غالباً ما ننسى أن الأطفال لا يولدون ولديهم إحساس فطري باحترام الآخرين. وهم يحتاجون إلى تعلمه، فكري في الأمر، يولد الأطفال وهم مضطرون إلى التلاعب بعالمهم من أجل تلبية احتياجاتهم، ويفعلون ذلك في المقام الأول عن طريق البكاء. الذي يعتبر أمراً طبيعياً عند الأطفال، فهي الطريقة التي يتواصلون بها لإخبارك بأنهم جائعون أو مبللون أو يحتاجون إلى من يحملهم.
ولكن مع تقدم الأطفال في السن، يصبح من واجبنا كآباء أن نعلمهم طرقاً محترمة لتلبية احتياجاتهم. ومن المؤكد أن البكاء والتلاعب وعدم الاحترام ليست طرقاً محترمة لتحقيق ذلك، هذا ما يطلعك عليه الأطباء والاختصاصيون.
من الشائع أن نرى الأطفال يتجادلون مع البالغين (أو يتجاهلونهم تماماً)، ويستخدمون لغة بذيئة، ويتخذون موقفاً، ولا يستخدمون الأخلاق أو يحترمون أصحاب السلطة. وكما يجد الاختصاصيون أن موقع يوتيوب والأفلام والموسيقى وألعاب الفيديو كلها تمجد طريقة غير محترمة وغاضبة ووقحة للتعامل مع الآخرين. ونتيجة لذلك، يتعين على الآباء والأمهات العمل بجدية أكبر لتعليم أطفالهم أن يكونوا محترمين.
لماذا يقلل الأبناء من احترام آبائهم؟
تتوسع المحركات التي قد تدفع الطفل إلى الافتقار إلى الاحترام، إلى الأسباب الآتية:
- تشكيك الطفل في قرار أحد الوالدين قد يعتبر هذا أمراً وقحاً، لكنه في منظور الطفل قد يكون وسيلة للوصول إلى ما يرغب به.
- مواجهة الأطفال لصعوبة في تعبيرهم عن أنفسهم بشكل مناسب عند الشعور بالغضب أو الإحباط، ليرتفع الأدرينالين عندهم وتعلو الأصوات وتتجمد العيون وتصفق الأبواب.
- العجز عن معرفة سبب ذلك الانفعال الذي بداخله، فيوجهه على هيئة سلوك غير لائق إلى أبويه مثلاً. يعرف علم النفس ذلك باسم "الإزاحة"، وهي صرف الانفعالات السلبية للأطفال تجاه شخص أو هدف آخر لا علاقة له، فينتقد أبويه أو يعمد إلى إلقاء اللوم عليهما وتحميله سبب مشكلاته الحالية لطريقة تربيته أو معاملته، غاضّاً النظر عن الحقائق الماثلة.
- عدم الانسجام في هذا العالم وخيبة الأمل لتفسير سبب سوء معاملته لذويه، وعدم القدرة على التعبير عن مشاعره.
- تبدل الهرمونات حيث يصبح الأطفال في خضم مرحلة عصيبة عليهم يسعون فيها أيضاً إلى مزيد من الاستقلالية، وعدم الاحترام المعتدل هو المعادل الذي يتم التعبير به عن ذلك.
- تجنب الأطفال للمسؤولية، ربما لخوف متأصل فيهم من المحاولة والفشل فيؤثرون البقاء في منطقة من الراحة وإن أصابهم الاكتئاب فيما بعد.
- اضطرابات الصحة النفسية عند الأطفال، كالاكتئاب أو القلق أو أيٍّ من المشكلات الأخرى، كلها تدفعهم إلى التصرف على هذه الشاكلة مع أبويهم.
- ردة فعل على الانتقادات الدائمة أو الحكم عليهم وعلى تصرفاتهم وخياراتهم، كالملابس التي يرتدونها أو علاقاتهم والصداقات التي يختارونها، ومحاولة السيطرة على حياتهم أو الإملاء عليهم كيف يجب أن يعيشوا، ودفعهم للقيام أو عدم القيام بأشياء معينة بناءً على تفضيلات ذويهم.
كيف تكسبين احترام طفلك بصدق؟
لكن كيف يمكنك تغيير الثقافة السائدة في منزلك إذا بدأ السلوك غير المحترم في الظهور أو أصبح بالفعل أسلوب حياة؟ إليك تسعة أشياء يمكنك القيام بها كأم لتبدئي في اكتساب احترام أطفالك.
1. تذكري أن طفلك ليس صديقك
لا يتعلق الأمر بإعجاب طفلك بك أو حتى شكره لك على ما تفعلينه. من المهم أن تتذكري أن طفلك ليس صديقك. إنه طفلك. مهمتك هي تدريبه على العمل بشكل فعال في العالم والتصرف باحترام تجاه الآخرين، وليس فقط تجاهك.
وعندما تعتقد أن طفلك قد يتجاوز الحدود، ويستحق العقاب، فإن القاعدة الذهبية هي أن تسألي نفسك: "هل أسمح لجارتي أن تقول لي هذه الأشياء؟ هل أسمح لغريب بذلك؟" إذا كانت الإجابة لا، فلا تدعي طفلك يفعل ذلك أيضاً.
في يوم من الأيام، عندما يصبح طفلك بالغاً، قد تتحول علاقتكما إلى صداقة. ولكن في الوقت الحالي، من واجبك أن تكوني أمّاً ومعلمة ومدربة له وتضعي له حدوداً، ولا تعتبريه الصديق، بحيث تتغاضي عن تصرفاته، وعباراته.
2. واجهي عدم الاحترام مباشرة
من الجيد مواجهة السلوك غير المحترم في وقت مبكر، إذا كان ذلك ممكناً. إذا كان طفلك وقحاً أو غير محترم، فلا تغضّي الطرف عنه. تدخلي في الموقف الحاسم، وقولي: "نحن لا نتحدث مع بعضنا البعض بهذه الطريقة في هذه العائلة."
إن فرض العواقب على أطفالك عندما يكونون أصغر سناً سيؤتي ثماره على المدى الطويل. وبصفتك أمّاً، من المهم أن تعترفي بذلك إذا رأيت طفلك يتصرف بطريقة غير محترمة ثم تحاولي القضاء عليها من جذورها.
أيضاً، إذا كان طفلك على وشك دخول مرحلة (أو مرحلة أخرى قد تكون صعبة)، ففكري في المستقبل. بعض الآباء يخططون بالفعل لكيفية التعامل مع السلوك عندما يصبح ابنهم المصاب باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، إنهم يتعلمون المهارات اللازمة للاستعداد لتفاعلاتهم معه في وقت لاحق. بشكل يساعدهم في المضي قدماً معاً كعائلة.
3. اتفقي مع الأب على طريقة التربية
من المفيد لك ولشريكك أن تكونا على نفس الرأي عندما يتعلق الأمر بسلوك طفلك. تأكدي من أن أحدكما لا يسمح بالسلوك غير المحترم بينما يحاول الآخر التدخل. اجلسوا معاً وتحدثوا عن قواعدكم، ثم توصلوا إلى خطة عمل - وقائمة بالعواقب التي قد تفرضونها - إذا خالف طفلك القواعد.
4. علّمي طفلك مهارات التفاعل الاجتماعي الأساسية
قد تبدو هذه النصيحة عادية، ولكن من المهم تعليم طفلك أساسيات السلوكيات مثل قول "من فضلك" و"شكراً لك". عندما يتعامل طفلك مع معلميه في المدرسة أو يحصل على وظيفته الأولى ويكتسب هذه المهارات التي يمكنه الاعتماد عليها، فسوف يكون ذلك مفيداً للغاية.
افهمي أن استخدام الأخلاق الحميدة - مجرد "اعذرني" أو "شكراً لك" - هي أيضاً شكل من أشكال التعاطف. فهو يعلم أطفالك احترام الآخرين والاعتراف بتأثيرهم على الآخرين. عندما تفكرين في الأمر، فإن السلوك غير المحترم هو عكس التعاطف والتمتع بأخلاق حميدة.
5. كوني أنت محترمة عندما تصححين لطفلك
عندما يتصرف طفلك بطريقة غير محترمة، صححي له سلوكه بطريقة محترمة. إن الصراخ والانزعاج وإظهار سلوكك الخاص رداً على سلوكه لن يكون مفيداً. إن الانزعاج لن يؤدي إلا إلى تفاقم سلوكه غير المحترم. والحقيقة هي أنه إذا سمحت لسلوكه الفظ بالتأثير عليك، فمن الصعب أن تكوني أمّاً مثالية فعالة.
بدلاً من ذلك، يمكنك أن تأخذي طفلك جانباً وتعطيه رسالة واضحة عما هو مقبول. لست بحاجة إلى الصراخ على الطفل أو إحراجه. لتغيير سلوكه. استخدمي هذه الطريقة كلحظات تعليمية من خلال سحب أطفالك جانباً بهدوء، وجعل توقعاتك حازمة وواضحة، ومتابعة العواقب المناسبة.
6. حدّدي توقعات واقعية لسلوك طفلك
إن كونك واقعية بشأن أنماط سلوك طفلك قد يعني أنك بحاجة إلى خفض توقعاتك. على سبيل المثال، لا تخططي لرحلة برية طويلة مع أطفالك إذا كانوا لا يحبون ركوب السيارة. إذا كان طفلك يعاني من مشاكل في مجموعات كبيرة وخططتِ لحدث يضم 30 شخصاً، فمن المرجح أن تجعلي الجميع يشعرون بخيبة الأمل وربما الجدال.
غالباً ما يكون من المفيد وضع حدود مسبقاً. على سبيل المثال، إذا كنت ستخرجين لتناول العشاء، فكوني واضحة مع أطفالك بشأن توقعاتك. ستساعد التوقعات الواضحة طفلك على تحسين سلوكه، وفي بعض النواحي، ستجعله يشعر بمزيد من الأمان. سوف يفهم ما هو متوقع منه وسيعرف العواقب إذا لم يلب هذه التوقعات. إذا حقق أهدافك، فامنحيه الفضل بالتأكيد، ولكن إذا لم يفعل ذلك، فاتبعي أي عواقب حددتها له.
لماذا يفتقر بعض المراهقين إلى الاحترام؟ وكيف أعلمهم هذه القيمة الأخلاقية؟
7. قومي بتوضيح الحدود عندما تكون الأمور هادئة
عندما تجدين نفسك في موقف يتصرف فيه طفلك بطريقة غير محترمة، فليس هذا هو الوقت المناسب للتحدث كثيراً عن الحدود أو العواقب. في وقت لاحق، يمكنك التحدث مع طفلك عن سلوكه وتوقعاتك.
وإذا كان طفلك غير محترم أو وقح، فتحدثي عما حدث بمجرد أن تهدأ الأمور. تحدثي عن كيفية التعامل مع الأمر بشكل مختلف. المحادثة الهادئة هي فرصة لك للاستماع إلى طفلك وفهم مشكلته بشكل أفضل. حاولي أن تظلي موضوعية يمكنك أن تقولي: "تخيل أن كاميرا الفيديو سجلت كل شيء. ماذا سأرى؟"، فهذا أيضاً هو الوقت المثالي لتطلبي من طفلك أن يصف ما كان بإمكانه فعله بشكل مختلف.
8. لا تأخذي سلوك طفلك على محمل شخصي
من أكبر الأخطاء التي يرتكبها الآباء والأمهات هو التعامل مع سلوك أطفالهم على المستوى الشخصي. والحقيقة هي أنه لا ينبغي لك أن تقعي في هذا الفخ أبداً لأن الطفل الوقح الذي يعيش بجوارك يعتقد الشيء نفسه، كل الأطفال لديهم خلافات مع والديهم. ودورك هو التعامل مع سلوك طفلك بموضوعية قدر الإمكان.
عندما لا يملك الآباء طرقاً فعّالة للتعامل مع مثل هذه الأمور، فقد يشعرون بفقدان السيطرة والخوف. ونتيجة لذلك، غالباً ما يبالغون في رد فعلهم تجاه الموقف أو يقللون من رد فعلهم. وعندما يبالغون في رد فعلهم، يصبحون متصلبين للغاية. وعندما يقللون من رد فعلهم، يتجاهلون السلوك أو يقولون لأنفسهم إنه "مجرد مرحلة". وفي كلتا الحالتين، لن يساعد ذلك طفلك على تعلم إدارة أفكاره أو مشاعره بشكل أكثر فعالية. ولن يعلمه أن يكون أكثر احتراماً.
أهم القصص القصيرة المصورة التي تعلم الطفل الاحترام
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سيدتى ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سيدتى ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.