أيمن العلي، المعروف بلقب "ملك جمال الأردن"، كان واحداً من أبرز الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي. اشتهر بابتسامته الجذابة وشخصيته القوية التي أكسبته إعجاب الآلاف.

كان أيمن يدرس في الفرقة الرابعة بشعبة إدارة الفنادق في الجامعة الهاشمية، وحقق شهرة واسعة بفضل محتواه الإنساني وتفاعله مع قضايا اجتماعية وإنسانية.

اللحظات الأخيرة في حياة أيمن العلي

قضى أيمن العلي أيامه الأخيرة في مستشفى الحسين التخصصي في العاصمة الأردنية عمان، حيث تلقى الرعاية الطبية اللازمة، وخلال هذه الفترة، تدهورت حالته الصحية بشكل كبير، مما اضطره للتوقف عن العلاج الكيميائي والاكتفاء بالمسكنات لتخفيف الألم.

وأوضح عمّ الراحل أيمن العلي في مداخلة هاتفية مع برنامج تفاعلكم على قناة العربية، والذي تقدمه الإعلامية سارة دندراوي، أن الفترة الأخيرة في حياته، وخاصة الثلاث أشهر التي سبقت وفاته، كانت شديدة الصعوبة، إذ انتشر المرض في جميع أنحاء جسده بشكل سريع ومفاجئ، ولكنه كان يقاوم.

وأضاف عم ملك جمال الأردن الراحل، أن ابن شقيقه كان يبلي بلاء حسناً في مقاومة المرض، غير أن انتشاره بهذه السرعة والشراسة، خاصة وأنه كان مصاباً بنوع خطير للغاية من سرطان المعدة، أدى إلى وفاته.

شاهدوا اللحظات الأخيرة في حياة أيمن العلي، لقطات من عزائه بالفيديو:

عم أيمن العلي أوضح أن أسرة الراحل عاشت ارتباكاً كبيراً في الفترة الأخيرة أيضاً، بسبب انتشار الشائعات والأخبار الكاذبة حول وفاته قبل أن تحدث، وهو ما أزعجهم كثيراً.

الجدير ذكره أنه في آخر ظهور له، نشر صورة عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها على سرير المستشفى، معلقاً: "الحمد لله.. دعوة من القلب". كانت تلك الكلمات بمثابة رسالة شكر وامتنان لكل من سانده في محنته.

من ناحية أخرى كان بشار البوريني ابن عم أيمن العلي، قد شارك تفاصيل مؤثرة بعد وفاة ملك جمال الأردن بساعات، موضحاً أنه غير مستوعب لرحيله، وقال إنه كان سيحتفل بعيد ميلاده الشهر المقبل، ليتم عامه الثالث والعشرين، غير أن القدر لم يمهله.

إعلان المرض ومشاركة التجربة

كان أيمن العلي قد أعلن إصابته بسرطان المعدة منذ نحو عام، حيث بدأ على الفور رحلة العلاج الكيميائي، وعكف على توثيق تجربته مع المرض عبر منصاته الاجتماعية، مسلطاً الضوء على التحديات النفسية والجسدية التي واجهها، بهدف توعية متابعيه ونشر الأمل في قلوب مرضى السرطان، ورغم الألم، ظل متمسكاً بروح التفاؤل والإيمان، مؤكداً أن دعم عائلته وأصدقائه كان مصدر قوته في مواجهة التحديات.

تأثير وفاته على محبيه

وفاة أيمن العلي أثرت بعمق على محبيه، حيث اجتاحت موجة من الحزن والأسى منصات التواصل الاجتماعي فور إعلان الخبر. عبر نشطاء وشخصيات عامة عن تعاطفهم وحزنهم، مشيدين بشجاعته وصبره طوال فترة مرضه. رسائل الدعم والتعاطف التي تلقاها أيمن خلال حياته تعكس تأثيره الكبير في مجتمعه وقدرته على تحويل معاناته إلى مصدر إلهام للكثيرين.

كلمات مؤثرة من والدة أيمن العلي

والدة أيمن، التي رافقته في جميع مراحل مرضه، عبّرت عن ألمها عبر منشور على فيسبوك قبل وفاته بأيام، قائلة: "كل أم تتمنى تكون هي المريضة بدل ابنها، لكن هذا قضاء الله ولا اعتراض." كانت كلماتها شاهداً على معاناة الأمهات في مثل هذه المواقف الصعبة، مؤكدةً صبرها وإيمانها بالله.

رسالة أيمن علي الأخيرة

ترك أيمن رسالة إنسانية ملهمة في أحد تعليقاته على فيديو من غزة، قائلاً: "أجمل شيء شفته بحياتي، والله بحبكم من قلبي." كانت هذه الكلمات بمثابة تعبير عن الحب والتضامن الذي لطالما كان جزءاً من شخصيته.

مراسم دفن وعزاء أيمن العلي

تمت صلاة الجنازة على روح أيمن العلي بعد ظهر يوم الاثنين، 18 نوفمبر 2024، في العاصمة عمان، حيث وُري الثرى في مقبرة سحاب، واستقبلت أسرته التعازي في ديوان عشيرة آل عرابة بمنطقة عرجان، وسط أجواء من الحزن والدعاء له بالرحمة.

أيمن العلي: قصة شجاعة لن تُنسى

برحيله، ترك أيمن العلي أثراً عميقاً في قلوب محبيه ومتابعيه. كانت حياته رسالة عن الصبر والقوة في مواجهة الأزمات، ووفاته تذكيراً بقيمة الإيمان والتفاؤل، حتى في أصعب الظروف. ستظل ذكراه خالدة كمصدر إلهام لكل من يواجه تحديات الحياة.