إعداد: مصطفى الزعبي
يتلاشى 2347 كيلومتراً مكعباً من الجليد من جرينلاند، ويذوب هذا العملاق المتجمد بمعدل ينذر بالخطر مع آثار كبيرة في مستويات البحار والمحيطات.
ويكشف بحث جديد عن حقيقة صارخة: فبين عامي 2010 و 2024، فقدت جرينلاند 563 ميلاً مكعباً (2347 كيلومتراً مكعباً) من الجليد. هذا ما يكفي من المياه لملء بحيرة فيكتوريا، أكبر بحيرة في إفريقيا.
وهذا البحث جهد تعاوني بين وكالتي ناسا والفضاء الأوروبية (إيسا). تم تجميع البيانات باستخدام قمرين صناعيين قويين-كريوسات-2 من وكالة الفضاء الأوروبية وآي سيسات-2 من وكالة ناسا-التي تراقب باستمرار المشهد المتغير في جرينلاند.
ذوبان حواف الأنهار الجليدية
وشهدت حواف الغطاء الجليدي خسارة 21 قدماً (6.4 متر) في السماكة في المتوسط.
في غضون 13 عاماً فقط، شهدت الصفائح الجليدية مثل سيرميك كوجاليك وزكريا إسستر أوشم ذروة معدلات ترقق بلغت 67 متراً (219 قدماً) و 75 متراً (246 قدماً) على التوالي.
وهدفت الدراسة إلى تجاوز مجرد قياس فقدان الجليد. وإدراكاً لنقاط القوة والضعف في كل من تقنيات قياس الأقمار الصناعية (الرادار والليزر)، سعى الباحثون إلى التحقق من توافقها من خلال ضمان نتائج متسقة.
كانت خطوة التحقق هذه حاسمة لفهم أكثر دقة وشمولاً لفقدان الجليد في جرينلاند.
وأظهرت الدراسة مستويات عالية من الاتفاق بين القياسين الساتليين. سمح هذا التوافق القوي بدمج بياناتهم، وكشف عن متوسط ترقق الغطاء الجليدي بمقدار 3.9 قدم (1.2 متر) خلال فترة الدراسة التي استمرت 13 عاماً.
وقال ثورستن ماركوس، عالم المشروع في مهمة إيسيسات-2 في وكالة ناسا، في البيان الصحفي: «من الرائع أن نرى أن البيانات من «البعثات الشقيقة» تقدم صورة متسقة للتغييرات الجارية في جرينلاند».
وأضاف ماركوس:«إن فهم أوجه التشابه والاختلاف بين قياسات ارتفاع الغطاء الجليدي للرادار والليدار يسمح لنا بالاستغلال الكامل للطبيعة التكميلية لتلك المهمات الفضائية».
التداعيات العالمية
وفقاً للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، فإن الغطاء الجليدي في جرينلاند يفقد كتلته بشكل مطرد منذ عام 1998.
حالياً، يعتبر ثاني أكبر مساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر.
ووجدت الدراسة أن الغطاء الجليدي تعرض لأهم خسائره في عامي 2012 و 2019، حيث تقلص بأكثر من 400 كيلومتر مكعب بسبب أحداث الذوبان الشديدة.
ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند له عواقب بعيدة المدى، ما يؤثر في دوران المحيطات العالمية وأنماط الطقس. هذه التغييرات تموج من خلال النظم الإيكولوجية والمجتمعات الساحلية في جميع أنحاء العالم.
فهم حجم هذه الأزمة أمر بالغ الأهمية. وسيساعد ذلك على التأهب لآثار تغير المناخ والتكيف معها. لذلك، يعد الوصول إلى بيانات دقيقة ومحدثة لتغيير الغطاء الجليدي أمراً في غاية الأهمية.
وقال نيتين رافيندر، المؤلف الرئيسي من مركز المملكة المتحدة للمراقبة والنمذجة القطبية: «بما أن فقدان كتلة الغطاء الجليدي هو مساهم رئيسي في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي، فإن هذا مفيد بشكل لا يصدق للمجتمع العلمي وصانعي السياسات».
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.