فن / جريده فكره فن

بعد نجاحها في مهرجان أيام قرطاج: اكتشف أسرار مسرحية «لعبة »

تعتبر المسرحية من أبرز الفنون الأدائية التي تعكس ثقافات الشعوب وتجسد تجاربها النفسية والاجتماعية،في قلب هذا الفن الواقعي المجرد من الخيال، تبرز مسرحية “لعبة ” للكاتب المسرحي صموئيل بيكيت، والتي تعتبر واحدة من روائع مسرح العبث،تتميز هذه المسرحية بإلقاء الضوء على موضوعات الوجود، الحياة، والموت، مما يجعلها تخرج من نطاق الترفيه فقط، لتصبح أداة للتأمل والتفكير في المعاني العميقة لوجود الإنسان،تتناول المسرحية ضمن أجواء من العبث والانتظار فلسفة تعكس التحولات الإنسانية في مجتمع يعاني من عدم اليقين.

أحداث مسرحية «لعبة النهاية»

تدور أحداث مسرحية “لعبة النهاية” حول شخصية “هام”، وهو رجل مشلول وكفيف، يعيش في حالة من الانتظار العبثي مع خادمه “كلوف”،هذه الشخوص تعكس صورة معقدة من المعاناة الإنسانية والتوجه نحو البحث عن المعنى في أوقات من الانسداد،مما يجعل المشاهد يتساءل عن الرحلة التي يقوم بها كل منهما عبر حكاية تخلو من الحبكة التقليدية، وتنفتح على بوابة الشك والقلق الوجودي.

أبطال مسرحية «لعبة النهاية»

شاركت في تقديم العرض مجموعة مميزة من الفنانين، منهم الدكتور محمود زكي، ، لمياء جعفر، ومحمد فوزي الريس،بينما جاءت التصاميم مستوحاة من رؤى مبتكرة للدكتور أحمد جمال ومها عبدالرحمن، وعززت التأثيرات الإضاءة التي أبدع في تنفيذها إبراهيم الفرن،تم تقديم المسرحية على مسرح “الريو” ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، حيث حققت إقبالًا جماهيريًا واسعًا ولمست قلوب الحاضرين.

مسرحية «لعبة النهاية»

تعد “لعبة النهاية” واحدة من أشهر أعمال الكاتب المسرحي الكبير صموئيل بيكيت، المعروفة بأسلوبها الفريد الذي يجسد فلسفة العبث،خلال أحداث المسرحية، يُبرز بيكيت الصراعات الداخلية للإنسان ودوافعه من أجل التواصل الحقيقي، رغم إدراكه العميق لعدم إمكانية تحقيق ذلك،تعكس المسرحية تعقيدات الوجود البشري وتوالد الأسئلة الوجودية التي لا تجد إجابة واضحة، وهو ما يعكس بدوره التجربة الإنسانية بشكل مؤلم وجميل في آن واحد.

مسرحية «لعبة النهاية» في مهرجان قرطاج

قدمت المسرحية في مهرجان أيام قرطاج المسرحية، حيث أضفى المخرج المصري السعيد قابيل لمسة إبداعية أسرت الأذهان،العرض المصري قدّم رؤية حديثة للأحداث الكلاسيكية، مما جعلها قريبة من الجمهور العربي وتُعبر عن همومه وآماله،تميزت التجربة بتحقيق حالة من التفاعل بين المشاهد والنص، الأمر الذي زاد من شعبية المسرحية وفتح باب النقاش حول مواضيعها الفلسفية.

محمود زكي بطل العمل ترشح لجائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج

خلال هذا الحدث، نال الدكتور محمود زكي ترشيحًا لجائزة أفضل ممثل، مما يُعد إنجازًا كبيرًا في مشواره الفني،عبر زكي عن مشاعره تجاه الجائزة قائلاً “استقبلت في استقبالاً رائعاً كما رشحت لجائزة أفضل ممثل، وكنت لأول مرة ممثل مصرى يُرشح لجائزة أفضل عرض في المهرجان منذ ما يزيد على 40 عاماً”، مما يعكس فخره بمشاركته ويُبرز أهمية الثقافة والمسرح العربي في الارتقاء بالفنون.

في ختام هذه المسرحية، نرى كيف أن “لعبة النهاية” قد أثارت الكثير من التساؤلات حول الوجود ومعاني الحياة،لقد برزت قضايا فلسفية معقدة تجسد معاناة الإنسان وقلقه من الواقع، فتحت الأبواب أمام تجربة مسرحية غنية بالمشاعر والأفكار،تمزج المسرحية بين الفنون المسرحية القديمة والحديثة، من خلال تقديمها لرؤية حديثة لمفاهيم معقدة، مُلهمة للكثير من الأجيال القادمة، مما يجعل من هذه التجربة تجسيدًا مثاليًا للأهمية الثقافية والفنية للجمهور العربي في مواجهة مشكلات وتحديات عصرنا،المسار الفني يتجاوز حدود العرض ليعكس الروح الإنسانية الحقيقية للكثيرين.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة جريده فكره فن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من جريده فكره فن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا