إعداد: أحمد البشير
تواجه صناعة السيارات الأوروبية، مجموعة من التحديات الكبرى في طريقها نحو التحول الكامل إلى الطاقة الكهربائية. وتشمل هذه التحديات نقص النماذج ذات الأسعار المعقولة، وتباطؤ إنشاء محطات الشحن، والمنافسة الشديدة من الصين، بالإضافة إلى القوانين الصارمة المتعلقة بالكربون، والتهديد بفرض رسوم جمركية أمريكية مستهدفة.
ويرى المحللون، أن هذه التحديات ستجعل العام القادم صعباً للغاية على القطاع. 
مستقبل قاتم
ووصفت جوليا بوليسكانوفا، مديرة النقل وسلاسل التوريد للسيارات في مجموعة «النقل والبيئة»، مستقبل صناعة السيارات الأوروبية بأنه «قاتم للغاية».
وقالت بوليسكانوفا في حديث عبر الفيديو مع شبكة «سي إن بي سي»:«صانعو السيارات الأوروبيون متأخرون في التحول إلى السيارات الكهربائية، ومنتجاتهم ليست بالجودة التي تميز المنافسة الصينية القوية. وهذا ليس بسبب أحد إلا صانعي السيارات أنفسهم».
وأشارت إلى أن مبيعات السيارات في أوروبا لا تزال أقل من مستويات ما قبل جائحة «كوفيد-19»، بسبب مواجهة الصناعة صعوبات نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة.

لوائح كربونية
وعبّرت بعض شركات تصنيع السيارات الأوروبية عن قلقها من التشديد المقبل للوائح الكربونية، لا سيما في ظل التباطؤ في الطلب على السيارات الكهربائية. ومن المتوقع أن ينخفض الحد الأقصى لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون للمركبات الجديدة إلى 93.6 جرام/كلم العام المقبل، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 15% مقارنة بخط الأساس لعام 2021 البالغ 110.1 جرام/كلم.
وتحذر الشركات من أن تجاوز هذه الحدود قد يؤدي إلى غرامات باهظة. 
وطالبت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية الاتحاد الأوروبي بتخفيف تكاليف الامتثال لعام 2025 مع استمرار التحول نحو التنقل الأخضر.
ووصفت بوليسكانوفا مطالب تخفيف اللوائح بأنها «محبطة»، مشيرة إلى أن الالتزام باللوائح ضروري لتسريع التحول وجعل الصناعة الأوروبية أكثر تنافسية. وحذرت من أن أي تأجيل لهذه اللوائح سيؤخر الانتقال الذي لا مفر منه، مما قد يؤدي إلى «انهيار الصناعة الأوروبية».
وعلى الصعيد المالي، شهدت أسهم كبرى شركات السيارات الأوروبية مثل فولكس فاجن، ومرسيدس، وبي إم دبليو، وستيلانتيس، ورينو انخفاضات كبيرة خلال العام الجاري، باستثناء رينو التي حققت مكاسب بنسبة 19% بفضل تعرضها المحدود للأسواق الصينية والأمريكية. 
مبيعات السيارات الكهربائية بالصين 
سجلت صناعة المركبات الكهربائية في الصين نمواً قياسياً خلال العام الجاري 2024، إذ ارتفع إنتاج ومبيعات المركبات الكهربائية بأكثر من 30% على أساس سنوي في الفترة من يناير/ كانون أول إلى نوفمبر/ تشرين ثاني 2024، متجاوزة نسبة 40% من إجمالي مبيعات السيارات.
وكشفت بيانات صادرة عن تلفزيون الصين المركزي، عن أن حجم إنتاج المركبات الكهربائية بلغ 11.345 مليون وحدة، في حين وصلت المبيعات إلى 11.262 مليون وحدة خلال الأشهر ال11 الأولى من العام، محققة نمواً بنسبة 34.6% و35.6% على التوالي.
وأكدت جمعية مصنعي السيارات الصينية، أن مبيعات المركبات الكهربائية استحوذت على 40.3% من إجمالي مبيعات قطاع السيارات خلال الفترة المذكورة.
وشهد شهر نوفمبر قفزة نوعية في الإنتاج الوطني للمركبات الكهربائية، بنسبة نمو بلغت 45.8% على أساس سنوي، ليصل إلى نحو 1.57 مليون وحدة، بينما ارتفعت المبيعات بنسبة 47.4% مسجلة 1.51 مليون وحدة.
وأظهرت الإحصاءات، استحواذ المركبات الكهربائية على 45.6% من إجمالي مبيعات السيارات الجديدة خلال شهر نوفمبر وحده.
وقال تشن شيهوا، نائب الأمين العام للجمعية: إن قطاع المركبات الكهربائية يواصل تحقيق نمو متسارع، حيث تجاوز معدل الإنتاج والمبيعات الشهرية 1.5 مليون وحدة خلال نوفمبر، كما تخطت المبيعات التراكمية في 11 شهراً نسبة 40% من إجمالي مبيعات السيارات للمرة الأولى، مما يؤكد الدور المحوري للقطاع في تعزيز نمو المبيعات الإجمالية للسيارات.