الارشيف / عرب وعالم / اليمن / عدن الان

اليمنيات في مهمة حل النزاعات..  مسك المقرمي أنموذجاً

عدن (عدن ) خاص:

*من فاطمة العنسي 
بنشاط وحيوية تبدو مسك المقرمي سعيدة بعملها “عاقلة حارة”، في أحد أحياء مدينة تعز (وسط اليمن)، عقب أن أصبحت مرجعاً لحل قضايا الناس في الحي، وملامسة واقع حياتهم منذ اندلاع الصراع في البلاد 2015 م.

بدأت المقرمي التي تعمل رئيسة مؤسسة كفاية للتنمية (جمعية خيرية تهتم بشؤون المهمشين وتنمية المرأة المهمشة) مشوارها في حل النزاعات والوساطة المجتمعية، بعد بروزها في حل قضايا نزاع بين فئة المهمشين –الذين تنتمي إليهم– وأبناء المجتمع ككل، وأصبحت مرجعاً لأبناء منطقتها في إنصافهم والحصول على حقوقهم.

حرصت المقرمي على التدريب في مجال بناء السلام وحل النزاعات، كما ساعدها انخراطها في مجال المشاريع الإنسانية والإغاثة في كسب ثقة الناس، بالإضافة إلى شهرتها في القرى والأرياف المجاورة.

تقول مسك المقرمي في تصريح: “أتلقى الكثير من الاتصالات والدعوات، سيما من الأشخاص الضعفاء الذين لا يجدون من ينصفهم، من الأرياف يأتون إليّ لإيجاد حل قضاياهم، بخبرتي المتواضعة أعمل على تقريب وجهات النظر وأبحث لهم عن حل وسط يرضي الطرفين ولا يخرجون من عندي إلا راضيين”.

قبول ورضا الناس

تشعر مسك، بالرضا والاعتزاز كونها من أوائل النساء اليمنيات اللاتي قمن بتولي دور مجتمعي هام، سيما في ظل الصراع القائم في البلاد، وتدهور الوضع الأمني، لافته إلى أن توفير احتياجات الناس، وحل قضاياهم بات يشعرها بالسعادة والقبول.

“أعتقد أن ثقة المجتمع بالشخص والسمعة الطيبة، هي من جعلتني أكسبهم لتولي المهمة، من قدس، بني شيبة، سوق الأحد، الجميع يلجأ إليّ عندما يتعرضون إلى انتهاكات، أما حارتي الضبوعة (وسط مدينة تعز) يلقبوني “الشيخة مسك”، قضاياهم احتياجاتهم من غاز وتوزيع إغاثة وعمل حمامات عامة وتوفير ماء كلها من مهامي، بالإضافة إلى التدخل بقضايا عديدة كالقتل أو الاختطاف”. تضيف مسك.

وأشارت أنه مع بدء الصراع في تعز، وظهور مشكلة الغاز المنزلي تعرضت النساء للانتهاكات، كذلك الأمر بالنسبة للمشتقات النفطية لكن محاولتها لإيجاد حلول ساعدت النساء في ذلك. وأضافت: “تواصلت مع العديد من أصحاب القرار وتمكنت من توفيره، إلى هذه  اللحظة أزمة الغاز التي تعاني المحافظة منها، اوفرها لأبناء حارتي خلال أيام”.

المجتمع والمرأة القوية

يرى الدكتور عبدالله شداد منسق الملف الإنساني في محافظة تعز، أن المجتمع يتعاطى مع المرأة القوية المعروفة بحضورها الملفت، ذات المواقف الصلبة والحازمة، والأهداف الوطنية والاجتماعية بعيداً عن المصالح الشخصية.

ويشير شداد في حديثة ، أن المرأة تحظى باهتمام أكثر من الرجل، في حال عملت على الأدوار المجتمعية باعتبارها جزء منه، وما يمكن رفض التجاوب معه مع الرجال يمكن الأخذ والرد والقبول به مع المرأة.

يتابع: “المرأة يمكنها تحقيق نجاح في الوساطة كما يحقق الرجل ولا يوجد فرق بينها وبين الرجل في هذا الجانب، فقط أن المرأة غالباً تتخوف من الخوض في قضايا فيها حدة بالنزاع والصراع وتبتعد عنها، وتبحث عن قضايا أخرى، باعتقادي أن أي امرأة تحاول الخوض بذلك تحقق نجاحاً بكل تأكيد”.

لفت الدكتور عبدالله أنه بجانب مسك المقرمي وما تقوم به هناك مثال آخر لدور النساء المجتمعي، الدكتورة ألفت الدبعي، عندما بحثت عن أسباب رفض بعض ضباط محور تعز السماح لمكتب الضرائب تحصيل ضريبة القات بشكل رسمي، والسبب يعود لعدم صرف رواتب الجنود، والضباط، وعدم وجود ما يغطي احتياج الضباط والأفراد في الألوية العسكرية، تحركت ووقفت وقفة قوية أمام رئيس الحكومة وطرحت بقوة وجوب صرف احتياج الجنود ولو بحده الأدنى وعمل معالجة لذلك، وكلفت بالتواصل مع قيادة المحور والمحافظ ومناقشة المشكلة بشكل عقلاني وقانوني و فعلاً صُرف خلال أسبوعين مليار ريال من الحكومة وتلاها مبالغ أخرى كبيرة، وتم حل المشكلة بإعادة تحصيل ضريبة القات لمكتب الضرائب، ربما لا يخطر على البال أن المرأة تستطيع أن تحل قضايا، لكن الأمثلة الحية شاهدة على ذلك.

تفعيل أدوار النساء

تؤكد ليلى الثور سفيرة السلام ورئيسة المكتب السياسي لحزب الأمل العربي، أن المجتمع ينتظر من النساء القياديات الناجحات تفعيل أدوارهن المجتمعية أكثر، من خلال الإقدام على الحصول على حقوقهن المسلوبة من جماعات ذات أفكار متشددة رجعية ومن عقليات بعض الذكور، كذلك الأمر بالنسبة لبعض النساء اللواتي لا يؤمنَّ بدور المرأة في الوساطة المجتمعية وحل النزاع، مشيرة إلى أن إقصاء النساء من الأدوار المجتمعية قرار سياسي بحت ينبع من أفكار ترى أن المرأة لا تصلح لتلك المهمة.

وتضيف الثور، وجود حلول لإقناع المجتمع وصناع القرار بدور المرأة هي عملية متكاملة تحتاج إلى تكاتف الجميع، والتخلص من الأفكار والمعتقدات المتشددة الدخيلة على تاريخنا الذي تميزنا به عن سائر الأمم كوننا البلد الوحيد في التاريخ القديم والحديث الذي حكمته أكثر من تسع ملكات، اثنتين منهما دخلتا التاريخ من أوسع أبوابه وهما الملكتان بلقيس وأروى، وهذا فخر لنا جميعاً كنساء يمنيات ومجتمع آمَن برجاحة عقولهن.
*منصتي 30

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عدن الان ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عدن الان ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا