«إبفل»

تعد الملاحظات عنصراً أساسياً في عملية التعلم، حيث توفر للطلاب رؤى قيمة حول أدائهم وتوجههم نحو التحسين.
وفي السنوات الأخيرة، اكتسب استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم زخماً، حيث يوفر ملاحظات آلية للطلاب حول واجباتهم وتقييماتهم، ومع ذلك، كشفت دراسة حديثة أن الطلاب ما زالوا يفضلون الملاحظات من معلميهم على الملاحظات التي يولدها الذكاء الاصطناعي.
وأحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الطلاب يقدرون ملاحظات المعلم أكثر من ملاحظات الذكاء الاصطناعي هو اللمسة الإنسانية التي توفرها، حيث يقدم المعلمون ملاحظات شخصية تأخذ في الاعتبار نقاط القوة والضعف الفردية لكل طالب، ويساعد هذا النهج الشخصي الطلاب على الشعور بأنهم مرئيون ومفهومون، مما يعزز الشعور بالارتباط والثقة بين الطالب والمعلم.
ولا يقتصر دور المعلمين على التقييم، بل إنهم مرشدون يدركون التحديات والصعوبات التي يواجهها الطلاب، وعند تقديم الملاحظات، يمكن للمعلمين تقديم كلمات التشجيع والنقد البناء والتوجيه حول كيفية التحسين، وهذا المستوى من الفهم والتعاطف هو شيء لا يمكن للملاحظات الذكية، مهما كانت متطورة، أن تحاكيه.
ومن بين المزايا الأخرى لملاحظات المعلم طبيعتها السياقية، ويتمتع المعلمون بفهم عميق للمناهج الدراسية وأهداف التعلم والتقدم الفردي للطلاب، وهذا يسمح لهم بتقديم ملاحظات مصممة خصيصاً لتلبية الاحتياجات والأهداف المحددة لكل طالب، على النقيض من ذلك، قد تفتقر ملاحظات الذكاء الاصطناعي إلى الفروق الدقيقة السياقية التي تعد حاسمة للتعلم والنمو الفعال.
ولا تقتصر الملاحظات على الإشارة إلى الأخطاء، بل إنها تتعلق أيضاً ببناء العلاقات وتعزيز بيئة التعلم الداعمة، ويتمتع المعلمون بالقدرة على التعامل مع الطلاب على المستوى الشخصي، وبناء التفاهم والثقة التي تتجاوز الفصل الدراسي، وهذا الاتصال البشري هو جانب حيوي من عملية الملاحظات التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي، بغض النظر عن مدى تقدمه، محاكاتها.
ورغم الفوائد التي تعود على التعليم من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تشير نتائج الأبحاث إلى أن الطلاب ما زالوا يقدرون ويفضلون ردود الفعل من معلميهم، فاللمسة الإنسانية، والفهم، والسياق، وبناء العلاقات التي يقدمها المعلمون هي عناصر لا يمكن الاستغناء عنها في عملية ردود الفعل.