يُسمح للأرجنتينيين بطلبها من الخارج إلى 3 آلاف دولار، مع إعفاء أول 400 دولار من الرسوم الجمركية.
- قال "ميلي" في أكتوبر: "نحن نخفض التعريفات الجمركية التي تدعم المخطط الكارثي لاستبدال الواردات بالإنتاج المحلي، حيث عوقب المجتمع بأكمله بسلع وخدمات ذات جودة أسوأ وبسعر أعلى".
- بدأت "أمازون" في تقديم شحن مجاني لبعض المنتجات من متاجرها في الولايات المتحدة إلى الأرجنتين في نوفمبر.
- في 22 ديسمبر، توقفت الحكومة عن فرض ضريبة شاملة بنسبة 7.5% على جميع السلع المستوردة وضريبة بنسبة 30% على مشتريات الأرجنتينيين من الخارج بالبطاقات المصرفية.
- أوضح الرئيس الليبرالي أنه يريد إطلاق العنان لقوى السوق لإعادة توجيه اقتصاد الأرجنتين نحو القطاعات التي تتمتع بميزة تنافسية، مثل الزراعة والتعدين والطاقة والتكنولوجيا، والتي توظف مجتمعة 12% فقط من الأرجنتينيين.
- وصف "ميلي" تكتل الـ"ميركوسور" التجاري في أمريكا الجنوبية بأنه سجن، حيث يفرض تعريفة جمركية مشتركة تصل إلى 20% على السلع الخارجية ولا يسمح للدول إلا بعدد محدود من الإعفاءات.
مخاوف من انهيار الصناعة في الأرجنتين
- حذرت شركات التصنيع الأرجنتينية من أن زيادة الواردات قد تدمر قطاعًا يوظف ما يقرب من خمس العمال، والذي تضرر بالفعل بشدة من الأزمة الاقتصادية، حيث انخفض نشاط التصنيع بنسبة 12.7% في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024 مقارنة بنفس الفترة في عام 2023.
- رجح "خوليو رودريجيز رابيليني"، الخبير الاقتصادي في غرفة التجارة الأرجنتينية، انخفاض مساهمة التصنيع في الاقتصاد تحت حكم "ميلي"، لكنه قال إن الحكومة تتحرك بحذر شديد، مشيرًا إلى أنها خفضت التعريفات الجمركية بدلاً من إلغائها.
- قال "بابلو ييراميان"، مدير مجموعة المنسوجات "نورفابريل"، والتي قلصت حتى الآن 15% من موظفيها البالغ عددهم 280: "الواردات في ارتفاع، والطلب في انخفاض، وتكاليفنا ارتفعت، نعم نحاول الصمود، لكننا نتوقع خفض المزيد من القوى العاملة".
الوجه الآخر.. تحسن آفاق الاقتصاد في الأرجنتين
- قال "مارسيلو فيجيراس"، رئيس شركة "ريتشموند لابوراتوريز" الأرجنتينية لتصنيع الأدوية، والتي تصدر وتبيع محلياً، إن الحكومة نجحت في تحقيق الاستقرار الاقتصادي، لكنها لم تضع بعد استراتيجية واضحة بشأن الصناعة.
- أوضح "مانويل سانشيز جوميز"، مدير شركة "فرافيجا" والتي تعد أكبر بائعة إلكترونيات في الأرجنتين، أن إعادة فتح الاقتصاد واستقرار الاقتصاد الكلي حسنا كثيرًا من آفاق العمل، مشيرًا إلى أن أفق تخطيط الإنتاج ارتفع إلى 3 سنوات من حوالي شهرين.
- وضعت التغييرات الأرجنتين (التي عانت من أزمة مالية خانقة وتلقت قروضًا بعشرات مليارات الدولارات في السنوات الأخيرة) على مسار مخالف لبقية أغلب دول العالم، حيث أقامت الدول الأوروبية والولايات المتحدة حواجز تجارية جديدة لحماية الصناعات المحلية من الواردات الرخيصة من الصين.
- يأتي ذلك أيضًا في الوقت الذي يتأهب فيه العالم لحروب تجارية شرسة وحمائية متصاعدة مع قرب تنصيب "دونالد ترامب" رئيسًا للولايات المتحدة، فهل تنجح السياسات الجديدة في كبح جماح التضخم، وزيادة رفاهية المواطنين أم أن الأزمة الاقتصادية ستتصاعد؟
المصدر: فاينانشال تايمز
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.