وصلت الورقة البيضاء على طبق من دهب، كأنها سكين غرست في قلبها، لم تكن تحمل سوى بضع كلمات، لكنها كانت كافية لتدمر عالمها، "قرار طلاق"، لم تفهم، لم تستوعب، كيف يمكن أن يحدث هذا بهذه البساطة؟

"كانت تجلس الزوجة، تتأمل وجهها الشاحب، هل هذا هو الوجه الذي أحبه ذات يوم؟ هل هذا هو الوجه الذي يستحق كل هذا الألم؟ تذكرت ليلة زفافهما، الضحكات، الأماني... والآن هي وحيدة، مهملة، وكأنها لم تكن شيئًا."

"أثقلت رأسها بالتساؤلات التي كانت تنهش قلبها كالعثة، وهداها تفكيرها إلى الاستعانة ببعض من صديقاتها، بحثًا عن أي خيط أمل وخلال أيام، تأكدت من أسوأ ما تخشاه، فوجدت نفسها غارقة في بحر من الخيانة والألم بعدما علمت بزواج زوجها من أخري"

أحست بالعزلة تطبق عليها بعد جرح الطلاق الغيابي، فبين عشيّة وضحاها وجدت نفسها وحيدة تواجه مصيرًا مجهولًا.

وتوجهت إلى محكمة الأسرة، قلبها يعتصرها الألم، وعقلها يعمل بجد لوضع حد لهذه المعاناة، وبصوتٍ هادئ، قالت: "ليس معي محامي، لكن لدي عدالة السماء، ولدي هذه المستندات التي تكشف زيف ادعاءاته.

وقدمت المستندات توضح بأن الأرقام والأختام الممهورة بها لا تكذب، غير أن زوجها طلقها غيابيًا، وأهان جلالها، وتكشف عن حقيقته، وقد أقدم زوجها على طلاقها غيابيًا، في إهانة صارخة لكرامتها وحقوقها، متجاهلًا كل سنوات الزواج وعواطفها، في تصرف جائر وغير مبرر.

وجاء حكم المحكمة لصالحها، حيث ألزمت الزوج بدفع مبلغ 150 ألف جنيه كنفقة متعة، وذلك بناءً على الأدلة القاطعة التي قدمتها والتي أثبتت حقها في هذا المبلغ.

وانفجرت مرة أخرى الدموع التي أجلتها الزوجة زمنًا من عينيها، وأحست بأنها كسبت جولة من مطلقها.