يشهد العالم إقبالاً شديداً على علاجات الخصوبة بسبب مشاكل الإنجاب المتزايدة، وبعد سنوات من استخدامها يثار اليوم التساؤل حول آثار هذه العلاجات على صحة الأطفال المولودين، لتصبح واحدة من أبرز القضايا التي تشغل الباحثين والأطباء وتتلخص في: هل هناك علاقة محتملة بين علاجات الخصوبة وعيوب القلب الخلقية لدى الرضع؟ وهل يمكن أن تؤدي هذه العلاجات إلى زيادة مخاطر هذه العيوب؟ أم أن الأمر مرتبط بعوامل أخرى؟
"سيدتي وطفلك" حملت هذه الاستفسارات إلى طبيب النساء والتوليد الدكتور محمد سيد الزيات بهدف تقديم رؤية شاملة وأدلة علمية حول هذا الموضوع .
علاجات الخصوبة
علاجات الخصوبة: هي تقنيات طبية تُستخدم لمساعدة الأزواج الذين يعانون من صعوبات في الإنجاب، وتشمل هذه العلاجات:
تحفيز الإباضة: باستخدام أدوية هرمونية مثل الكلوميفين أو الجونادوتروبين لتحفيز نمو البويضات.
التلقيح الصناعي: حيث يتم إدخال الحيوانات المنوية مباشرة إلى الرحم لزيادة فرص الإخصاب.
تقنيات الإخصاب المساعد: وأشهرها التلقيح الصناعي؛ حيث يتم تخصيب البويضة بالحيوانات المنوية خارج الجسم قبل زرعها في الرحم.
تُعد هذه العلاجات طوق نجاة للكثير من الأزواج، لكنها قد تحمل بعض المخاطر، سواء على الأم أو الطفل.
هل تودين الإطلاع على..علامات نجاح التلقيح الصناعي ؟
عيوب القلب الخلقية
عيوب القلب الخلقية هي اضطرابات تؤثر على بنية القلب أو وظيفته، وتحدث أثناء تكوين القلب للجنين في المراحل المبكرة من الحمل، وتشمل هذه العيوب:
- ثقوب القلب: مثل الثقوب بين الأذينين أو البطينين.
- تشوهات الصمامات: مثل تضيق أو ارتخاء الصمامات.
- أمراض الشرايين الكبرى: مثل تبديل الشرايين أو ضيق الشريان الأورطي.
تُعد هذه العيوب واحدة من أكثر العيوب الخلقية شيوعًا، وتُقدر نسبة الإصابة بها عالميًا بحوالي 1% من المواليد.
العلاقة بين علاجات الخصوبة وعيوب القلب لدى الرضع
أجريت العديد من الدراسات لتحليل العلاقة بين علاجات ضعف الخصوبة وعيوب القلب الخلقية لدى الرضع، لكن النتائج لم تكن دائمًا موحدة، لكنها أثارت عدة نقاط جديرة بالاهتمام:
زيادة طفيفة في المخاطر:
تشير بعض الدراسات إلى وجود زيادة طفيفة في احتمالية الإصابة بعيوب القلب لدى الأطفال المولودين باستخدام تقنيات الإخصاب المساعد مقارنة بالأطفال المولودين بوسائل طبيعية.
الأسباب المحتملة: يُعتقد أن هذه الزيادة قد تكون نتيجة عوامل مثل الأدوية المستخدمة لتحفيز الإباضة، أو التدخلات التقنية أثناء التلقيح الصناعي، أو حتى العوامل المرتبطة بالآباء مثل العمر أو الحالة الصحية.
تأثير الأدوية الهرمونية:
الأدوية المستخدمة لتحفيز الإباضة قد تؤدي إلى تغيرات هرمونية كبيرة في جسم الأم، مما قد يؤثر على تطور الجنين، ومع ذلك لا تزال الأبحاث جارية لتحديد مدى تأثير هذه الأدوية على تكوين القلب في الأجنة.
التلقيح الصناعي والإخصاب خارج الجسم:
تقنيات الإخصاب المساعد، مثل التلقيح الصناعي، تتضمن خطوات دقيقة تشمل تخصيب البويضة خارج الجسم ثم زراعتها في الرحم، وهنا يُعتقد أن هذه العمليات قد تؤثر على البيئة التي ينمو فيها الجنين في مراحله الأولى، مما قد يزيد من احتمالية حدوث تشوهات خلقية.
تأثير عمر الأم وصحتها:
العمر المتقدم للأم أو وجود حالات مرضية مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، قد يزيد من خطر الإصابة بعيوب القلب الخلقية لدى الجنين. نظرًا لأن العديد من الأزواج الذين يلجأون إلى علاجات الخصوبة يكونون أكبر سنًا، فقد يكون العمر عاملًا مشتركًا يؤثر على هذه العلاقة.
تابع: العوامل الأخرى المؤثرة على صحة الجنين
التوائم والحمل المتعدد: وعلاجات الخصوبة تزيد من احتمالية الحمل بأكثر من جنين، مما يزيد من مخاطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن المواليد، وهذه العوامل بدورها قد تؤثر على صحة القلب لدى الأطفال.
العوامل الوراثية: بعض عيوب القلب الخلقية قد تكون وراثية، ويكون للعائلة تاريخ من هذه الأمراض، في مثل هذه الحالات، قد لا تكون علاجات الخصوبة هي السبب المباشر.
نمط الحياة والعوامل البيئية: تأثير التدخين، التغذية غير المتوازنة، أو التعرض للمواد الكيميائية الضارة قد يكون له دور أكبر في تشوهات الجنين مقارنة بعلاجات الخصوبة نفسها.
محاولات صحية لتقليل المخاطر
التخطيط الدقيق للحمل:
استشارة طبيب متخصص قبل بدء علاجات الخصوبة لضمان صحة الأم وخلوها من أي أمراض مزمنة قد تؤثر على الجنين.
إجراء اختبارات جينية للتأكد من عدم وجود مخاطر وراثية.
تقليل عدد الأجنة المنقولة في التلقيح الصناعي:
زراعة جنين واحد بدلاً من نقل أكثر من جنين، يمكن أن يقلل من مخاطر الحمل المتعدد وبالتالي تقليل فرص حدوث مضاعفات.
المتابعة الدقيقة أثناء الحمل:
إجراء فحوصات دورية باستخدام الموجات فوق الصوتية للكشف عن أي مشكلات في القلب أو غيرها لدى الجنين.
تحسين نمط الحياة:
الابتعاد عن التدخين، تحسين التغذية، وتقليل التوتر أثناء الحمل يمكن أن يقلل من مخاطر التشوهات الخلقية.
تعرفي على أسباب النزيف أثناء أشهر الحمل..ومتى تشعر الحامل بالخطر؟
ماذا يقول الأطباء والخبراء؟ ومتى يجب القلق ؟
معظم الخبراء يتفقون على أن علاجات الخصوبة قد ترتبط بزيادة طفيفة في مخاطر عيوب القلب الخلقية، لكنهم يشددون على أن هذه المخاطر ليست كبيرة بما يكفي للتسبب في القلق.
مع المقارنة بالفوائد التي تقدمها هذه العلاجات للأزواج الذين يعانون من العقم، فإن هذه المخاطر تعتبر مقبولة عند اتخاذ الاحتياطات المناسبة.
على الرغم من وجود أدلة تشير إلى زيادة طفيفة في مخاطر عيوب القلب الخلقية لدى الأطفال المولودين باستخدام علاجات الخصوبة، فإن هذه المخاطر تظل منخفضة جدًا.
لهذا لا يجب القلق بشأن قرار استخدام علاجات الخصوبة؛ إذ يعتمد على فهم الزوجين للمخاطر والفوائد، مع الاستعانة بطبيب مختص لتقديم النصائح والإرشادات المناسبة.
ولا تنسي أن علاجات الخصوبة تمثل أملًا للكثيرين، وبالاستعداد الجيد والرعاية المناسبة، يمكن تقليل المخاطر وضمان ولادة طفل سليم يتمتع بصحة جيدة
*ملاحظة من"سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.