تعد السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية التي تساهم في تعزيز النمو والتنمية في الدول،تحظى مصر بتاريخ عريق وتراث ثقافي غني، مما يجعلها وجهة جذب سياحي رئيسية على مستوى العالم،وفي السنوات الأخيرة، عملت الحكومة المصرية على تحسين وتطوير قطاع السياحة، معتبرة أن هذا القطاع لا يعد فقط مصدراً مهماً للعائدات المالية، بل أيضًا هو واجهة تعكس الهوية الثقافية والحضارية للبلاد،من هذا المنطلق، يمكن القول إن السياحة تمثل أحد الحلول الفعالة ل الاستثمار وخلق فرص العمل في الدولة.

جهود الدولة في تطوير السياحة

كشف الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، عن الجهود المستمرة التي تبذلها الدولة المصرية للارتقاء بملف السياحة،وأكد أن هناك إنجازات ملموسة تحققت في هذا القطاع خلال السنوات الإحدى عشر الماضية،وأوضح أن منطقة أهرامات الجيزة تأتي في مقدمة جهود تطوير المواقع الأثرية،تم تعزيز هذه المنطقة بتقنيات الدفع الإلكتروني وتطوير محيطها، مما يتيح للزوار تجربة مريحة، حيث يتم الدخول عبر طرق جديدة ووجود مناطق مخصصة للخيول، كل ذلك يهدف لضمان راحة السائحين.

تحديث البنية التحتية ومتحف مصر الكبير

أشار الدكتور عامر إلى أنه تم تحسين البنية التحتية السياحية لاستقبال عدد أكبر من الزوار، بالإضافة إلى إنشاء المتحف المصري الكبير الذي سيربط منطقة الأهرامات بممشى سياحي يبلغ طوله 2 كيلو متر،هذا المشروع يعد خطوة استراتيجية لتحسين تجربة السائحين وتعزيز قيمة السياحة الثقافية في مصر.

السياحة كعنصر أساسي في الاقتصاد الوطني

في سياق متصل، تحدث مجدي صادق، عضو غرفة شركات السياحة، حول أهمية النهوض بالقطاع السياحي وجعل تطويره أولوية لدى الدولة المصرية،فقد أشار إلى أن السياحة تساهم بنسبة 16% من الناتج القومي، وتهدف الدولة إلى رفع هذه النسبة إلى 25%،كما أن اختيار مصر ضمن قائمة منصة “بيزنيس أفريكا” كوجهة سياحية متميزة لعام 2025 يمثل إنجازًا مهمًا يعكس الاهتمام الدولي بمصر.

استقبال عدد كبير من السياح والمبادرات الداعمة

لفت صادق الانتباه إلى أن مصر استقبلت أكثر من 15 مليون و700 ألف سائح خلال عام 2025، مما يعد علامة فارقة في تاريخ السياحة المصرية،وأكد أن الدولة أصدرت مجموعة من القرارات المهمة لدعم القطاع السياحي، ومن بينها تخصيص 50 مليار جنيه لتطوير الفنادق و عدد الغرف السياحية،كما كشف عن خطط لمضاعفة الغرف السياحية لتصل إلى 500 ألف غرفة بحلول عام 2030، حيث تعد محافظة البحر الأحمر، بمناطقها الجذابة مثل الغردقة ومرسى علم، من أكثر الوجهات السياحية جذبًا.

ختامًا، يُظهر التركيز الحالي للحكومة المصرية على تطوير قطاع السياحة مدى أهميته كعنصر حيوي في دعم الاقتصاد و فرص العمل،يتعزز هذا الجهد من خلال مشروعات البنية التحتية والنهوض بالمواقع الأثرية، مما يجعل مصر وجهة سياحية رائدة على مستوى العالم،من خلال استمرار العمل في هذا الاتجاه، يمكن لمصر أن تستعيد مكانتها كواحدة من أهم الوجهات السياحية الجاذبة على مستوى العالم، مما يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي وتحسين مستوى المعيشة في البلاد.