دبي:«الخليج»
سجلت المنطقة وشمال إفريقيا ارتفاعاً في نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ خلال الشهور التسعة الأولى من 2024، مع 522 صفقة بقيمة 71 مليار دولار، بنمو 9% في عدد الصفقات و7% في القيمة مقارنة مع الفترة نفسها من 2023 وفقاً لتقرير «إرنست ويونغ (EY)».
وبحسب التقرير، تصدرت الإمارات والسعودية قائمة الوجهات المفضلة من قبل المستثمرين بتسجيل 239 صفقة بقيمة 24.5 مليار دولار كأهم الدول المشاركة بنشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة وشمال إفريقيا من حيث حجم الصفقات وقيمتها، حيث استحوذتا على 52% من حجم الصفقات في المنطقة و81% من قيمتها.
وواصلت صناديق الثروة السيادية، مثل جهاز أبوظبي للاستثمار وشركة مبادلة من الإمارات وصندوق الاستثمارات العامة من السعودية، قيادة نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة لدعم الاستراتيجيات الاقتصادية في كلا البلدين.
ولعبت عمليات الاندماج والاستحواذ العابرة للحدود خلال الشهورالتسعة الأولى من 2024، دوراً مهماً في حجم الصفقات وقيمتها، حيث ساهمت بنسبة 52% من حجم الصفقات و73% من قيمتها الإجمالية.
الصفقات المحلية
وارتفعت قيمة صفقات الدمج والاستحواذ المحلية على أساس سنوي بنسبة 44% لتصل إلى 19.3 مليار دولار، مدفوعة في المقام الأول بصفقات نفذتها كيانات مرتبطة بالحكومات في قطاعات النفط والغاز والمعادن والتعدين والمواد الكيميائية. واستحوذ نشاط الاندماج والاستحواذ المحلي على 48% من إجمالي عدد الصفقات.
وحافظت الولايات المتحدة الأمريكية على وصفها الجهة المفضلة للمستثمرين من المنطقة وشمال إفريقيا، مع تسجيل 32 صفقة بقيمة إجمالية بلغت 18.3 مليار دولار.
وتتعاون الشركات الأمريكية البارزة مع أصحاب المصلحة في القطاعين العام والخاص في الإمارات في مبادرات مختلفة، لا سيما وأن مجلس الأعمال الأمريكي الإماراتي يقوم بدور نشط في تعزيز الشراكات البينية.
تحسن ملحوظ
وقال براد واتسون، رئيس قطاع الصفقات والاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في EY: «شهد نشاط الاندماج والاستحواذ في المنطقة وشمال إفريقيا تحسناً ملحوظاً خلال 2024، وذلك على خلفية التحولات السياسية الاستراتيجية، وتحرير لوائح الاستثمار وتدفقات رأس المال القوية من المستثمرين. وقد لاحظنا زيادة في حجم وقيمة الصفقات العابرة للحدود، مع سعي الشركات بشكل حثيث نحو فرص النمو وتنويع عملياتها.
وظلت دولة الإمارات وجهة استثمارية مفضلة خلال الشهورالتسعة الأولى من عام 2024 بسبب لوائحها المواتية للأعمال والإطار التشريعي الفعّال الذي تتبعه. وفي الوقت نفسه، مكّن تعزيز العلاقات الإقليمية مع الاقتصادات الآسيوية والأوروبية، إلى جانب العلاقات القوية القائمة مع الولايات المتحدة، دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الوصول إلى أسواق أكبر وأكثر نمواً».
أهم 10 صفقات خليجياً
وتركزت 10 من أكبر صفقات الاندماج والاستحواذ في المنطقة وشمال إفريقيا خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2024 في دول مجلس التعاون الخليجي.
وتم تنفيذ أكبر صفقة في شهر فبراير 2024، مع استحواذ شركة «كلايتون دوبيلير آند رايس» وشركة «ستون بوينت كابيتال» و«مبادلة للاستثمار» على شركة «ترويست إنشورانس هولدينغز» مقابل 12.4 مليار دولار.
وفي الوقت نفسه، سجلت المملكة العربية السعودية أكبر صفقة محلية معلنة مع استحواذ «أرامكو السعودية» على حصة 22.5% في شركة «رابغ للتكرير والبتروكيماويات» من شركة «سوميتومو للكيماويات» ومقرها طوكيو، مقابل 8.9 مليار دولار.
وفي مارس 2024، استحوذت شركة «الاستثمار المباشر بي إيه جي (PAG)» و«مبادلة للاستثمار» و«جهاز أبوظبي للاستثمار» على حصة نسبتها 60% في وحدة مراكز التسوق التابعة لمجموعة «تشوهاي واندا» الصينية للإدارة التجارية مقابل 8.3 مليار دولار.
وتمركز قطاعا التأمين والنفط والغاز كأكثر القطاعات جذباً للمستثمرين في الشهور التسعة الأولى من العام، حيث استحوذا على 34% من إجمالي قيمة الصفقات المعلنة.
الصفقات المحلية
شهدت الشهور التسعة الأولى من عام 2024 إبرام 248 صفقة محلية بقيمة معلنة مجمعة بلغت 19.3 مليار دولار، بزيادة نسبتها 7% في نشاط الصفقات. وشاركت شركات خليجية بـِ 81% من هذه الصفقات، ما يعكس المستوى العالي لنشاط الاندماج والاستحواذ داخل المنطقة. وتم تنفيذ 139 صفقة داخل وبين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وهو ما يمثل 56% من إجمالي عدد صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية.
قطاع التكنولوجيا
ومع التركيز المتزايد على التحول الرقمي وتغير أنماط الاستهلاك، شهد قطاع التكنولوجيا والمنتجات الاستهلاكية 78 صفقة، مثلت 31% من إجمالي حجم صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية.
واستحوذ قطاعا النفط والغاز والمعادن والتعدين على الحصة الأكبر من صفقات الاندماج والاستحواذ المحلية من حيث القيمة، بواقع 19 صفقة بلغت قيمتها 10.9 مليار دولار وهيمن قطاع النفط والغاز على 46% من إجمالي قيمة تلك الصفقات.
وتصدرت السعودية قوائم البلدان المستهدفة وكذلك البلدان المقدِّمة للعروض، مع وجود الإمارات والمغرب والبحرين ومصر في كلا القائمتين أيضاً.
الصفقات الواردة
تتصدر الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مجال الصفقات الواردة مع تعاظم مكانة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا كواحدة من أكثر الوجهات جاذبية للاستثمار الأجنبي المباشر، ارتفع عدد الصفقات الواردة إلى المنطقة في الشهورالتسعة الأولى من هذا العام بنسبة 20%، كما ارتفعت قيمتها بنسبة 47% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023. وتم تسجيل 127 صفقة واردة خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2024، بقيمة إجمالية معلنة قدرها 10.4 مليار دولار.
وهيمنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة معاً على 42% من إجمالي صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة.
وسجل قطاعا التكنولوجيا والخدمات المهنية أعلى مستوى لحجم وقيمة الصفقات، حيث ساهما بنسبة 48% و39% على التوالي.
وساهمت الولايات المتحدة بنسبة 33% من إجمالي عدد الصفقات في هذه القطاعات، حيث كان 80% من هذه الصفقات عبارة عن شراكات مع دولة الإمارات، ما يُظهر اهتماماً قوياً من جانب الولايات المتحدة بالتكنولوجيا والخدمات المهنية في الدولة، وذلك بسبب جهود التحول الرقمي المتزايدة وتبني الذكاء الاصطناعي.
ونظراً لزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع الخاص، انفردت دولة الإمارات بنسبة 60% من إجمالي عدد صفقات الاندماج والاستحواذ الواردة و67% من قيمتها.
الصفقات الصادرة
كانت الصفقات الصادرة خلال الشهور التسعة الأولى من عام 2024، المساهم الأكبر في إجمالي قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة بنسبة 58%، مع 147 صفقة بلغت قيمتها 41.4 مليار دولار.
واستحوذ قطاعا التأمين والعقارات على 50% من قيمة هذه الصفقات، والتي نتجت أساساً عن صفقتين ضخمتين شاركت فيهما صناديق ثروة سيادية من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. وساهمت الولايات المتحدة والصين بنسبة 70% من قيمة الصفقات الصادرة. وهيمنت آسيا وأمريكا الشمالية معاً على ما نسبته 46% من إجمالي عدد الصفقات الصادرة و77% من قيمتها.
نشاط كبير
من جانبه، قال أنيل مينون، رئيس خدمات استشارات صفقات الاندماج والاستحواذ وأسواق رأس المال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى EY: «يشهد سوق الاندماج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نشاطاً كبيراً، إذ نتوقع أن ننهي العام بأكثر من 700 صفقة، مع الاقتراب جداً من الرقم القياسي الأعلى خلال السنوات الخمس الماضية والبالغ 750 صفقة. يعتبر هذا إنجازاً ملحوظاً في ظل الظروف الجيوسياسية غير المستقرة وارتفاع كلفة رأس المال».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.