اقتصاد / صحيفة الخليج

«أوروبا أولاً» تتحدى هيمنة عمالقة التكنولوجيا الأمريكية

متابعة: هشام مدخنة
حث رؤساء شركات التكنولوجيا في أوروبا دول القارة على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمواجهة هيمنة شركات التقنية الكبرى، والاعتماد على الولايات المتحدة في التقنيات الحيوية مثل الذكاء الاصطناعي، بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات.
وكانت عودة الرئيس الجمهوري السابق إلى الحكم موضوعاً رئيسياً للنقاش بين مسؤولي قطاع التكنولوجيا البارزين في مؤتمر Web Summit في لشبونة بالبرتغال. حيث قال كثير من الحاضرين إنهم لا يستطيعون توقع ما قد يصدر عن ترامب من قرارات، مشيرين إلى هذا الغموض بوصفه تحدياً أساسياً في الوقت الحاضر.
الحمائية الأمريكية
وقال آندي ين، الرئيس التنفيذي لشركة بروتون السويسرية لتطوير الشبكات الافتراضية الخاصة، إن أوروبا يجب أن تحاكي الحمائية الأمريكية وتتبنى نهج «أوروبا أولاً» للتكنولوجيا، لعكس اتجاه العقدين الماضيين، حيث أصبح الكثير من أهم تقنيات العالم الغربي، من تصفح الويب إلى الهواتف الذكية، خاضعاً لسيطرة حفنة من شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، بحسب شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية.
وأضاف: «لقد حان الوقت لأوروبا لتتدخل، وتكون جريئة. لأن لدينا الآن زعيماً في الولايات المتحدة يضع أمريكا أولاً، وأعتقد أن قادتنا الأوروبيين يجب أن يفعلوا مثله ويضعوا «أوروبا أولاً» في حساباتهم».
تصاعد المخاوف
ومن أهم الخطوات التي بذلها الاتحاد الأوروبي خلال العقد الماضي هو اتخاذ إجراءات قانونية وإدخال لوائح جديدة صارمة لمعالجة هيمنة شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل غوغل وأبل وأمازون ومايكروسوفت وميتا. لكن مع استعداد ترامب لتولي السلطة لولاية ثانية، تصاعدت المخاوف الآن من أن أوروبا قد تتراجع عن نهجها الصارم تجاه شركات التكنولوجيا العملاقة تلك خوفاً من انتقام الإدارة الجديدة.
قانون الأسواق الرقمية
وقالت ميتشل بيكر، الرئيس التنفيذي السابق لمؤسسة موزيلا الأمريكية غير الربحية للإنترنت المفتوح، إن قانون الأسواق الرقمية في الاتحاد الأوروبي أدى إلى تغييرات ذات مغزى لمتصفح فايرفوكس، مع زيادة النشاط منذ أن طبقت غوغل «شاشة اختيار» على هواتف أندرويد التي تمكن المستخدمين من تحديد محرك البحث الخاص بهم.
وأشارت إلى أن التغيير في مستخدمي فايرفوكس الجدد وحصة السوق على أندرويد ملحوظة. وهذا أمر جيد بالنسبة لنا، لكنه أيضاً مؤشر على مقدار القوة والتوزيع المركزي الذي تتمتع به هذه الشركات.
تحالفات
وتوماس بلانتينجا، الرئيس التنفيذي لتطبيق إعادة بيع الملابس المستعملة «فينتد» ومقره ليتوانيا، حث أوروبا على اتخاذ الخيارات الصحيحة لضمان قدرة القارة على الدفاع عن نفسها وعدم التخلف عن الركب. وقال: «إذا نظرت بشكل واقعي للغاية إلى ما تفعله البلدان، فإنها تحاول الاعتناء بنفسها، وتشكيل تحالفات لتكون أقوى بنفسها. لدينا الكثير من الأشخاص الموهوبين والمتعلمين جيداً. نحن بحاجة إلى التأكد من أننا قادرون على رعاية سلامتنا وطاقتنا، وأن نضمن الاستمرار في الاستثمار في تعليمنا وابتكارنا حتى نتمكن من مواكبة بقية العالم».
سيادة الذكاء الاصطناعي
وجذب موضوع سيادة الذكاء الاصطناعي الكثير من الحوارات في المؤتمر، وهي فكرة تشير إلى توطين البلدان والمناطق، والبنية التحتية للحوسبة الفائقة خلف خدمات الذكاء الاصطناعي، بحيث تصبح هذه الأنظمة أكثر انعكاساً للغات والثقافات والقيم الإقليمية.
ومع تحوّل مايكروسوفت إلى لاعب رئيسي في مجال الذكاء الاصطناعي، ظهرت مخاوف من أن الصانع العملاق لنظام التشغيل ويندوز ومجموعة أدوات الإنتاجية «أوفيس» قد ضمن مكانة مهيمنة عندما يتعلق الأمر بأدوات الذكاء الاصطناعي الأساسية. وتعد شركة التكنولوجيا العملاقة داعماً رئيسياً لروبوت الدردشة «تشات جي بي تي» ومن يقف وراءه، حيث تستخدم تقنيته أيضاً بكثافة في منتجاتها الخاصة.
لكن بالنسبة لبعض الشركات الناشئة، أدى قرار مايكروسوفت احتضان الذكاء الاصطناعي إلى تأثيرات ضارة ومعادية للمنافسة. ففي العام الماضي، رفعت مايكروسوفت الرسوم التي تفرضها على محركات البحث لاستخدام واجهات برمجة البحث «بينغ»، والتي تسمح للمطورين بالوصول إلى البنية التحتية للبحث الخلفي لشركة التكنولوجيا العملاقة، ويرجع ذلك جزئياً إلى التكاليف العليا المرتبطة بمزايا البحث التي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
تراجع في الإيرادات
وقال كريستيان كرول، الرئيس التنفيذي لمحرك البحث الأوروبي «إيكوسيا» الذي يركز على الاستدامة: «إيراداتنا تقل تدريجياً، فما زلنا نعتمد عليهم، وهذا يقلل من قدرتنا على القيام بالأشياء. مايكروسوفت منافس شرس للغاية».
اليوم مع وصول ترامب إلى السلطة، فمن غير الواضح ما قد يعنيه ذلك بالنسبة للمشهد التنظيمي العالمي للذكاء الاصطناعي. ولفتت شيلي ماكينلي، كبير مسؤولي الشؤون القانونية في منصة مستودع التعليمات البرمجية «غيت هب»، إلى أنها لا تستطيع التنبؤ بما سيفعله ترامب في ولايته الثانية، لكن الشركات تخطط لمجموعة من السيناريوهات المختلفة المحتملة. وقالت: «سنرى في الأشهر القليلة المقبلة ما سيقوله الرئيس المنتخب، وفي يناير سنبدأ في رؤية بعض ما سيفعله في هذا المجال».
وأضافت: «أعتقد أنه من المهم أن نستمر جميعاً، كمجتمع، وكشركات، وكأشخاص، في التفكير في السيناريوهات المختلفة. أعتقد، كما هو الحال مع أي تغيير سياسي وعالمي، أننا ما زلنا نفكر في جميع السيناريوهات التي قد نعمل بها».

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا