اقتصاد / ارقام

عصير البرتقال .. الأسعار تسجل مستويات قياسية ومكاسبها هذا العام تتجاوز الذهب

  • 1/5
  • 2/5
  • 3/5
  • 4/5
  • 5/5

يميل بعض سكان العالم وخاصة الأثرياء ومن يتبعون أنظمة غذائية صحية إلى تناول كوب من عصير البرتقال الطازج صباحًا بشكل يومي للحصول على فيتامين "سي"، ولكن هذه العادة اليومية أصبحت تواجه خطرًا رئيسيًا مع ارتفاع أسعار عصير البرتقال لمستويات قياسية بسبب تضرر المحاصيل في مناطق الزراعة الرئيسية.

 

ارتفعت أسعار عصير البرتقال هذا العام وسجلت أعلى مستوياتها على الإطلاق في وقت سابق هذا الشهر، مع تراجع الإمدادات العالمية من الفاكهة للعصير، بعدما أدى الجفاف الشديد وانتشار أمراض المحاصيل إلى الإضرار بالإنتاج في البرازيل، التي تعد أكبر مُصدر لهذا العصير في العالم.

 

وبالطبع تنتج دول أخرى مثل إيطاليا وإسبانيا البرتقال، لكن إنتاجها يكون مخصصًا في الغالب لسوق الفاكهة الطازجة، أما البرازيل فهي الدولة الوحيدة تقريبًا التي تغذي سوق العصير.

 

 

قفزة الأسعار

 

وصلت أسعار العقود الآجلة لعصير البرتقال المتداولة في بورصة "إنتركونتيننتال" في نيويورك تسليم نوفمبر خلال تعاملات أمس الثلاثاء إلى 4.85 دولار للرطل، وهو ما يقرب من 3 أضعاف الأسعار قبل عامين.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

وتعد الأسعار حاليًا مرتفعة بأكثر من 57% خلال العام الحالي حتى الآن، وهو ما يتجاوز المكاسب التي سجلتها عقود الفضة في نفس الفترة والتي تبلغ حوالي 30%.

 

وأعلى أيضًا من مكاسب الذهب البالغة 26% تقريبًا، رغم تسجيل المعدن النفيس مستويات قياسية هذا العام وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي وترقب بدء تيسير السياسة النقدية في أمريكا.

 

 

السبب الرئيسي

 

شهدت زراعة البرتقال في فلوريدا - التي كانت يوماً ثاني أكبر منتج لهذه الفاكهة عالمياً - تراجعاً حاداً بنسبة 92% خلال العقدين الماضيين. هذا الانحدار نتج عن تضافر عوامل عدة، منها الآفات والأعاصير وارتفاع تكاليف الإنتاج. وفي ظل هذا التراجع، برز منتجون آخرون كالمكسيك وإسبانيا ليصبحوا المزودين الرئيسيين للسوق بهذه الفاكهة الطازجة.
 

لكن واجهت السوق بالفعل آفاقًا مريرة في بداية هذا العام وتضررت المخزونات بشدة بعد حصاد كارثي آخر في فلوريدا والذي يعد الأسوأ منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية.

 

إلى جانب توقع المزارعين في ساو باولو – وهي الولاية الرئيسية المنتجة للبرتقال في البرازيل – خلال مايو أن محصول العام سيتراجع 24% مقارنة بالعام السابق بعد موسم شديد الحرارة، فضلاً عن مواجهة المزارعين عودة ظهور اخضرار الحمضيات وهو مرض بكتيري غير قابل للعلاج يحول مذاق الثمار إلى مرير قبل أن يدمر الشجرة.

 

قبل عشرين عامًا، بدأ ذلك المرض – الذي ينتشر عن طريق حشرات البسيليد – في أنحاء فلوريدا، ما أدى لتدمير بساتين البرتقال في منطقة النمو الرئيسية في أمريكا.

 

وينتشر المرض حاليًا في أنحاء البرازيل، حيث أظهرت 38% من أشجار البرتقال أعراض المرض في عام .

 

 

الوضع يزداد سوءًا

 

يزداد الجفاف سوءًا في البرازيل، حيث لم تشهد أجزاء من ساو باولو أية أمطار على مدار أربعة أشهر، كما أن عملية التشجير أصبحت خارجة عن السيطرة لإصابة مساحات شاسعة بالمرض ناهزت ثلثي الأشجار في الولاية. 

 

نظرًا لأن صغار المزارعين لا يمكنهم تحمل تكلفة حماية بساتينهم عن طريق الشباك أو المبيدات الحشرية، فإن الحل الوحيد أمامهم هو استئصال الأشجار المصابة المحتملة.

 

بالفعل وقع الضرر في عدد من الحقول وهو ما يعني التأثير السلبي على حصاد هذا العام، لكن قد يصبح حال المحاصيل القليلة القادمة أسوأ من ذلك، لأن الأشجار الجديدة تستغرق 4 سنوات حتى تثمر، وربما يؤدي الجفاف لاستنزاف المحاصيل مجددًا، أو قد يختار بعض المزارعين زراعة محاصيل أخرى أقل خطورة من البرتقال مثل قصب السكر.

 

 

توقعت جمعية مزارعي الحمضيات وشركات العصائر "فانديستروس" Fundecitrus التي يقع مقرها في ساو باولو في مايو إنتاج البرازيل أقل محصول لها  في 35 عامًا.

 

لكن الآن يرى "أندريس باديا" المحلل لدى "رابو بانك" أن حتى هذا التوقع المتشائم للغاية قد لا يتحقق بالنظر للظروف الحالية، موضحًا: نمر بأسوأ جفاف منذ 50 عامًا في البرازيل، لذلك هناك القليل جدًا من الأمطار في الأربعة أشهر الماضية.

 

وأضاف: أقل محصول منذ 35 عامًا إلى جانب مرض اخضرار الحمضيات المتزايد بالإضافة إلى الجفاف، إنها العاصفة المثالية، السوق متوترة حقًا.

 

ماذا عن الاستهلاك ؟

 

رغم المستويات القياسية للأسعار إلا أن الطلب العالمي لا يزال قويًا، وهو ما قد يؤدي لزيادة أرباح المنتجين لكن ليس كثيرًا لأنهم يواجهون أيضًا تكاليف أعلى.

 

مثلت مبيعات عصير البرتقال في العام الماضي حوالي نصف مبيعات كافة العصائر في الولايات المتحدة، كما أن الشهية العالمية لكافة أنواع عصير البرتقال لا تزال مستمرة، وبالتالي فإذا حدثت زيادة طفيفة في الاستهلاك فإن المعروض سيتعرض لضغوط كبيرة.

 

 

ذكر "كيس كولز" رئيس الرابطة الدولية لعصائر الفاكهة والخضراوات (آي إف يو): بالنسبة للمستهلكين، يعني هذا أن عصير البرتقال الباهظ التكلفة بالفعل قد يصبح أعلى سعرًا، مضيفًا أن هناك بدائل صحية ولذيذة وبأسعار معقولة أكثر.

 

وأضاف أن صناعة الأغذية والمشروبات بحاجة إلى علم المحاصيل للتوصل إلى نباتات وأشجار هجينة مقاومة لظروف الطقس القاسي والأمراض.

 

وبشكل عام ومع احتمالية استمرار تراجع الإنتاج وارتفاع التكاليف فإن البرتقال قد يصبح في الأمد البعيد باهظ الثمن، وقد تتغير نظرة المستهلكين إليه ويعتبرونه منتجًا فخمًا.

 

المصادر: أرقام -  الإيكونومست – فاينانشال تايمز – بلومبرج – ياهو فاينانس

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا