أصبحت الأندية الرياضية الكبرى أكثر حرصاً على الاستثمار في تحليل البيانات خلال السنوات القليلة الماضية، واستغلال قدرات الذكاء الاصطناعي لتحسين أداء الفرق.

ولا تعد جهود الاستفادة من تحليل البيانات وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي ظاهرة حديثة النشأة، لكن تسليط الضوء على حالات استخدام هذه الأدوات في أحد أبرز دوريات كرة القدم على مستوى العالم يرسم صورة واقعية لدورها في تطوير الرياضات.

إذ أتاحت تحليلات البيانات للمسؤولين في أندية الدوري الإنجليزي الممتاز مجالاً أوسع للتركيز على تفاصيل دقيقة وهامة، والإلمام بكافة جوانب اللعبة بشكل أفضل، بداية من استراتيجيات الهجمات المرتدة، وصولاً إلى كيفية التصدي للركلات الثابتة.

ذكر نادي "مانشستر سيتي" في عام 2022 أنه يُحلل بيانات تموضع اللاعبين أثناء المباريات لفهم المشاركة الفردية لكل منهم بصرف النظر عن استحواذه على الكرة.

للاطلاع على المزيد من المواضيع الرياضية

كان ذلك أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للاستراتيجية الفنية للفريق التي تركز على الدفاع كوحدة واحدة، في حين اهتم نادي "تشيلسي" بتحليل أداء الفريق سواء أثناء التدريبات أو المباريات.

إذ سبق وأوضح "تشيلسي" أنه يُعد تقريراً فردياً لكل لاعب في المباراة، يتضمن مؤشرات أداء مثل إجمالي المسافة المقطوعة أثناء اللعب، والسرعة القصوى.

وتعتمد أندية أخرى في الدوري الإنجليزي، مثل "ليفربول" و"مانشستر يونايتد"، على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي، ولكل منها معايير الأداء الخاصة بها.

لكن الأمر لا يقتصر على الفرق فقط، بل تستخدم الجهات المسؤولة عن إدارة الدوري الإحصائيات والبيانات لتعزيز قدراتها، حيث اختارت إدارة الدوري شركة "أوراكل" في عام 2021 لتصبح مزودة خدمات تحليل البيانات الخاصة به.

وحسب "ريتشارد ماسترز" الرئيس التنفيذي للدوري، تسعى الإدارة دائماً لاستكشاف طرق جديدة لإنعاش اللعبة، وتعزيز المنافسة.

ومن أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات في كرة القدم الإنجليزية، تتبع تموضع اللاعبين أثناء المباريات سواء أثناء الاستحواذ على الكرة أم لا، ومن ثم تحديد مناطق الضعف في تشكيل الفريق، وفهم كيفية أعادة تنظيم الفريق بشكل أفضل أثناء الهجوم والدفاع.

وتوفر "أوراكل" للدوري الإنجليزي نماذج تعتمد على البيانات الضخمة لحساب احتمالات فوز أي من الفريقين المتنافسين في المباراة، واحتمالات نجاح الفريق الذي يستحوذ على الكرة في إحراز هدف خلال الهجمة التالية.

ولتقدير هذه الاحتمالات والجوانب، تُحلل النماذج آلاف المباريات السابقة في الدوري، وتفاصيل مثل عدد التمريرات، والمراوغات، والتسديدات لمحاولة استشراف معلومات محددة حول المباراة الجارية.

والشاهد في الأمر أن مؤشرات الأداء الحديثة هذه قادرة على تعزيز أداء الفرق بدرجة كبيرة، وإعطاء المديرين الفنيين قدرة أكبر على التحكم في استراتيجيات اللعب بما يُلائم هيكل الفريق والإحصاءات الخاصة به.

المصدر: ذا سبورتس إيكونومست