مرصد مينا
يعتبر الاقتصاد هو اللاعب الرئيسي الثالث في الانتخابات الأمريكية، بجانب المرشحين الرئيسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب. وقد ساهم الاقتصاد في تشكيل سرديات الحملتين وأبقى فارق السباق ضئيلاً للغاية.
ورغم أن الاقتصاد الأمريكي يشهد نمواً مطرداً، مع توليد ملايين الوظائف الجديدة وزيادة الأجور، إلا أن ارتفاع الأسعار بشكل حاد مقارنة بالفترة التي تولى فيها بايدن منصبه أثّر على مزاج الأمريكيين.
وأظهرت تقارير “وول ستريت جورنال” أن تكلفة المساكن قد ارتفعت، مما يزيد من الضغوط على الناخبين.
وبحسب “وول ستريت جونال”، فإن رسالة هاريس تتمثل في التركيز على “اقتصاد الفرص”، في حين تعهد ترمب بتخفيضات ضريبية وتعريفات جمركية، محذراً من أن فوز هاريس قد يؤدي إلى “كساد اقتصادي على غرار 1929”.
وتظهر استطلاعات رأي المستهلكين أن الجمهوريين يرون أن الاقتصاد أسوأ مما كان عليه خلال الجائحة، بينما يراه الديمقراطيون أفضل.
وعلى الرغم من هذه التقييمات السلبية، تشير بيانات وزارة التجارة إلى ارتفاع الإنفاق الاستهلاكي بنسبة 3% خلال الربع الثالث من العام، وهو معدل أعلى من النمو الذي شهدته سنوات إدارة ترمب السابقة للجائحة.
ويظهر نموذج التنبؤ الرئاسي الذي طوره”راي فير” خبير الاقتصاد في جامعة ييل، أن ثلاثة متغيرات اقتصادية ناجحة في التنبؤ بتصويت الناخبين: معدل نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي، مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي، و”أرباع الأخبار الجيدة”، أي عدد الفترات التي تجاوز فيها نمو نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي 3.2%.
ووفقاً لهذا النموذج، يتوقع أن تحصل هاريس على 49.5% من الأصوات بينما يحصل ترمب على 50.5%، مما يشير إلى سباق متقارب. ومع ذلك، لا تشمل النماذج القضايا غير الاقتصادية التي قد تؤثر على تصورات الناخبين.
وهذا لا يعني أن النتائج الفعلية ستكون متساوية، إذ لا يتضمن نموذج فير أيا من القضايا غير الاقتصادية التي يمكن أن تحفز الناخبين، أو مدى فاعلية جهود الحملات. في الواقع ولد النموذج أخطاء أكبر من المعتاد في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وهذا يعني أنه من الممكن أن تتغير النظرة الاقتصادية التي يحملها الناخبون معهم إلى صناديق الاقتراع بطرق لا تستطيع النماذج التنبؤ بها.
إذ إن أرقام التوظيف الأخيرة بدت منخفضة بسبب تأثير الأعاصير الأخيرة وإضراب موظفي بوينج، ما قد يخلق انطباعا سلبيا لدى قراء العناوين.
ومع ذلك، قد تؤدي أسعار البنزين المنخفضة إلى نظرة أكثر إيجابية، حيث تؤثر بقوة في تصورات الناس بشأن التضخم.
في النهاية، أيّا كان الفائز سواء ترامب أو هاريس يمكن القول: إن الاقتصاد هو السبب، لكن رغم ذلك لن يكون العامل الوحيد المؤثر في نتائج الانتخابات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.