لم تكن فاجعة المرج الأولى والفريدة من نوعها، ولا كارثة الدقى الأبشع في تفاصيلها، الأقدار نافذة والموت لا مفر منه ولكن تعددت أسبابه.
"شقة مسن"
مع الدقائق الأخيرة قبل انتهاء بطولة كأس العالم للأندية، وقعت فاجعة جديدة في شارع مخلوف بالدقى، وقع ضحيتها دكتور في سن الثمانينات، لم يقو على مجابهة النيران التى نشبت في السرير الذي يرقد عليه من شهور عدة، و استسلم لقدره وفاضت روح إلى خالقها.
صوت سارينة الإسعاف وهي تطلق تنبيهها في الطريق أربك جميع سكان شارع مخلوف بالدقي، وفزع رواد مقاهي المنطقة بعد أن كان شغلهم الشاغل الأهلي والتتويج بالبرونزية، صوت الصراخ يعلو بشكل مخيف وكأن كارثة حلت داخل العقار رقم 28، "الحقونا ياناس بابا النار ولعت فيه في الأوضة".. حالة فزع واندهاش من الجيران والمارة وسرعان ما هرول الجميع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه داخلها ولكن شدة النيران منعتهم من الدخول.
دقائق معدودة وظهرت أبعاد الكارثة الحقيقة بعد إطفاء النيران، لكن المشهد كان مؤلما للغاية أمام الجميع، عندما رأوا الدكتور "عبد الرحمن"، جثة متفحمة على السرير.
30 دقيقة عصيبة عاشها العجوز يعافر مع النار، ولكن استغاثته بسكان العمارة باءت بالفشل بعدما حاوطته النيران من كل اتجاه واستسلم لمصيره، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بحروق من الدرجة الأولى، هكذا كانت اللحظات الأخير في حياة الدكتورالعجوز داخل شقته بالدقى، اللون الأسود أصبح سيد الموقف، ورائحة الشياط عمت أرجاء المكان، والشبابيك والبيبان أصبحت كتلا متقطعة كالفحم.
«الطريق»، كانت هناك وقت الحادث وعاشت المأساة بكل تفاصيلها، ونقلت روايات شهود العيان الذين رأوا الحريق وجيران الضحية.
في البداية يقول"محمود الجندي"، إن الضحية يدعى "عبد الرحمن بدوي"، 48 عاماً، هو أقدم سكان الشارع" هو ساكن في العمارة دي ليه أكثر من 60 سنة هنا، أنا من أول ما جيت هنا وأنا بشوفه".
وأضاف: "كان بييجي يصلي معانا في الجامع، ومنذ انتشار فيروس كورونا مطلعش من الشقة بسبب وعكة صحية أصابته".
وقال شاهد آخر:" عبد الحميد،ب"، إن الحريق نشب عقب انتهاء بطولة كأس العالم مباشرة، "إحنا كنا واقفين علي ناصية الشارع وشفنا دخان كثيف خارج من شقة في الدور الخامس جرينا على السلم لقينا الشقة مولعة.
وأضاف: لقينا بنته ماسكة طفلين ونازلة على السلم بتصرخ وبتقول الحقو بابا النار ولعت فيه"، بعدها طلعنا ودخلنا الشقة لقينا واحد بيصرخ وبيقول الحقوني وبيشد في الباب، ولكن من شدة النار مقدرناش نلحقه.
المعمل الجنائى
كشفت المعاينة الأولية لضباط المعمل الجنائي، وفريق النيابة العامة، تفاصيل تفحم دكتور جامعي داخل شقة سكنية بإحدي العمارات السكنية بشارع مخلوف بالدقي، إذ تبين أن النيران التهمت الشقة بأكملها، وأن الضحية لم يقاوم النيران من شدتها حتى لقى مصرعه في الحال بإصابات حرق من الدرجة الأولى.
اقرأ أيضا: شهود عيان يروون تفاصيل حريق شقة الدقي: الدكتور مات مخنوق
كانت غرفة عمليات النجدة تلقت بلاغا من الأهالي يفيد بنشوب حريق داخل شقة سكنية بعمارة رقم 28 بشارع محمد مخلوف، وسرعان ما دفع اللواء هشام صادق مدير الحماية المدنية بالجيزة بـ 4 سيارات إطفاء للسيطرة علي الحريق ومنع امتداد لهب النيران في باقي الشقق السكنية المجاورة.
وتم إخماد الحريق، وتم نقل الجثة إلى المشرحة تحت تصرف النيابة العامة التى انتدبت الطب الشرعى لتحديد أسباب الوفاة وكشف ملابساتها وإعداد تقرير حول الجثة واستخراج تصريح الدفن عقب الانتهاء من الصفة التشريحية بعد ذلك.
وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وجار اتخاذ الإجراءات القانونية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الطريق ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الطريق ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.