تتابع الأم مولودها، تفرح بكل حركة يقوم بها، وتعرف أنه يتطور وينمو يوماً بعد يوم، وتسعد حين يطلق أصواتاً غير مفهومة ونطلق عليها " المناغاة"، وتسعد أكثر حين يتشبث بأي لعبة مرنة ولا يفلتها بسهولة، ويضم عليها قبضته الصغيرة اللطيفة، وهي لا تعرف أن هذا السلوك يعني بداية اللعب عند الطفل إضافة لسلوكيات أخرى قد تبدو للأم عادية، ولكنها طريقة من طرق لعبه الذي يتطور مع تقدمه في العمر.
في عمر ما بعد سنتي المهد يتغير لعب الطفل تغيراً كبيراً، ولذلك فيجب أن تتعرف الأم إلى نوع لعبه بعد سنتين من لعبه بطريقة مغايرة، وكذلك النوع الجديد من هذا اللعب، وقد التقت " سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتورة وفاء عوكل حيث أشارت إلى أهمية اللعب التخيلي في تنمية مهارات الطفل ابتداء من سن الثانية من عمره وأنواع لعب الأطفال حسب عمرهم، ونصائح لتحفيز خيالهم نظراً لأهمية اللعب وأضرار عدم ممارسة الطفل له في الآتي:
أنواع اللعب عند الطفل منذ الولادة
اللعب الوظيفي
اعلمي أن مولودك ومنذ أيام عمره الأولى يبدأ في محاولة اكتشاف العالم من حوله، وذلك عن طريق ممارسة اللعب، ويجب عليك ألا تستغربي هذه المعلومة لأن المولود وحتى تمر سنتا المهد يمارس لعباً خاصاً يعرف باللعب الوظيفي، وهو المتعة التي يجدها المولود عندما يبدأ في تحريك أشياء حتى لو كان فمه أو العبث بأصابعه بحيث يحرك أصابع كل يد على حدة، كما أنه يبدأ في التعرف إلى الأشياء المحيطة به من خلال حواسه فلا يجب أن تستغرب الأم حين تعلم أن شم الطفل رائحة نفاذة وشعوره بالضيق وظهور علامات مميزة على وجهه أو التفاته حين تطرقين بطرف الملعقة على الطاولة هو نوع من استخدام الحواس وتوظيفها في اللعب، وبعد ذلك ينجذب الطفل إلى الألعاب الصغيرة ذات الألوان الزاهية، ويضعها في فمه ويكتشفها من خلال لسانه.
اللعب التخيلي
لاحظي أن مرحلة اللعب التخيلي عند طفلك تبدأ بعد أن تنتهي سنتا المهد أي بعد أن يتم العامين من عمره، ويعرف اللعب التخيلي بأنه مجموعة من الألعاب غير الحقيقية أو التخيلية اليومية التي يقوم بها الطفل مع عالم يخلقه هو بنفسه ولا يراه سواه، ولكنه يستمتع به بشكل كبير ويكون هذا الاستمتاع طبيعياً، وحين ترين أن طفلك قد بدأ يحدثك عن أبطال خارقين ومعارك وهمية فهو يتخيل ولا يجب عليك السخرية منه، فهذه هي لعبة تخيلية سوف يستفيد منها كثيراً ومعنى ذلك أن طفلك ينمو ويتطور لأن اللعب التخيلي أحد أهم علامات النمو والتطور التنموي الطبيعي الذي يجب أن يمر به الطفل.
فوائد اللعب التخيلي عند الطفل
- لاحظي أن الطفل الطبيعي هو الطفل الذي يمارس اللعب التخيلي في سن ما بعد الثانية أي بعد انقضاء سنتا المهد يبدأ باللعب التخيلي، والذي يساعده في الخطوة الأولى في أن يعبر عن مشاعره وتعلم طريقة تجاوز مخاوفه من مواقف معينة في حياته يتعرض لها ويكون هو في موقف الضعيف من وجهة نظره، فمثلاً حين يلعب الطفل يقوم بدور الطبيب ويتخيل أنه يقوم بفحص الدمية التي بين يديه، فهو يتحدث إليها ويشجعها لكي لا تخاف منه، وحين يهم بوخزها بإبرة في ذراعها فهو يشجعها وكأنه يشجع نفسه لأنه في الحقيقة يخاف من الإبر التي يغرسها الطبيب في ذراعه أو في مكان آخر من جسمه ويقول للدمية: لا تخافي... إنها ليست مؤلمة، وبهذه العبارات يتعلم الطفل كيف يجتاز المواقف الصعبة بخوف أقل، ويصبح مستعداً لمواجهة الحياة بشكل أكبر.
- توقعي أن يساعد اللعب التخيلي طفلك في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي مع الآخرين على اختلاف أشكالها، فمن خلال اللعب التخيلي يبدأ الطفل في تعلم الرد والحوار ومراقبة ردة فعل الشخص الذي يقف أمامه، وهذا ما يعرف بالذكاء الاجتماعي الذي لا يمكن أن يحققه الطفل ما لم يلعب بهذه الطريقة، وسوف يحصل على نتائج أفضل في حال كان يلعب مع مجموعة من الأطفال، وليس بمفرده وحيث يساعده اللعب معهم وبالطريقة نفسها إلى فهم وتقدير مشاعرهم وتقبل الآخرين والمشاركة والتعاون معهم للوصول إلى النجاح مع تقديره لمشاعرهم وفهم إمكانياتهم المتفاوتة حتى يصل لمرحلة تقبل الطرف الآخر.
- اعلمي أن اللعب التخيلي لدى طفلك وحين يمارسه بشكل واسع يساعده على تطوير مهارات التفكير لديه؛ حيث يكتسب الطفل من خلال اللعب التخيلي تعلم مجموعة من العمليات العاطفية والإدراكية مثل قدرته على التفاوض واكتساب الخبرات من الوسط المحيط به وتبادل الأدوار، فمرة مثلاً يقبل أن يكون الطبيب ومرة أخرى يكون المريض الضعيف، وقد أشارت دراسات من قبل علماء نفس مختصين إلى أن اللعب التخيلي ساعد على تطوير الفص الأمامي من المخ، وهو الجزء المسئول عن التعلم وحل المشكلات التي تواجه الإنسان ضمن مهارات التفكير المختلفة التي يجب أن يتعلمها.
- لاحظي أن ممارسة طفلك اللعب التخيلي يساعده على اكتساب مهارات معرفية بصورة ممتعة وجذابة وغير مملة؛ لأن الطفل يلعب ويتعلم وينمو في وقت واحد وسوف تلاحظين ذلك حين تعودين من التسوق وتحملين السلة التي بها المشتروات، فسوف تجدين أن طفلك قد بدأ في اللعب التخيلي بفرز الأشياء وعدها وتصنيفها حسب شكلها ولونها وتخيل أشخاصاً وهميين يريد أن يقسم عليهم حبات الفاكهة بالتساوي، وهنا تكونين قد حققت فرصة تنمية مهارات الطفل في الرياضيات عن طريق اللعب التخيلي البسيط، والذي جاء دون تخطيط وإن كان الطفل يحب أن يمارس اللعب التخيلي دائماً.
نصائح هامة لتحفيز خيال الطفل
- اهتمي بأن تمنحي طفلك مساحة ووقتاً لكي يمارس الألعاب التخيلية التي يجب أن يتعلمها ولذلك فمن الضروري أن تبعدي طفلك عن الأجهزة اللوحية، وأن تضعي حوله الألعاب التقليدية التي تربينا عليها، ويمكن أن يكون ذلك فوق مفرش طري وفي غرفته أو في ركن من غرفة المعيشة، وبالتالي تمنحينه الفرصة لكي يحصل على فوائد اللعب التخيلي بعكس ما يسببه عالم التكنولوجيا من بطء في مهارات التفكير لدى طفلك.
- قومي بترتيب لقاء مع طفلك وأطفال آخرين، فمن الضروري أن يعتاد على اللعب الجماعي ورغم أن اللعب التخيلي يستطيع أن يحقق أهدافه حين يمارسه الطفل بمفرده إلا أن اللعب الجماعي التخيلي يطور من مهارات الطفل اللغوية، ويقوي علاقاته الاجتماعية في الوقت عينه.
- احرصي على حكاية القصص وقص الروايات الهادفة لطفلك؛ لأنه يكون بحاجة إلى تغذية خياله بقصص جديدة، ويجد أن مخزونه قد ينضب وينفد، ولذلك فعليك مساعدته برصيد جديد من الحكايات والقصص، كما يمكنك أن تقرئي له قصصاً مصورة لكي يحصل على فوائد القصص المصورة في تنمية خيال الأطفال، ولكن يجب عليك عدم تركه لكي يكون في دور المتلقي بل تحدثي معه وناقشيه حول أبطال كل حكاية، واسأليه عدة أسئلة عن المواقف التي تصرف فيها البطل وقولي له ماذا تفعل لو كنت مكان البطل وغيرها من الأسئلة التي تساعد على إدخاله في الأجواء الخيالية.
- اهتمي بمشاركة طفلك في القيام بتحويل قصة قرأها أو فيلم قصير أو أي موقف إلى مسرحية تقومين بأحد أدوارها ففي الوقت الذي يعتقد الطفل أن مسند الأريكة هو طائرته، فيجب أن تكوني أحد ركاب الرحلة، ويفضل أن تشجعيه على أن يكون معه ركاب آخرون لكي يتعلم المشاركة منذ صغره وتحمل المسئولية وهكذا.
- قومي بصناعة بعض الألعاب مع طفلك لتحفيز خياله أكثر مثل صناعة وخياطة دمية على شكل حصان أو عروس حسب نوع الطفل من بقايا قطع الملابس القديمة وبعض الأزرار والدبابيس وخيوط الصوف؛ لأن الطفل سوف يكون ذا خيال أوسع حين يصنع أبطاله بنفسه.
قد يهمك أيضاً: أفضل ألعاب تعليمية وتحفيزية للطفل الرضيع وشروط اختيارها وتنفيذها
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.