اقتصاد / ارقام

إنتاج النفط ولعبة شد الحبل بين ترامب وهاريس​

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

تنتج الولايات المتحدة حاليًا المزيد من النفط والغاز الطبيعي أكثر من أي وقت مضى في تاريخها، لكن وتيرة نمو الإنتاج بدأت في التباطؤ مما قد يكون له آثار كبيرة على مشهد النفط العالمي في السنوات القليلة المقبلة.

 

ذلك لأن الولايات المتحدة التي تعد لاعبًا رئيسيًا في سوق النفط العالمية، غالبًا ما كانت تقود نمو الإنتاج من خارج "أوبك+".

 

يساهم النفط والغاز فيما يقرب من ثلاثة أرباع استهلاك في الولايات المتحدة وبالتالي فإنه يوفر أمن الطاقة ويساعد في إبقاء الأسعار منخفضة، لكنه أيضًا يساهم سلبًا في تغير المناخ لأنه يطلق ثاني أكسيد الكربون في الهواء.

 

 

تاريخ إنتاج النفط

 

وصل إنتاج النفط إلى ذروته عام 1970 عند 9.6 مليون برميل يوميًا، ثم دخل في حالة انحدار دامت أكثر من ثلاثة عقود، وكان من المتوقع حينها أن البلاد ستعتمد بصورة كبيرة على النفط الأجنبي.

 

لكن غيرت الابتكارات في التكسير الهيدروليكي والحفر الأفقي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين الصورة تمامًا، لأنها أتاحت الوصول للوقود الأحفوري الذي كان من الصعب الوصول إليه في السابق.

 

 إلى جانب توفير تلك الابتكارات لإمكانية التنقيب عن النفط والغاز بتكلفة أقل وبكميات أكبر، وبالفعل بدأ إنتاج النفط في الارتفاع بصورة كبيرة منذ عام 2009 تقريبًا.

 

ووصل إنتاج النفط الخام الأمريكي بالفعل لأعلى مستوى سنوي على الإطلاق في عام عند 12.9 مليون برميل يوميًا بارتفاع 9% أو مليون برميل يوميًا عن عام 2022.

 

 

تشير بيانات شركة خدمات حقول النفط "بيكر هيوز" إلى أن شركات النفط أصبحت أكثر كفاءة في ضخ النفط حتى مع تراجع عدد منصات الحفر العاملة مقارنة بالعام الماضي.

 

بالطبع لا يمكن إغفال الحديث عن قدرة الصناعة على الصمود في مواجهة التحديات الخطيرة على مر السنين، بما في ذلك انهيار أسعار النفط والغاز أثناء جائحة "كوفيد-19"، والموجة التي لاحقتها من حالات الإفلاس وانضباط رأس المال وعمليات الدمج.

 

ارتفاع الإنتاج رغم اختلاف القيادة

 

سعى  الرئيس السابق "دونالد ترامب" لتصوير سياسات إدارة "" على أنها كارثية لصناعة النفط والغاز، وزعم أن الرئيس الحالي قوض الإنجازات التي تحققت بمجال الطاقة خلال فترة ولايته.

 

 وصرح الملياردير في تجمع حاشد في فلوريدا مؤخرًا: لم نعد مستقلين بمجال الطاقة أو مهيمنين على الطاقة كما كنا قبل بضع سنوات، نحن أمة تتوسل إلى وغيرها من أجل النفط.

 

في حين ركز الرئيس الأمريكي الحالي "بايدن" ونائبته "كامالا هاريس" على الحد من استخدام الوقود الأحفوري لمكافحة تغير المناخ، وهو على عكس ما تبناه "ترامب".

 

 

يمكن أن ينسب "ترامب" الفضل لنفسه في السماح بمزيد من عقود الإيجار للتنقيب عن النفط والغاز، إذ كان مؤيدًا بقوة للوقود الأحفوري في خطاباته وأفعاله منذ توليه رئاسة البلاد في الفترة الأولى، وفي عهده أجرت الحكومة الفيدرالية المزيد من الأراضي للحفر في محمية الحياة البرية الوطنية القطبية والمحمية الوطنية للبترول في ألاسكا.

 

 لكن على الرغم من إصدار إدارة "بايدن" تصاريح للتنقيب عن النفط وزيادة الإنتاج تحت إشرافها، فإنها وضعت عدة قواعد للحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناتج عن الوقود الأحفوري.

 

وأشادت "هاريس" بطفرة النفط الأمريكية القياسية التي حدثت خلال فترة عملها كنائبة للرئيس، وترى أنه يتعين على البلاد الاستثمار في مصادر متنوعة للطاقة حتى تتمكن من تقليل الاعتماد على النفط الأجنبي.

 

لكن في كل من فترات آخر ثلاثة رؤساء للولايات المتحدة سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين ارتفع إنتاج النفط والغاز في البلاد في نهاية فترة إدارتهم مقارنة بما كان عليه في بدايتها.

 

كيف اختلف مستوى إنتاج النفط تحت قيادة آخر 3 رؤساء للبلاد؟

الرئيس – نائبه

العام

حجم الإنتاج
(مليون برميل يوميًا)

أوباما بايدن

2013

7.5

2014

8.8

2015

9.4

2016

8.8

ترامب –بنس

2017

9.4

2018

11.0

2019

12.3

2020

11.3

بايدن – هاريس

2021

11.3

2022

12.0

2023

12.9

 

مصير إنتاج النفط بين هاريس وترامب

 

مع بقاء ما يزيد قليلًا عن شهر على الانتخابات الأمريكية، يتزايد الاهتمام بتوقع المصير المحتمل للإنتاج الأمريكي من النفط سواء في حال فوز الجمهوري "ترامب" أو منافسته الديمقراطية "هاريس".

 

خلال المناظرة الرئاسية الأولى والوحيدة التي أجريت بين "هاريس وترامب" حتى الآن، تحدثت المرشحة الديمقراطية لانتخابات 2024 عن توسيع إنتاج النفط، وذلك بعد تعرضها لانتقادات بسبب موقفها السابق ضد التكسير الهيدروليكي.

 

ورغم دعم "هاريس" مرارًا وتكرارًا لحلول الطاقة النظيفة، فإنها أقرت أنه في ظل إدارة "بايدن" أنتجت أمريكا قدرًا من النفط يزيد على أي دولة أخرى في التاريخ.

 

مع دعم المرشح الديمقراطي للتوسع السريع في إنتاج النفط، وجه الهجوم لـ "هاريس" بسبب مقترحات سياسية يرى أنها ستدمر أعمال الوقود الأحفوري في أمريكا: إذا فازت في الانتخابات، في اليوم التالي سيعودون لتدمير بلدنا وسيموت النفط، سيموت الوقود الأحفوري.

 

 

وأضاف أنها لديها خطة لعدم السماح بالتكسير الهيدروليكي في بنسلفانيا أو في أي مكان آخر، وهو الاتهام الذي نفته "هاريس".

 

توقعات ومخاوف

 

أظهر أحدث مسح للطاقة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في دالاس نمو إنتاج النفط الأمريكي بصورة متواضعة في الربع الثالث من العام الحالي، وذلك للربع الثاني على التوالي مما يشير إلى أن التباطؤ قد يكون اتجاهًا عامًا وليس حدثًا مؤقتًا فقط.

 

وربما يعود ذلك لعدة أسباب منها سعر النفط والغاز وانتخابات الرئاسة الأمريكية وتداعياتها المحتملة.

 

وهو ما يتوافق مع تصريح "ويل فان لوه" المدير التنفيذي لشركة "كوانتوم إنرجي بارتنرز" في مقابلة مع "بلومبرج" بأن ثورة النفط الصخري الأمريكية انتهت، ومن غير المرجح أن تحقق مكاسب كبيرة في الإنتاج من الآن فصاعدًا.

 

عدلت "إس أند بي جلوبال كوموديتي إنسايتس" توقعات نمو إنتاج النفط الخام الأمريكي للنصف الثاني من العام الحالي بالخفض بمقدار 174 ألف برميل يوميًا، وأصبح معدل النمو المتوقع الجديد 182 ألف برميل يوميًا.

 

بينما تتوقع "بلومبرج إن إي إف" نمو إنتاج النفط في الولايات المتحدة بحوالي 600 ألف برميل يوميًا في عام 2025، بزيادة حوالي 50% عن العام الحالي.

 

ويتوقع محلل "ماكوراي جروب" ارتفاع إنتاج النفط الأمريكي لمستوى قياسي عند حوالي 14 مليون برميل يوميًا هذا العام، ووصول متوسطه إلى 14.5 مليون برميل يوميًا في 2025.

 

 

لكن أوضح "آندي ليبو" رئيس شركة "ليبو أويل أسوشيتس" لشبكة "سي إن إن" في وقت سابق أنه ليس قلقًا على الإطلاق بشأن تدمير صناعة الوقود الأحفوري لأن المواطنين في أمريكا ما زالوا يعتمدون على النفط للحصول على البنزين والديزل ووقود الطائرات.

 

وأضاف "ليبو": سيكون من الصعب رفع إنتاج الولايات المتحدة بصورة كبيرة أعلى 14 مليون برميل يوميًا، لأن أكثر الأماكن كفاءة وأرخصها تم حفرها بالفعل.

 

وكذلك شكك "بوب ماكنالي" رئيس مجموعة "رابيدان إنرجي" والذي عمل مستشارًا للطاقة للرئيس "جورج دبليو بوش" أيضًا في إمكانية ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة، قائلاً: كقاعدة عامة، لا يملك الرئيس السلطة لزيادة إنتاج النفط الأمريكي سريعًا، مشيرًا إلى أن الصناعة تعمل بكامل طاقتها.

 

وفي سواء أسفرت الانتخابات عن فوز "هاريس" أو "ترامب"، فإنها لن تغير قواعد اللعبة كثيرًا لأن سلطة الرئيس في تقييد التكسير الهيدروليكي من جانبه فقط – حتى بموجب عقود إيجار النفط والغاز الفيدرالية  محدودة، كما أن قرار منع الممارسة على الأراضي الخاصة يتطلب قانونًا من الكونجرس.

 

المصادر: أرقام - ذا كونفرزيشن – إدارة معلومات الطاقة – سي إن إن – أويل برايس -  بوليتيكو - بلومبرج

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا