وثّق الفنان السوري جمال سليمان إلى وطنه سوريا بعد غياب دام أكثر من 13 عاماً، حيث نشر سليمان عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو من داخل الطائرة وهو متجه إلى دمشق.

وبدا التأثر الشديد واضحاً على جمال سليمان، والذي عبّر عنه قائلاً: "بالطيارة بعد 13 سنة متجهين إلى دمشق، والله اشتقنا يا شام"، هذه الكلمات كانت بمثابة رسالة من القلب، تعكس الشوق والحنين للوطن الذي لم يتمكن من العودة إليه طوال هذه السنوات بسبب المواقف السياسية.

شاهدوا فيديو عودة جمال سليمان إلى سوريا:

غياب جمال سليمان القسري عن سوريا

كان الفنان جمال سليمان قد غادر سوريا في نهاية عام 2011، ولم يتمكن من العودة إليها منذ ذلك الوقت، بعد أن وجد نفسه في موقف معارض للنظام السوري بقيادة الرئيس السابق بشار الأسد.

هذا الموقف السياسي كان له تأثير كبير على حياته الشخصية والمهنية، فقد فُرض عليه النفي القسري، ولم يتمكن من حضور جنازتي والديه اللذين توفيا في عامي 2013 و2014، ولم يكن يستطيع العودة إلى سوريا حتى بعد تلك الفترة، حيث تعرض منزله للدمار من قبل الأمن السوري بعد مغادرته.

في مقابلة سابقة مع برنامج "تفاعلكم" عبر قناة العربية، تحدث جمال سليمان عن تفاصيل رحيله عن سوريا، قائلاً: "كنت في مصر لتصوير عمل فني بعد رأس السنة 2011، وعندما قررت العودة، فوجئت بأنني ممنوع من دخول سوريا"، وأضاف أنه فوجئ باقتحام عناصر أمنية لمنزله وتحطيمه، ما جعله يدرك أن العودة لم تكن خياراً ممكناً في ظل الظروف الأمنية والسياسية السائدة.

وأشار جمال سليمان إلى أن هذه الأحداث تركت أثراً عميقاً في نفسه، خاصة بعد أن فشل في حضور جنازتي والدته ووالده، وهو ما كان يشكل لحظة مؤلمة في حياته.

العودة والرسالة للعالم

اليوم، بعد سنوات من المنفى، كانت عودة جمال سليمان إلى دمشق تمثل لحظة فارقة في حياته وحياة محبيه، فالفيديو الذي نشره وهو يحلق بالطائرة فوق سماء دمشق جاء ليؤكد عودته إلى وطنه بعد سنوات طويلة من القهر والحرمان، وبالرغم من الألم الذي عاشه، إلا أن جمال سليمان أكد في أكثر من مناسبة أن العودة إلى سوريا هي خطوة مهمة له وللشعب السوري بأسره.

وكان سليمان قد صرح في مقابلة سابقة أنه كان يتمنى أن يعود إلى سوريا في ظل ظروف أفضل، بعيداً عن الانقسامات التي شابت البلد طوال السنوات الماضية.

ترشح جمال سليمان للرئاسة السورية

في إطار الأوضاع السياسية المتغيرة في سوريا، عبّر جمال سليمان عن رغبته في الترشح للرئاسة إذا ما كانت الفرصة سانحة، وكان الشعب السوري بحاجة إلى شخصية قيادية تؤمن بالوحدة والحرية.

وفي تصريحات أدلى بها في وقت سابق، قال: "أنا مستعد للترشح إذا لم أجد من هو أكثر كفاءة مني، وأتمنى أن أساهم في بناء سوريا جديدة قائمة على الديمقراطية والمواطنة"، ويعتقد سليمان أن سوريا بحاجة إلى مرحلة جديدة تركز على المصالحة الوطنية وفتح صفحة جديدة بعيداً عن التوترات السياسية.

بالإضافة إلى مسيرته الفنية، كان جمال سليمان دائماً جزءاً من الحراك السياسي السوري، حيث دعا منذ فترة قريبة، إلى ضرورة إجراء حوار وطني بين جميع الأطياف السورية من أجل مستقبل أفضل للبلاد، وقد شدد على ضرورة أن تكون المرحلة المقبلة مرحلة بناء الثقة بين السوريين، بعيداً عن التخوين والانقسامات التي لطالما زادت من تعقيد الأوضاع في البلاد.