اقتصاد / صحيفة الخليج

صفقة «يونيكريديت» مع «كوميرزبنك».. نهج أوروبي

أثار سعي بنك يونيكريديت لشراء حصة في بنك كوميرزبنك الألماني بعض التساؤلات حول ما إذا كان الاندماج عبر الحدود الذي طال انتظاره يمكن أن يحفز المزيد من عمليات الاستحواذ ويحرك القطاع المصرفي الأوروبي.
وكان يونيكريديت قد أعلن في الأسبوع الماضي استحواذه على حصة 9% في كوميرزبنك، مؤكداً أن نصف هذه الحصة تم الاستحواذ عليها من الحكومة. وكانت برلين مساهماً رئيسياً في كوميرزبنك منذ أن ضخت 18.2 مليار يورو (20.2 مليار دولار) لإنقاذ المقرض خلال الأزمة المالية في عام 2008.
كما أعرب بنك يونيكريديت عن اهتمامه باندماج البنكين، حيث صرح الرئيس التنفيذي للبنك الإيطالي، أندريا أورسيل، لقناة بلومبيرغ التلفزيونية أن كل الخيارات مطروحة، مشيراً إلى إمكانية عدم اتخاذ أي إجراء آخر أو الشراء في السوق المفتوحة. وقد أعطى كوميرزبنك رداً أكثر فتوراً على مقترحات الاندماج.
وقال أورسيل: إن البنك الإيطالي تمكن من شراء 4.5% من حصة الدولة في كوميرزبنك لأن الحكومة تثق في يونيكريديت، حسبما ذكرت وكالة رويترز للأنباء يوم الخميس نقلاً عن وسائل إعلام محلية. وعندما سئل عما إذا كان بنكه سيقدم عرضاً لشراء مستثمرين آخرين في كوميرزبنك، قال الرئيس التنفيذي للصحيفة الإيطالية: «لا، ستكون خطوة قوية».
ورحب المحللون بالخطوة التي اتخذها يونيكريديت، خاصة لأن هذا التحالف ربما يحفز نشاطاً مماثلاً في القطاع المصرفي في أوروبا الذي ينظر إليه على أنه أكثر تجزئة من القطاع المصرفي في الولايات المتحدة، مع العقبات التنظيمية والقضايا القديمة التي تشكل عقبات أمام الصفقات الضخمة.
ردود فعل إيجابية
استجابت السوق بشكل إيجابي لخطوة يونيكريديت، حيث قفزت أسهم كوميرزبنك بنسبة 20% في اليوم الذي تم فيه الإعلان عن حصة يونيكريديت. وارتفعت أسهم المقرض الألماني بنحو 48% حتى الآن هذا العام وأضافت 3% أخرى يوم الأربعاء.
وقال محللون في «يو بي إس»، بقيادة إجناسيو سيريزو، في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي: إن المستثمرين يقدرون التداخل الجغرافي بين البنكين، والاتساق في البيانات المالية، والافتراض بأن الصفقة «تعاونية» بطبيعتها. ووفقاً ل يو بي إس، فإن الكرة الآن في ملعب كوميرزبنك.
ويرى محللون آخرون بأن صفقة الاندماج المحتملة من الناحية النظرية ينبغي أن يكون لها تأثير محدود في خطط توزيع رأس المال في يونيكريديت. وقالوا: في حين وجود مزايا استراتيجية في الصفقة فإن الفوائد المالية الفورية ربما تكون متواضعة بالنسبة ليونيكريديت، مع تقلص فوائد الصفقة بسبب المخاطر المحتملة كونها صفقة عبر الحدود.
ووصف آخرون هذه الخطوة بأنها رائعة ومنطقية بسبب الزيادة في حصة السوق الألمانية التي ستمنحها لبنك يونيكريديت.
توقيت مناسب
ولأن كوميرزبنك فشل في تغطية التكاليف في الربع الثاني فإن تقييمه الحالي منخفض للغاية، لذا فإن اللحظة التي تدخل فيها يونيكريديت ربما تكون من أفضل اللحظات.
ويتجه يونيكريديت إلى أن يصبح أحد البنوك الرائدة في أوروبا.
وبهذه الصفقة يتمكن من الوصول إلى الأسواق الألمانية والبولندية، حيث يعمل كوميرزبنك حالياً.
وظل يونيكريديت نشطاً للغاية خلال العامين الماضيين، حيث قام ببعض عمليات الاستحواذ المستهدفة، لذا فإن هذه هي الخطوة المنطقية التالية.
ويواصل يونيكريديت مفاجأة الأسواق بأرقام مذهلة في الأرباح الفصلية، حيث حقق أرباحاً بلغت 8.6 مليار يورو في العام الماضي (بزيادة 54% على أساس سنوي)، كما أسعد المستثمرين من خلال عمليات إعادة شراء الأسهم وتوزيع الأرباح.
خطوة منتظرة
ويأمل المحللون أن تشجع الخطوة التي اتخذها يونيكريديت على المزيد من عمليات الدمج عبر الحدود، وكان المسؤولون الأوروبيون يدلون بالمزيد والمزيد من التعليقات حول الحاجة إلى بنوك أكبر.
فعلى سبيل المثال قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مايو الماضي، في مقابلة مع بلومبيرغ، إن القطاع المصرفي في أوروبا يحتاج إلى مزيد من الدمج.
وقال محللون: إن الدول الأوروبية قد تكون شريكة لكنها لا تزال تتنافس في بعض الأحيان. لذا فإن من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، أي وجهة نظر صانعي السياسات، هناك رغبة في حدوث المزيد من الدمج.
ومع ذلك يعتقد الخبراء في وجود بعض العقبات التي تجعل ذلك صعباً، خاصة من ناحية اللوائح التنظيمية.
ماذا عن دويتشه بنك؟
يرى البعض بأن الاندماج عبر الحدود بين يونيكريديت وكوميرزبنك سيكون أكثر تفضيلاً من الاندماج المحلي بين دويتشه بنك وكوميرزبنك.
والبنية المصرفية الألمانية تأخرت كثيراً في عملية دمج البنوك، ففي الأساس لا تزال ألمانيا تمتلك ما يقرب من نصف جميع البنوك في منطقة اليورو، وهذا أكبر بكثير من حصتها في الناتج المحلي الإجمالي، لذا فإن أي عملية دمج ستكون موضع ترحيب الآن.
وظل كوميرزبنك دائماً «مرشحاً كبيراً للاستحواذ» في القطاع المصرفي الألماني، لأن معظم البنوك الأخرى في البلاد هي بنوك ادخارية لا يمكن الاستحواذ عليها من قبل المؤسسات الخاصة أو البنوك التعاونية التي تعد هي أيضاً أهدافاً صعبة للاستحواذ.
ويقال: إن دويتشه بنك، الذي كان لا يزال يُنظر إليه باعتباره المنافس الرئيسي للاستحواذ على كوميرزبنك بعد الانهيار المفاجئ للمحادثات الأولية في عام 2019، يقوم بإعداد استراتيجية دفاعية خاصة به في أعقاب حصة يونيكريديت.
ويرى الخبراء أن من غير المرجح أن يقدم دويتشه بنك عرضاً منافساً بقوة لشراء كوميرزبنك.
وب 13.5% من سبة رأس المال الأساسي من المستوى الأول مقارنة بالهدف البالغ 13%، فإن دويتشه بنك «محدود» إلى حد ما. وتستخدم هذه النسبة لقياس القوة المالية للمقرض.
كما أن البنك الألماني لديه فائض من رأس المال أقل من يونيكريديت وبالتالي «لا يستطيع تحمل» عملية الاستحواذ.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا