الشرقية- فتحية الديب

العيش الفلاحى له مذاق خاص ولا تزال سيدات قرية ميت ربيعة البيضاء بمحافظة الشرقية يمكثن أوقاتهن أمام الفرن البلدى يشعلن النيران به بقطفات قش الأرز والحطب، منذ ساعات الصباح الباكر؛ لإعداد أشهى المخبوزات الفلاحى والرز المعمر برائحته الذكية، فى جو أسرى تفوح منه رائحة الزمن الأصيل و تطيب له النفس وتسعد.

"تعلمت خبيز العيش الفلاحى من والدتى وأكل عيشى منه" بهذه الكلمات سردت السيدة راوية عبد المنعم كامل 50 عاما مقيمة قرية ميت ربيعة مركز بلبيس، حكايتها مع خبيز العيش الفلاحى للسيدات بقريتها، قائلة: "كل بنات جيلى كانت تجيد الخبيز الفلاحى وكانت الحموات زمان لا تزوج أبناءها إلا لمن تجيد خبيز العيش الفلاحى، وتعلمته من والدتى فى الخامسة عشر ومع مرور الزمن اتخذته مصدر رزقى الوحيد لمساعدة أسرتى على نفقات المعيشة، حيث أستيقظ مع نسمات الفجر سعيا على أكل عيشى إلى من ترغب من السيدات فى خبيز العيش الفلاحى، وأبد فى السادسة صباحا وانتهى فى الظهيرة".

متابعة أنها حينما تقوم بخبز العيش الفلاحى تشعر بسعادة بالغة وتدعو بالعافية لكل من يتناوله، وأمنية حياتها رحلة عمرة لزيارة الأراضى المقدسة فى شهر رمضان المقبل عوضا لها عن كفاحها طول حياتها.

"العيش الفلاحى ريحته ترد الروح" قالتها الحاجة أم محمد غريب مصطفى 60 عاما، إنها ورثت حب العيش الفلاحى من والدتها حيث بعد الأطعمة لا تحلو إلا بالعيش الفلاحى وخاصة البامية والملوخية الخضراء، وأن ريحة العيش الفلاحى ترد الروح فى قلوب عشاقه لاسترجاع ذكريات الجدات والأمهات مع تناول كل رغيف فلاحي.

وأضافت "زينب غريب" ربة منزل 65 عاما أن يوم الخبير زمان كان بمثابة عيد يجتمع فيه الجيران مع بعضهما البعض بكبارهم وصغارهم أمام الفرن الفلاحى، يطوعون بأيديهم قطع العجين الصغيرة، يسلون وقتهم بسرد الحكايات، مشيرة إلى أن الفرن الفلاحى عادة أصيلة تخدم جميع أهالى القرية منذ سنوات طويلة وتجمعهم مع بعضهم البعض على الحب والتعاون والألفة.

العيش-الفلاحى

تراث-الشرقية

راوية-تعمل-فى-الخبازة

الست-راوية

الطفل-طارق-يحمل-العيش-الفلاحى

جمال-العيش-الفلاحى