يعتمد مفهوم المدن الذكية على مواكبة التحولات الرقمية المتسارعة من جهة، وعلى تفاعل الأفراد مع هذه التحولات من جهة أخرى، فبدون أفراد واعين ومتعلمين ومبتكرين، لا يمكن أن تقوم المدن الذكية، خصوصًا في ظل التقدم نحو الجيل الخامس وتوطين تقنيات الذكاء الاصطناعي، فالإنسان يُعدّ القلب النابض لهذه المدن.
هذه الفكرة تناولها المشاركون في جلسة "المدن الذكية: استخدام التكنولوجيا والبيانات وتعزيز مشاركة المواطنين لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، في إشارة إلى السبل الأساسية المطلوبة لتحقيق نجاح تجربة التحول إلى هذا النموذج الجديد.
أدار الجلسة د. معتز حسونة، الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات والمدن الذكية بشركة "ميدار"، الذي استعرض دور المدن الذكية في تحقيق رؤية متكاملة للمستقبل.
وأشار إلى أن المدن الذكية ليست مجرد بنى تحتية متطورة أو تقنيات حديثة، بل هي مفهوم يعكس القدرة على استخدام التكنولوجيا لتحسين جودة الحياة وتسهيل التعامل مع التحديات اليومية.
وكشف حسونة أن الجيل الرابع يعد بداية التحول نحو دمج البيانات والتحليلات الذكية في إدارة المدن، بينما يأخذ الجيل الخامس هذا التطور إلى مستوى متقدم من خلال الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء لتحقيق التكامل الكامل بين الخدمات والبنية التحتية، مما يجعل المدن أكثر استجابة وابتكارًا.
وفيما يخص أهمية الاستقرار في المدن الذكية، أضاف حسونة أن الاستقرار هو المفتاح الذي يضمن نجاح هذه المدن. فمن خلال خلق بيئة آمنة ومستقرة، يمكن تحقيق تواصل فعّال بين مختلف مكونات المدينة الذكية، مما يعزز من جاذبيتها للسكان والمستثمرين.
من جانبها، أكدت ماري كريما، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالحكومة الإلكترونية في كينيا، أن المدن الذكية تهدف إلى تحسين جودة حياة المواطنين عبر استغلال البيانات والمعلومات لتعزيز الفعالية والكفاءة.
وأضافت أن هذه المدن تتسم بتطبيق التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة اليومية، مما يتطلب تطوير تقنيات ذكية تُسهّل الحياة وتساعد في مواجهة التحديات المعاصرة.
وأشارت ماري كريما إلى أن مع ظهور الجيل الخامس، نشهد تقدمًا ملحوظًا في كيفية استخدام التكنولوجيا، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا أساسيًا من تفاعلنا في المدن الذكية، بحيث يمكن للمواطنين زيارة المستشفيات حيث يظهر تاريخهم الطبي تلقائيًا.
وشددت ماري كريما على أن المدن الذكية تسهم في تقليل الفاقد في الموارد مثل المياه وتحسين نظام النقل والمرور، بالإضافة إلى كفاءة استخدام الطاقة وتوجيهها بشكل سليم.
وأضافت أن المدن الذكية تسهم في تسهيل الوصول إلى الخدمات والمعلومات، حيث يُعد تحليل البيانات أداة أساسية لتلبية احتياجات الأفراد، مثل توفير العلاجات المناسبة لمرضى السكري عبر الإنترنت، مما يعكس الجهود المبذولة في تطوير بيئة حضرية ذكية تلبي احتياجات المجتمع بكفاءة.
من جهته، أكد ياسر حلمي، نائب رئيس شركة "اي اند" لشؤون إنترنت الأشياء، أن المدن الذكية تمثل نموذجًا مبتكرًا في استخدام المعلومات من مختلف الاتجاهات، مما يجعل المدينة وسكانها أكثر فعالية مقارنة بالمدن التقليدية.
ويرتكز هذا المفهوم على تطوير جودة الحياة من خلال التعاون والتكامل بين جميع العناصر، مثل الطائرات والسيارات.
وأوضح حلمي أن هذه المدن تسعى لتحقيق أهدافها بحلول عام 2030، حيث تمثل نحو 70% من الأهداف المطلوبة في المسار الصحيح. لتحقيق هذا الطموح، تحتاج المدن الذكية إلى استثمارات تقدر بحوالي 4.5 مليار دولار لتطوير التكنولوجيا اللازمة.
وأشار حلمي إلى أن الاستدامة لا تقتصر على استقرار الحكومة فقط، بل تشمل أيضًا تفاعل المواطنين والنظام البيئي، مما يشكل ثلاثة محاور رئيسية: الحكومة، الناس، والبيئة. تسهم المدن الذكية في تسهيل الإجراءات الحكومية مثل دفع الفواتير والضرائب، مما يجعل الحياة اليومية أكثر سهولة.
واستشهد حلمي بمثال سنغافورة التي تعد نموذجًا يُحتذى به في هذا المجال، حيث يمكن للمواطنين دفع الضرائب في غضون ساعة واحدة، بينما في ألمانيا قد يستغرق ذلك يومًا كاملاً.
وهذا يعكس الفعالية والسرعة التي يمكن أن توفرها المدن الذكية في تحسين الخدمات للمواطنين.
من جانبه، أشار عمر مندور، مدير التسويق بشركة "أورنج مصر"، إلى أن المدن الذكية تحتاج إلى الربط بين كيفية استخدام المعلومات وطريقة تفاعل السكان مع البيانات، حيث يرتبط كل شيء بالمعلومات والبيانات بشكل وثيق،
ولفت إلى أن الاستقرار في هذه المدن يعتمد على المصادر المتاحة، بما في ذلك الموارد الطبيعية مثل المياه.
وأكد مندور أن الاقتصاد الرقمي يُعدّ عنصرًا حيويًا، إذ يعتمد على جميع العوامل المحيطة ويؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة في المدينة، لذا، فإن تكامل المعلومات والبيانات مع الموارد الطبيعية يعد أساسيًا لضمان استدامة المدن وتحقيق التوازن بين احتياجات السكان والبيئة.
ويرى عمر مندور أن الاستدامة هي جوهر المدن الذكية، حيث تتعلق بكيفية إدارة الموارد الطبيعية والبشرية بشكل يضمن استمرارية الحياة بجودة عالية للأجيال القادمة، مع تحسين النقل، واستخدام الطاقة المتجددة، وتعزيز الوعي البيئي بين السكان.
بدوره قال محمد طلعت، مهندس الحلول التنفيذي بشركة "هواوي تكنولوجيز"، أن المدن الذكية تمثل نموذجًا متطورًا يجمع بين التكنولوجيا والشعب والنتائج لتحقيق استدامة فعّالة، مشيرًا إلى أن الهدف يتمثل في إيجاد حلول جديدة تعتمد على تكنولوجيا متقدمة تؤثر بشكل إيجابي على الاستثمار وتطوير المجتمعات.
وأوضح طلعت أن الاستدامة في المدن الذكية تتطلب طرقًا مبتكرة للتعامل مع المعلومات وقيمتها، مما يسهم في ربط العناصر المختلفة ببعضها البعض.
واستشهد بتأثير المعلومات بشكل كبير على مجالات متعددة مثل التعليم والصحة، مما يعزز من جودة الحياة في هذه المدن. لذا، فإن التنسيق بين هذه العناصر، برأيه، يعد أساسيًا لتحقيق أهداف المدن الذكية وتحسين مستوى المعيشة.
من جانبه، أشار محمد الرويني، مدير حلول الأعمال الرقمية بشركة "إي آند مصر"، إلى أن النظام الاقتصادي الذكي يهدف إلى تحسين حياة الناس من خلال التحليل والاستدامة، في ظل التوجه المتزايد نحو اعتماد أنظمة اقتصادية ذكية تعتمد على التحليل العميق للبيانات لتسهيل حياة الأفراد وتعزيز الكفاءة في مختلف القطاعات.
ونوه الرويني إلى أن الاستدامة تُعتبر محورًا رئيسيًا في هذه الأنظمة، خاصة في الجوانب الحكومية التي تؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد، مثل التعليم والصحة.
وأكد على أن التعليم يلعب دورًا حيويًا في بناء قوة عاملة مؤهلة تدعم الابتكار والنمو الاقتصادي، في حين أن نظامًا صحيًا مستدامًا يعزز الإنتاجية ويحسن جودة الحياة.
وأضاف أن النظام الاقتصادي يمكنه تحقيق توازن بين تلبية احتياجات الأفراد ودعم التنمية الاقتصادية للدولة من خلال التركيز على هذه المجالات الأساسية.
يُقام المعرض برعاية كل من شركة "دل تكنولوجيز"، ومجموعة "إي فاينانس للاستثمارات المالية والرقمية"، والبنك التجاري الدولي "CIB مصر"، وشركة "هواوي"، وشركة "أورنج مصر"، وشركة "مصر للطيران"، بالإضافة إلى رعاية "المصرية للاتصالات"، و"ماستر كارد"، وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات "إيتيدا"، وشركة "فورتينت". كما تضم قائمة الرعاة "إي آند إنتربرايز"، ومجموعة "بنية"، وشركة "خزنة"، وشركة "سايشيلد"، ومجموعة "شاكر"، وشركة "ICT Misr" و "IoT Misr"، و"نتورك إنترناشيونال"، و"Cassava Technologies"، و"إيجيبت تراست".
تقام فعاليات النسخة الثامنة والعشرين لمعرض ومؤتمر "مصر الدولي للتكنولوجيا" في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا Cairo ICT’24، تحت رعاية فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وذلك خلال الفترة من 17 إلى 20 نوفمبر 2024، في مركز مصر للمعارض الدولية، وبرعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
كما تُنظم فعاليات Cairo ICT’24 من قبل شركة "تريد فيرز إنترناشيونال"، والشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تحت شعار "The Next Wave"، لاستكشاف الموجة التالية من التقدم التكنولوجي وأحدث التقنيات والاتجاهات المستقبلية التي ستُعيد تشكيل الصناعات والاقتصادات والمجتمعات، بحضور كبرى المؤسسات العالمية وقادة التكنولوجيا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.