نعيمة عاكف اللهلوبة التي سحرت العالم العربي بإدائها اللافت وحركات جسدها المرنة، نشأت في أسرة تعشق السيرك، ما بين الترحال في الموالد والنوم في الخيام عاشت نعيمة عاكف حياتها تنتقل من مكان إلي أخر، حتي رأها زوجها وعاشقها ومكتشفها المخرج حسين فوزي، لتهدأ قليلا وتبدأ رحلت النجومية مع السينما معشوقة الجماهير، حيث تروي نعيمة عاكف عن أهم ثلاثة ليال في حياتها كاملة وتحديدا في جريدة الكواكب في العدد 258 الذي صدر في عام 1956.
نعيمة عاكف لم تعش طويلا بل خطفها الموت، وهي في عمر الـ 36 عاما، واعتزلت الفن في عام 1964 لكي تهتم بإبنها الوحيد، وبعدها بعامين توفيت بسبب مضاعفات مرضها بالسرطان.
نعيمة عاكف طلب منها المحرر الفني في الجريدة أن تكتب عن أهم ثلاث ليال في حياتها وراحت تكتب عنهم في المجلة، لتدون تفاصيل جديدة علي القارئ العربي والمصري.
نعيمة عاكف تكتب في مجلة الكواكب
مرت في حياتي ثلاث ليال لا أنساها فقد تركت وراءها ذكريات محفورة لا تقوي علي محوها الأيام، نشئت في أسرة رياضية يتدرب جميع أفرادها علي الألعاب التي تعتمد علي المخاطرة والشجاعة، وكان من بين النواحي الرياضية التي تضمها برامج المسرح الذي كانت تملكه أسرتي برنامج ترويض الحيوانات، وكان محرما علي الأطفال أن يقتربوا من حظائر الحيوانات، ولكنني كنت منذ الصغر أحب ركوب الخيل، وكثيرا ما انتهزت فرصة غياب أفراد الأسرة، وركبت مع المدربين الخيل وأثبت براعة فائقة في الركوب.
وتستكمل نعيمة عاكف حكايتها في مجلة الكواكب وتقول: وذات يوم حدثتني أحدي قريباتي، وكانت تعمل في الغرفة، عن ركوب الخيل في الليالي القمرية حديثا جميلا، وما أن جاء الليل، حتي تسللت في الظلام إلي حظائر الخيول، وكان أول جواد وقع نظري عليه حصانا جديدا لم يدرب بعد وركبت الحصان، وخرجت إلي الحقول أمتع نفسي بمنظر صوء القمر المسلط علي خضرة الحقول، وهو من المناظر الطبيعية الجميلة، وكنت انتقل من مكان لمكان بالحصان، وفجأة وجدت الحصان يقفز إلي أعلي ويلقي بي علي الأرض، ثم ينطلق وسط الحقول.
ولم تنفع محاولاتي في أن أمسك به، وخشيت عواقب ذلك، فأسرعت إلي الخيام المخصصة لنومنا، وعالجت النوم بلا جدوي، فقد كنت أفكر فيما سيحدث للحصان، وماذا تقول الأسرة عندما تكتشف ضياعه؟، وماذا يفعلون بي عندما يعرفون أنني السبب؟.
وتروي نعيمة عاكف حكايتها مع الثلاث ليال، بعد أن وقعت من علي الحصان وهرب، وتقول: بكيت طيلة الليل، وفي الصباح تسللت إلي حظائر الحيوانات فأذا بي أجد الحصان قد عاد وحده ووقف ينتظر مدربه ليدخله إلي الحظيرة.
أما علاقتها بالسينما فتقول نعيمة عاكف: كنت مغرمة بالعمل في السينما غراما كبيرا وتمنيت لو اتيحت لي الفرصة للظهور في فيلم فقد كنت علي ثقة تامة بنجاحي، وذات يوم التقي بي مدير إنتاج أحدي الشركات، وقال لي أن أحد المخرجين يبحث عن وجه جديد ليقوم بدور البطولة في أحد أفلامه، ودعاني مدير الإنتاج لإجراء تجربة سينمائية سريعة ليثبت من صلاحيتي للسينما، وذهبنا إلي الأستديو عصر أحد الأيام حي أجريت لي التجربة، وحمل المصور الفيلم إلي معامل التحميض للوقوف علي النتيجة في الليلة وعدت إلي البيت فلم أذق طعم النوم، فبرغم الثقة التي كانت تملآني بنفسي إلا أنني خشيت نتيجة الاختبار السينمائي، وفي الساعة الثامنة صباحا كنت علي الأستديو اسأل عن نتيجة التجربة.
وتشاء الصدف أن تلعب دورا هاما في حياتي فقد شاهد المخرج حسين فوزي التجربة، وأعجب بها، وتشاء الأقدار أن يكون هو مخرج أول فيلم لي، ثم أصبح زوجي وشريك العمر.
أما الليلة الثالثة فتقول عنها نعيمة عاكف في مجلة الكواكب، قد غنيت في بعض الأفلام التي قمت ببطولتها أغنيات خفيفة، ورغم أنني أعرف أنني اتمتع بصوت جميل يساعدني علي الإداء الغني للحن، ورغم أن أفراد أسرتي وكذلك الأصدقاء من الموسيقين شهدوا لي بحلاوة الصوت، إلا أنه حدث عندما سجلت اللحن الأول أمام ميكرفون السينما، أصابني خوف شديد إلي درجة أنني طلبت من غرفة الموسيقية أن تعيد تسجيل اللحن خمس مرات وهو رقم قياسي في عالم التسجيل الألحان، وكنا في فصل الشتاء والجو بارد جدا، ولكنني أصررت علي أن ينتهي المختصون من أعداد الأغنية لأسمعها في نفس اليوم، وفعلا سهر موظفوا الأستديو الفنيون وسهرت أنا معهم حتي انتهوا من أعداد الأغنية بعد منتصف الليل وعندما سمعت التسجيلات الخمس فرحت بها شديدا، ولم أنم ليلتها من الفرح!.
رغم تاريخ نعيمة عاكف الفني القصير إلا أن هناك الكثير الذي يحكي، فهي مولوده في 7 أكتوبر عام 1929 وتوفيت في 23 إبريل عام 1966، تاركه وراءها 26 عمل فني فقط.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.