تمثل العلاقات الدولية بوابة لتحقيق التنمية المستدامة، حيث تتولى الشراكات الاستراتيجية بينها دوراً محورياً في دعم النماء الاقتصادي والاجتماعي،في هذا السياق، أُقيم اجتماع هام بين وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي المصرية والدكتور تاناكا أكيهيكو، رئيس هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA)، بغرض تعزيز شراكة استراتيجية بين مصر واليابان،عقد الاجتماع في إطار احتفال اليابان بمرور 70 عامًا على تدشين علاقات التعاون الإنمائي مع مصر، وهو حدث يتطلب تسليط الضوء على الإنجازات والآفاق المشتركة بين البلدين.

الاحتفال بمرور 70 عامًا على الشراكة بين البلدين

في أثناء اللقاء، عبّرت الدكتورة رانيا المشاط عن بالغ تقديرها للاستضافة اليابانية، مُشيرةً إلى الأهمية الكبيرة للاحتفال بمرور 70 عامًا على شراكة مصر واليابان،حيث تُعتبر هذه المناسبة فرصة سانحة لتعزيز الروابط الاستراتيجية التي تجمع بين الطرفين، مع التأكيد على أهمية التعاون في مجالات متعددة، بما في ذلك تشجيع القطاع الخاص وجذب الاستثمارات وتقديم آليات تمويل جديدة ذات فائدة،وقد أضافت أن اليابان تعد شريكًا استراتيجيًا رئيسيًا لمصر في مجالات التعاون التنموي والدعم الفني، حيث تساهم هيئة التعاون الدولي اليابانية في تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مصر وتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

استراتيجيات التعاون المستقبلية

تناولت النقاشات أيضًا حوار السياسات رفيع المستوى في نسخته الثالثة، الذي عُقد في أغسطس الماضي، والذي يسعى إلى تعزيز الشراكة التنموية،يمثل هذا الحوار آلية متطورة لوضع استراتيجيات التعاون المستقبلية تتماشى مع أولويات الحكومتين،هذا ويتميز الحوار بمشاركة فعالة من قبل الوكالات الوطنية اليابانية، إلى جانب الوزارات المصرية المختلفة التي تمثل طيفًا واسعًا من الأهداف،أكدت وزيرة التخطيط أن الحكومة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لتنفيذ الإصلاحات الهيكلية من أجل تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي، مع تسليط الضوء على المشاريع الجارية التي تندرج تحت إشراف هيئة التعاون الدولي اليابانية، مثل مشروع المتحف المصري الكبير والتعاون مع هيئة قناة السويس.

تعزيز التعاون الثلاثي وتبادل المعرفة

ركز الاجتماع على تعزيز التعاون الثلاثي بين الدول ودعم تبادل المعرفة وبناء القدرات،تبرز وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية أهمية هذه الاستراتيجية في دعم التعاون جنوب-جنوب، من أجل استفادة الدول الأفريقية من المزايا التنافسية لمصر في شتى القطاعات التنموية،وفي إطار المبادرات الإقليمية والدولية، تدعم اليابان مصر في مواجهة التحديات الإقليمية مثل الأمن الغذائي وقضايا المياه والتغطية الصحية،كما شكل الاجتماع مناسبة للمناقشة حول إصدار تقرير حول محفظة التعاون الإنمائي الذي يعد دليلاً لرصد النجاح وتحقيق التنمية المستدامة.

مشاريع القطاع الخاص التي نفذتها وكالة JICA

من جانبها، سلطت الدكتورة رانيا المشاط الضوء على المشاريع التي نفذتها وكالة JICA في القطاع الخاص، خاصة في مجال الطاقة،حيث تمثل محطة الطاقة الشمسية بقدرة 500 ميجاوات في كوم أمبو، أسوان، مثالاً للمبادرات المصرية اليابانية بعد مؤتمر COP27،يأتي هذا المشروع باستثمار يبلغ 88.3 مليون دولار، ويُسهم بشكل فعال في التخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، مما يعكس التزام كلا البلدين بالتنمية المستدامة والبيئة النظيفة.

في ختام هذا الاجتماع، يظهر جليًا توافق الرؤى بين مصر واليابان في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية، ما يعكس التطلعات المشتركة لبناء مستقبل أفضل،تمثل هذه الاجتماعيات فرصة فريدة للنظر إلى استراتيجيات التعاون المستقبلي بما يخدم الطموحات التنموية لكلا الدولتين، وهو ما سيؤثر بشكل إيجابي على التنمية الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا،كما يبرز النجاح المستمر لهذه الشراكة أهمية الابتكار والاستثمار الفعال في مجالات حيوية كالتعليم والطاقة والبنية التحتية، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي لكلا الطرفين في المستقبل.