تاي شانغ - أ ف ب
على سلم في بستانه الضخم بمدينة تايتشونغ (غرب تايوان)، يكافح المزارع «لو تشيه نينغ»، البالغ من العمر 65 عاماً، لمواكبة موسم صعب لثمار الكاكا (الخرما).
هذا الموسم شهد تراجعاً ملحوظاً في الإنتاج، مع انخفاض نسبة الإنتاجية بمقدار الثلث، وفقاً لتقديرات «لو»، الذي توقع خسائر سنوية تقارب المليون دولار تايواني جديد (ما يعادل 30,400 دولار أمريكي).
ويُرجع «لو» السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الأعاصير المتكررة التي ضربت المنطقة، خاصة إعصار أكتوبر الذي تسبب في اقتلاع العديد من أوراق وأغصان الأشجار، مما ترك أثراً كبيراً في جودة وكمية المحصول.
تحديات مضاعفة
لا تقتصر الصعوبات على الطقس فقط، فهناك تحدٍ إضافي يتمثل في عزوف الشباب عن دخول قطاع الزراعة. يقول «لو»: «شيخوخة المزارعين وغياب الجيل الجديد عن هذه المهنة يزيد الوضع سوءاً».
يُذكر أن المساحة المخصصة لزراعة الكاكا انخفضت من 5300 هكتار قبل عشر سنوات إلى 4700 هكتار فقط في الوقت الحالي، وفقاً لتقرير هيئة الزراعة والأغذية التايوانية.
ظروف مناخية تهدد الإنتاج
وفقاً لتوقعات الهيئة ذاتها، من المتوقع أن يتراجع إنتاج الكاكا في 2024 بنسبة 13% مقارنة بالعام السابق. وصرّح «سو تانغ تشاو»، مدير قسم الفاكهة والزهور في الهيئة، قائلاً: «تقلبات الإنتاج وجودة المحاصيل أصبحت واضحة خلال السنوات الأخيرة بسبب التغير المناخي والاحترار العالمي».
وأشار المزارعون إلى أن الأشجار لا تزهر بالشكل الطبيعي، وهو ما وصفوه بأنه نتيجة مباشرة لـ«الظروف المناخية الشاذة».
الإبداع في مواجهة الأزمات
في محاولة لتعويض الخسائر، يعمل «لو» وفريقه على الاستفادة من قشور الكاكا لتحويلها إلى صباغ، بالإضافة إلى خططهم لإنتاج مستحضرات عناية بالبشرة من مستخلصات الكاكا.
ويأمل «لو» أن يترك إرثه الزراعي لابن أخيه، لكنه يضع شرطاً وحيداً: «إذا كنت تخاف من الصعوبات، فلن تتمكن من تولّي المهمة».
الخرما المجففة
رغم كل التحديات، لا تزال مزرعة «ويويجيا» في هسينشو، التي تملكها عائلة «لو لي شين» منذ أكثر من قرن، تشهد إقبالاً كبيراً من السياح الذين يتهافتون لالتقاط الصور بجانب صناديق الكاكا المجففة تحت أشعة الشمس.
وتعتبر هذه الطريقة التقليدية لتجفيف الكاكا إرثاً ثقافياً لجماعة «هاكا» في تايوان، وتستهوي السكان المحليين الذين يجوبون البلاد لشراء الفاكهة المجففة وتقديمها كهدية للعائلة والأصدقاء.