في التاسع من سبتمبر/أيلول عام 2009، دشّن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أطول مشروع مترو في العالم دون سائق «مترو دبي».
وغدا هذا المشروع، بعد 15 عاماً من انطلاقه، اقتصادياً ورائداً وذكياً على طول مساراته، فأسهم بشكل كبير في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي لدبي، وازدهار القطاع العقاري والسياحي والتجارة والتجزئة والتنقل الذكي والسريع، حتى بات يشكل أيقونة عالمية يحتذى بها في النظام الاقتصادي - الاجتماعي لدبي.
وسجّل «مترو دبي»، نجاحات متوالية، خلال مسيرته، حيث زاد طول خطوطه من 52 كيلومتراً، إلى نحو 90 كيلومتراً، وارتفع عدد محطاته من 10 إلى 53، وكذلك عدد القطارات المشغلة من 79 إلى 129، وعدد مستخدميه من 20 ألف راكب في 10 سبتمبر 2009، إلى 767 ألفاً يومياً في 3 سبتمبر 2024. ووصل عدد الركاب في بعض الأيام، مثل رأس السنة الميلادية وأيام الأعياد والمناسبات الكبرى، إلى 900 ألف في اليوم الواحد. وأسهم في توفير فرص العمل للمواطنين، والذي يقدرعددهم في الشركة المشغلة للمترو، 228 موظفاً.
وتخطط «هيئة الطرق والمواصلات» في دبي، إطلاق برنامج خاص للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث سيحصل المشمولون بالبرنامج، على مساحات أسواق تجزئة مجانية في محطات المترو لمدة عام كامل. ويعد «مترو دبي»، عاملاً رئيسياً في تنمية الاقتصاد المحلي للإمارة وتحفيزه، وخلق آلاف من فرص العمل المتنوعة والمباشرة وغير المباشرة.
أسهم «مترو دبي»، في تعزيز العائد الإيجاري، ورفع نسب التملك العقاري في الإمارة، من خلال عدة عوامل رئيسية:
أولاً: تحسين الوصول والتنقل، حيث سهل ال «مترو»، الوصول إلى المناطق الرئيسية في دبي، بما في ذلك المناطق التجارية والسكنية مثل وسط المدينة، مرسى دبي، وديرة.
وجعل هذه المناطق القريبة من محطاته أكثر جاذبية للسكان والمستثمرين، وزاد الطلب على العقارات في هذه المناطق، ما أدى إلى ارتفاع قيم الإيجار وأسعار العقارات.
ثانياً: توفير بديل اقتصادي للنقل، فوجود وسيلة نقل عام ميسورة الكلفة ومريحة مثل ال«مترو»، جعل العيش في المدينة أكثر جاذبية للعمالة والمستأجرين من الطبقات المتوسطة والوافدين، حيث يمكنهم توفير تكاليف التنقل اليومية. وزاد هذا من الطلب على العقارات في المناطق القريبة من المحطات.
ثالثاً: تطورت المناطق الحضرية، حيث استثمرت الحكومة، في تطوير مناطق جديدة وربطها بالشبكة، ما أسهم في زيادة قيم العقارات في هذه المناطق، التي كانت أقل تطوراً في السابق. هذا التطور دفع بالمزيد من المستثمرين إلى شراء العقارات في هذه المناطق للاستفادة من العوائد المستقبلية.
رابعاً: زيادة ثقة المستثمرين، فتحسين البنية التحتية للنقل، يعزز جاذبية دبي كمكان للاستثمار. ويفضل العديد من المستثمرين العقاريين، شراء العقارات بالقرب من محطات المترو، ويعرفون أن الطلب على هذه العقارات سيظل مرتفعاً، بسبب سهولة الوصول والتنقل، ما يضمن لهم عائدات إيجارية مرتفعة وقيمة استثمارية ثابتة أو متزايدة.
خامساً: رفع القيمة الإيجارية للعقارات: فالمناطق القريبة من محطات المترو غالباً ما تشهد طلباً أعلى من المستأجرين، بسبب سهولة التنقل، ورفع هذا العوائد الإيجارية في تلك المناطق مقارنة بالمناطق الأبعد عن المحطات.
وأظهرت الدراسات، أن هذه المناطق، شهدت زيادة في العوائد الإيجارية تتراوح بين 10% إلى 20%، مقارنة بالمناطق الأبعد عن خطوط المترو، فعلى سبيل المثال، المناطق القريبة من محطات مثل «الراشدية»، «دبي مول»، و«مرسى دبي» شهدت ارتفاعاً في الإيجارات، بفضل سهولة الوصول التي يوفرها المترو.
كذلك، ارتفعت أسعار العقارات في المناطق القريبة من محطات «المترو» بنسب مشابهة للعائد الإيجاري، حيث ازداد الطلب على شراء العقارات في هذه المناطق. الأرقام تشير إلى زيادة في الأسعار بنسبة 20% إلى 30% في بعض الحالات مقارنة بالمناطق الأبعد عن المترو.
سادساً: تعزيز الاستدامة والنمط الحضري: حيث أسهم استخدام المترو، في تخفيف الازدحام المروري، وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، ما يجعل المناطق السكنية القريبة من المترو أكثر استدامة وجاذبية للعيش. هذا بدوره ساعد على رفع نسب التملك فيها.
سابعاً: استدامة العائدات، فالعائدات الإيجارية في المناطق القريبة من المترو، أثبتت أنها أكثر استقراراً على المدى الطويل، نظراً للطلب المستمر من المستأجرين، الذين يفضلون العيش في مناطق يسهل الوصول منها إلى وسائل النقل العام.
التجزئة.. والمشاريع الصغيرة
إلى ذلك، عزز ال «مترو»، قطاعي التجارة والتجزئة، كذلك إبراز دور المشاريع الصغيرة والمتوسطة المتعاقدة لإبراز منتجاتها عبر المحطات في المدينة، من خلال العديد من التأثيرات الإيجابية، ومنها:
- زيادة عدد الزوار وحركة المشاة، وتجسد ذلك، من خلال الوصول السهل إلى المتاجر والمراكز التجارية، فالمحطات تقع غالباً بالقرب من المراكز التجارية والمولات الكبيرة مثل «دبي مول» و«مول الإمارات». وسهل هذا، من الوصول إلى هذه المواقع، ما زاد عدد الزوار الذين يترددون على المتاجر، سواء من السكان المحليين أو السياح، وأدى ذلك إلى زيادة حركة المشاة، مما زاد من فرص التسوق.
وخفض المترو كلفة ووقت التنقل، ما جعل زيارة المتاجر والمرافق الترفيهية أكثر سهولة. حيث استفادت العديد من المتاجر في محطات المترو، من التدفق اليومي للمسافرين، وأصبحت هذه المواقع، بمنزلة نقاط توقف تجارية تلقائية للركاب، الذين يشترون احتياجاتهم اليومية أو حتى الكماليات. - تنمية الأنشطة التجارية حول المحطات، وذلك من خلال تنشيط المناطق التجارية المحيطة بالمترو، فالمحطات الكبيرة مثل «الاتحاد» و«برج خليفة»، أصبحت مراكز تجارية وحيوية للمناطق المحيطة بها.
وأدى هذا إلى ظهور المزيد من المتاجر والمطاعم والمقاهي حول المحطات، ما حفز الاستثمار في هذه المناطق وزاد من إيرادات التجار المحليين، أضف إلى ذلك، أن العديد من العلامات التجارية الناشئة وأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وجدوا ضالتهم عبر هذه المحطات، وذلك من خلال عرض منتجاتهم وسلعهم أمام الزوار والسياح.
وأسهم ال «مترو»، في إنشاء مجمعات تجارية تضم محال التجزئة والمطاعم والفنادق. هذه المجمعات استفادت بشكل كبير، لأنها أصبحت نقاط جذب رئيسية للمشترين والمستثمرين. - دعم مفهوم «التجارة المتنقلة»، وذلك بالاستفادة من الركاب بصفتهم عملاء محتملين، والذين يمثلون شريحة كبيرة من المستهلكين، وتستفيد المتاجر الموجودة داخل المحطات أو القريبة منها من هذه الحركة المتواصلة، وتقدم أكشاك البيع بالتجزئة والمقاهي خدمات سريعة للركاب، الذين يبحثون عن التسوق السريع أثناء رحلتهم.
أو حتى من خلال التجارة الإلكترونية وخدمات التوصيل، فمع سهولة التنقل في المدينة، استفادت الشركات التي تعتمد على التوصيل والتجارة الإلكترونية، من تحسين البنية التحتية للنقل، حيث أصبح توصيل المنتجات أسرع وأكثر كفاءة، ما زاد من حجم التجارة. - تطوير مراكز البيع بالتجزئة في المحطات، حيث تم تصميم العديد من محطات المترو في دبي، لتشمل مساحات تجارية داخلية. هذه المساحات تضم متاجر مختلفة تقدم خدمات ومنتجات متنوعة مثل الطعام السريع، التجزئة، والخدمات المصرفية، ما حوّل المحطات إلى مراكز تجارية مصغرة بحد ذاتها.
- تشجيع الاستثمارات في التجزئة وتسهيل الوصول إلى الأسواق، حيث وفر ال «مترو»، وسيلة نقل سريعة وفعالة للوصول إلى الأسواق الرئيسية في دبي، مثل الأسواق التقليدية في ديرة وبر دبي، ما زاد من حركة المشترين وجعل التجارة فيها أكثر نشاطاً.
وعزز كذلك، الثقة لدى المستثمرين، فوجود بنية تحتية ومتطورة للنقل، حفز المستثمرين الأجانب والمحليين على الاستثمار في قطاع التجزئة حول المحطات، حيث يعلمون أن هذه المناطق ستكون نشطة من الناحية الاقتصادية ومستدامة على المدى الطويل. - تقليل الاعتماد على السيارات وزيادة النشاط التجاري والحد من الازدحام المروري، وذلك من خلال توفير بديل مريح وفعّال للتنقل، وساعد ال «مترو» على تقليل الاعتماد على السيارات الشخصية، ما خفف الازدحام المروري، وجعل التنقل بين المناطق التجارية أسرع وأسهل. وأسهم هذا في زيادة عدد الزوار للمحال والمراكز التجارية.
أضف إلى ذلك، وفر مواقف مجانية وسهل حركة المتسوقين، فالعديد من المحطات توفر مواقف مجانية، ما يشجع المزيد من الناس على استخدام المترو للتسوق بدلاً من القيادة، وزاد هذا من عدد الزوار للمناطق التجارية التي تخدمها المحطات. - تطوير الفعاليات التجارية كالمعارض والمنتديات والمناسبات حول المحطات كالمراكز التجارية والمناطق السياحية، ما يجعلها مواقع مثالية لاستضافة الفعاليات والمعارض التجارية. وهذه الفعاليات، تجذب المزيد من العملاء إلى المناطق التجارية، ما يعزز النشاط الاقتصادي ويزيد من حجم المبيعات.
- دعم مبدأ الاستدامة التجارية، وتعزيز الوعي البيئي لدى المتسوقين، ويعد ال «مترو»، وسيلة نقل مستدامة وصديقة للبيئة، فالعديد من المتاجر والمراكز التجارية التي تقع بالقرب من المحطات، تتبنى سياسات وممارسات تجارية صديقة للبيئة، ما يسهم في تعزيز ثقافة الاستدامة بين المتسوقين، ويجذب فئة معينة من العملاء الذين يفضلون المنتجات والخدمات المستدامة.
وهكذا كان ل «المترو» تأثير كبير في تعزيز قطاعي التجارة والتجزئة، من خلال زيادة حركة المشاة حول المحطات، وتحسين الوصول إلى المراكز التجارية، وتطوير المناطق المحيطة بالمحطات. هذه التأثيرات أدت إلى زيادة الاستثمار التجاري، وتحسين التجربة الشرائية، وتعزيز الاستدامة التجارية في دبي، ما جعله أحد العوامل الرئيسية في نمو القطاع التجاري في المدينة.
سوق إعلاني متنقل
عزز المترو سوق الإعلانات التجارية واللوحات الإعلانية، بفضل عدة عوامل تميزت بها هذه الوسيلة الحديثة من وسائل النقل، ما جذب العديد من المعلنين والشركات، لاستغلال هذه المنصة الإعلانية الجديدة.
وتوفر المحطات الرئيسية مثل محطة الاتحاد وبرج خليفة مواقع استراتيجية للوحات الإعلانية الكبيرة، التي تكون في أماكن مميزة وبصرية للغاية. وتتيح عربات المترو مساحات إعلانية داخلية، سواء عبر اللوحات الإعلانية التقليدية أو عبر الشاشات الرقمية المثبتة داخل العربات. هذه الوسيلة توفر بيئة مغلقة للإعلانات، ما يجعل الركاب يتابعون الإعلانات بشكل دائم أثناء الرحلة.
وكذلك الإعلانات الخارجية على العربات والمحطات، حيث يُمكن أيضاً استغلال المساحات الخارجية للعربات بوضع إعلانات تجارية على الواجهة الخارجية لها، ما يوفر رؤية واسعة النطاق سواء للمارة أو السائقين أو المسافرين.
ولا يُغفل دور الإعلانات عبر الشاشات الرقمية، حيث تعد أحد العناصر المميزة التي ساعدت على تنشيط سوق الإعلانات. هذه الشاشات تتيح تغيير الإعلانات بشكل سريع ومرن، وتتيح أيضاً عرض إعلانات تفاعلية أو إعلانات تعتمد على الفيديو. والترويج للعلامات التجارية والأحداث والفعاليات الكبرى مثل «إكسبو دبي 2020» و«كوب 28».
وتعد عوائد الإعلانات والرعايات التجارية جزءاً من استراتيجية تنويع مصادر الدخل للإمارة. ففي عام 2019، قُدّرت العائدات من الإعلانات فقط بحوالي 500 مليون درهم.
ولجأت «هيئة الطرق والمواصلات» في دبي، إلى الرعايات التجارية، حيث تم بيع حقوق تسمية بعض المحطات الكبرى لشركات ومؤسسات كبرى، مثل محطة «برج خليفة/دبي مول» ومحطة «مول الإمارات»، ما يتيح للشركات تعزيز حضورها في أذهان الجمهور. وقدّرت عوائد الرعايات التجارية في السنوات السابقة بحوالي ملياري درهم، خلال فترة 10 سنوات.
ومحطة ك «بنك الإمارات دبي الوطني» و«داماك العقارية» وغيرها، تعد من الأمثلة الناجحة على الاستفادة من هذه الرعايات، حيث تدفع الشركات مبالغ طائلة للاستفادة من اسم محطات استراتيجية.
في المجمل، تشكل إيرادات ال «مترو» من الإعلانات والرعايات التجارية، جزءاً كبيراً من التمويل الذي يساعد على تطوير واستدامة الشبكة، ومن المتوقع أن تتزايد هذه العوائد مع توسع الشبكة وزيادة أعداد المستخدمين.
خط أزرق
واعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مسار الخط الأزرق لمترو دبي، بطول 30 كيلومتراً، ويضم 14 محطة لخدمة 9 مناطق، يقدر سكانها بأكثر من مليون نسمة، بينها ثلاث محطات انتقالية، هي الخور، وسنتر بوينت، والمدينة العالمية «1»، ومحطة أيقونية في منطقة مرسى خور دبي.
وسيتم إنجاز مشروع المسار الجديد في عام 2029، تزامناً مع الذكرى العشرين لافتتاحه.
ويمتد الخط الأزرق باتجاهين، الأول من محطة الخور الانتقالية على الخط الأخضر، في منطقة الجداف، مروراً بدبي فستيفال سيتي، ومنطقة مرسى خور دبي، ومنطقة راس الخور، ومنها إلى المدينة العالمية (1)، التي تضم محطة انتقالية، ويستمر باتجاه المدينة العالمية (2) و(3)، ثم إلى واحة دبي للسيليكون، وصولاً إلى المدينة الأكاديمية، بينما يمتد الاتجاه الثاني للخط الأزرق من محطة سنتر بوينت الانتقالية على الخط الأحمر في منطقة الراشدية مروراً بمناطق مردف والورقاء وصولاً إلى المحطة الانتقالية في المدينة العالمية (1).
ويسهم الخط الأزرق لمترو دبي في توفير ربط مباشر بين مطار دبي الدولي، والعديد من المناطق الحيوية الواقعة على طول الخط منها منطقة مرسى خور دبي ودبي فستيفال سيتي والمدينة العالمية (1) والمدينة العالمية (2) و(3) والراشدية والورقاء ومردف وواحة دبي للسيليكون والمدينة الأكاديمية.
وإضافة إلى ذلك، ينفرد الخط الأزرق كذلك باعتباره أول مشروع نقل مطابق لمواصفات المباني الخضراء (الفئة البلاتينية).
السياحة.. فائز كبير
عزز الـ «مترو»؛ السياحة في الإمارة، وزاد من تدفق الزوار إليها، من خلال العديد من الوسائل التي جعلت دبي وجهة أكثر جاذبية وسهولة للوصول، ومنها:
1- سهولة الوصول إلى المعالم السياحية، حيث يربط بين المعالم السياحية الشهيرة لدبي، مثل برج خليفة، دبي مول، مرسى دبي، نخلة جميرا، ومطار دبي الدولي. هذه المعالم أصبحت أكثر سهولة في الوصول إليها من قبل السياح، ما يزيد من جاذبية دبي بصفتها وجهة سياحية.
وكذلك الوصول السريع والفعّال، حيث يعد بمثابة وسيلة نقل سريعة ومريحة بأسعار معقولة.
2- تقديم تجربة مريحة وسلسة للسياح والزوار على اعتباره وسيلة نقل مريحة ومنظمة، فـ«المترو» معروف بنظافته ودقة مواعيده، وهذا يترك انطباعاً إيجابياً لدى السياح. ومجهز بتقنيات حديثة تجعل الرحلة ممتعة ومريحة، مثل خدمات الإنترنت، شاشات المعلومات، والتنظيم الجيد.
وتضم العديد من المحطات محالاً تجارية وأكشاك بيع، تقدم للسياح إمكانية التسوق أو شراء الطعام والمشروبات أثناء تنقلهم. وعزز هذا من تجربة السياحة ويضيف عنصراً من الراحة للزوار.
3- تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية على اعتباره وسيلة نقل صديقة للبيئة، ويهتم السياح والزوار بالاستدامة البيئية، ويجدون فيه، وسيلة نقل صديقة للبيئة، على اعتبار أنه يقلل من الانبعاثات الكربونية مقارنة باستخدام السيارات. وعزز ذلك جاذبية دبي بصفتها وجهة مستدامة، وهو ما يتماشى مع الاتجاه العالمي نحو السياحة المسؤولة بيئياً.
وخفض من تكاليف التنقل، مقارنة بوسائل النقل الخاصة أو سيارات الأجرة، حيث وفر خياراً اقتصادياً للسياح للتنقل عبر المدينة.
4- دعم الاقتصاد السياحي المحلي وتحفيز الاستهلاك في المتاجر والمطاعم، فهو ليس وسيلة نقل فقط؛ بل يسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي عبر تشجيع السياح على زيارة المتاجر والمطاعم الموجودة في المحطات أو بالقرب منها، مثل محطة مول الإمارات وبرج خليفة/دبي مول، التي تعد مراكز جذب رئيسية للسياح.
وزاد الـ»مترو»من مدة إقامة السياح في دبي، فبفضل سهولة التنقل عبره، يستطيعون زيارة عدد أكبر من المعالم السياحية.
5- تشجيع السياحة الداخلية والخارجية، فـ«المترو» ليس مفيداً للسياح الدوليين فحسب؛ بل أسهم أيضاً في تشجيع السياحة الداخلية بين السكان والمقيمين. وبفضل ربطه بالعديد من الوجهات السياحية الشهيرة، أصبح من السهل جدا زيارة المعالم السياحية والترفيهية في أيام العطلات.
وكذلك، جذب المزيد من السياح الدوليين، فدبي؛ معروفة بمطارها الدولي، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.
6- تحفيز وتطوير التنمية العقارية والفندقية والمرافق السياحية بالقرب من المحطات، فبفضل سهولة الوصول التي يوفرها، زاد الاستثمار بالفنادق والمرافق السياحية القريبة من محطاته. حيث تجذب الفنادق الملاصقة لمحطات المترو، المزيد من السياح الباحثين عن وسائل نقل مريحة وسريعة للتنقل في المدينة.
وكذلك رفع قيمة المناطق السياحية التي تخدمها محطات المترو، فطُورت البنية التحتية المحيطة بها.
7- دعم السياحة الثقافية وإمكانية الوصول إلى المواقع التراثية، حيث سهل الـ «مترو» الوصول إلى المواقع الثقافية والتراثية مثل منطقة الخور والسوق الكبير، ما يشجع السياح على استكشاف تراث وثقافة دبي.
وساعد هذا على تعزيز الجوانب الثقافية للسياحة، وشجع الزوار على التعرف إلى تاريخ الإمارة.، كذلك المهرجانات الثقافية والفنية التي تقام سنوياً بانتظام في الإمارة، التي شهدت نشاطاً وتفاعلاً متزايداً.
تنقل آمن وذكي
يعد الـ «مترو» واحداً من أهم المبادرات، التي عززت مفهوم الاستدامة والتنقل الذكي في الإمارة، حيث أدت دوراً حيوياً في تقليل الاعتماد على الوقود وخفض الانبعاثات الكربونية، فكيف عزز من مفهوم الاستدامة والتنقل الذكي في دبي؟
1- تقليل الاعتماد على السيارات والوقود وتقليل حركة السيارات الخاصة، حيث قدم بديلاً فعالاً لاستخدام السيارات الخاصة، ما قلل من عدد السيارات على الطرق.
ويفضل العديد من المقيمين والسياح، استخدام المترو بدلاً من القيادة، خاصة في المناطق المزدحمة، مثل وسط المدينة وشارع الشيخ زايد. وأسهم هذا في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وبالتالي تقليل الانبعاثات الكربونية.
والحد من استهلاك الوقود، فمع اعتماد المزيد من السكان والزوار على الـ «مترو» كوسيلة نقل رئيسية، انخفضت الحاجة إلى استخدام السيارات التي تعمل بالبنزين أو الديزل. وأدى هذا التحول، إلى تقليل استهلاك الوقود بشكل كبير، وهو ما يدعم أهداف دبي لتحقيق التنمية المستدامة.
2- خفض الانبعاثات الكربونية وتقليل الانبعاثات الضارة، حيث يعد وسيلة نقل كهربائية، ما يعني أنه لا يصدر انبعاثات ضارة مباشرة.
وبالاعتماد عليه بدلاً من السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود، تمكنت دبي من تقليل الانبعاثات الكربونية، وهو جزء من جهود المدينة للحد من تأثير التغير المناخي والمساهمة في بيئة أنظف.
كذلك دعم استراتيجية الإمارات للحد من الانبعاثات، فأسهم المترو في تحقيق أهداف استراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بنسبة 70% وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة. ويشكل النقل الكهربائي مثل الـ «مترو» جزءاً مهماُ من هذه الاستراتيجية.
3- التنقل الذكي وتوظيف التكنولوجيا المتقدمة؛ حيث يعتمد الـ «مترو» على أحدث تقنيات النقل الذكي، بما في ذلك نظام التحكم الآلي في القطارات، الذي يعزز كفاءة التشغيل ويساعد على تقليل استهلاك الطاقة. وتسير القطارات دون سائق وتعتمد على برمجيات دقيقة للتحكم في السرعة واستهلاك الطاقة، ما يقلل من الهدر ويحسن كفاءة النقل.
وكذلك نظام الدفع في الـ «مترو» ذكي بامتياز، من خلال بطاقات نول، وعزز هذا سهولة الاستخدام، وقلل من الحاجة إلى الاعتماد على الوقود الأحفوري. وسهلت التكنولوجيا الذكية على الركاب، استخدام المترو بسرعة وفاعلية، ما عزز تجربة النقل المستدام.
4- تشجيع السلوك المستدام بين السكان والتوعية بأهمية الاستدامة، وبفضل توفر وسيلة نقل مستدامة وسهلة مثل المترو، تشجع السكان على تبني ممارسات مستدامة في حياتهم اليومية. حيث يعد المترو، جزءاً من حملة أوسع لتعزيز مفهوم النقل المستدام، وهو ما يجعل الجمهور أكثر وعياً بأهمية تقليل استهلاك الوقود واستخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة. وتقليل البصمة الكربونية الشخصية،
فاستخدام المترو بدلاً من السيارات الشخصية، ساعد الأفراد على تقليل بصمتهم الكربونية. وبات العديد من السكان والمقيمين، يعتمدون على المترو للتنقل بين العمل والمناطق الترفيهية، الأمر الذي قلل من استخدام الوقود والانبعاثات الناجمة عن السيارات.
5- توفير بدائل ميسورة الكلفة ومستدامة واقتصادية، حيث يعد خياراً أكثر اقتصادياً، مقارنة باستخدام السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة. وأسهم هذا في جعل وسائل النقل العامة أكثر جاذبية للسكان والسياح، ما قلل من الاعتماد على الوقود، ويعزز مفهوم النقل الذكي والمستدام. كذلك تشجيع النقل الجماعي بتوفير نظام نقل عام فعال.
6- تخطيط حضري مستدام والربط بين المجمعات السكانية، حيث تم تخطيط المترو بشكل يدعم النمو الحضري المستدام، وربط بين المناطق السكنية، والتجارية، والترفيهية بشكل يسهل الوصول إليها دون الحاجة إلى استخدام السيارات. هذا يشجع على تنمية المجتمعات الحضرية حول المحطات، ما يقلل من الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة.
و تحسين استخدام الأراضي، وعمل على تطوير مناطق حضرية بالقرب من محطاته، وعزز استخدام الأراضي بشكل أكثر استدامة، فقلل المساحات المخصصة لمواقف السيارات والبنية التحتية الخاصة بالسيارات، واستبدالها بمساحات أكثر صديقة للبيئة وخضراء.
7- التكامل مع وسائل النقل المستدامة الأخرى، حيث إنه متكامل مع وسائل نقل مستدامة أخرى مثل الحافلات العامة والـ «ترام». وعزز هذا التكامل، استخدام وسائل النقل العامة بشكل عام، وسهل التنقل الذكي بين مختلف مناطق المدينة، دون الحاجة إلى استخدام السيارات الخاصة، وتشجيع استخدام الدراجات الهوائية.
توفير النفقات وزيادة الإنتاجية
قلل الـ «مترو» من نفقات تنقل الموظفين عبر مساراته المترابطة والفعالة، من خلال:
1- أسعار تذاكر اقتصادية مقارنة بالسيارات الخاصة وسيارات الأجرة، وكلفة أقل بالمقارنة مع الوقود ورسوم المواقف، حيث إن التنقل باستخدام السيارة الخاصة يتطلب مصاريف يومية تتعلق بشراء الوقود، رسوم مواقف السيارات، والصيانة الدورية للسيارة. في المقابل، أسعار تذاكر المترو منخفضة نسبياً، ما يجعله خياراً اقتصادياً للموظفين للتنقل اليومي.
ووفر خيارات تذاكر متنوعة مثل تذاكر يومية، أسبوعية، أو شهرية بأسعار مخفضة، وهو ما يتيح للموظفين تقليل تكاليف التنقل بشكل كبير على المدى الطويل. بطاقات مثل نول تتيح توفيراً إضافياً، خاصة إذا تم استخدامها بشكل يومي.
2- تجنب رسوم المرور والازدحام، حيث يتطلب التنقل بالسيارة الخاصة في دبي دفع رسوم عند المرور عبر بوابات «سالك»، وهو ما يمكن تجنبه باستخدام الـ «مترو». ويتجنب الموظفون الذين يستخدمونه يومياً هذه الرسوم تماماً. وتجنب الازدحام المروري.
3- الوصول المباشر إلى المناطق التجارية والصناعية، حيث إن محطات المترو، قريبة من المناطق التجارية. ويغطي المترو، العديد من المناطق التجارية الرئيسية مثل دبي مارينا، شارع الشيخ زايد، مركز دبي المالي العالمي، ومدينة دبي للإعلام. وأتاح هذا للموظفين الوصول المباشر إلى أماكن عملهم دون الحاجة إلى استخدام وسائل نقل إضافية.
4- التنقل السلس والمريح وتقليل الجهد والوقت، حيث قلل من الجهد والتوتر الناتج عن قيادة السيارة في الازدحام المروري اليومي والتنقل السريع والمباشر بواسطته، ما يتيح للموظفين الوصول إلى أعمالهم بفاعلية، دون الحاجة إلى القلق بشأن التأخيرات المرتبطة بحركة المرور.
5- تقليل الحاجة إلى امتلاك سيارة، حيث خفض من تكاليف شراء وصيانة السيارة، فاعتماد الموظفين على المترو، قلل من حاجتهم إلى امتلاك سيارة، وبالتالي يوفرون تكاليف الشراء، التأمين، الصيانة، والوقود. هذا يعني أن الموظفين يمكنهم تحويل هذه التكاليف إلى استخدام المترو بكلفة أقل.
ويتجنب مرتادو الـ «مترو»، نفقات مواقف السيارات، حيث إن العديد من المناطق التجارية أو مراكز الأعمال، تتطلب مواقف السيارات رسوماً مرتفعة، ما ساعد الموظفين على تجنب هذه التكاليف بالكامل، من خلال توفير بديل مريح ومتاح للنقل العام.
6- الراحة النفسية وزيادة الإنتاجية وتخفيف التوتر المرتبط بالقيادة، حيث وفر التنقل بواسطة المترو، وسيلة نقل مريحة وهادئة، ومكَن للموظفين من الاسترخاء أو الاستفادة من الوقت في القراءة أو العمل على أجهزتهم الإلكترونية. وزاد هذا من راحتهم النفسية، وجعلهم أكثر استعداداً ليوم عمل منتج.
واستخدام الوقت بشكل فعال، فبدلاً من قضاء وقت في القيادة، يمكن للموظفين استغلال وقتهم في المترو لأغراض إنتاجية مثل مراجعة البريد الإلكتروني أو التخطيط ليوم العمل.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.