درجات القرابة في الشريعة الاسلامية ركن وطيد في الإسلام، حيث تعتبر الشريعة الإسلامية صلة القرابة من الأمور الهامة التي تؤثر على العديد من الأحكام الشرعية مثل الميراث والزكاة والنفقة، يتم تصنيف درجات القرابة في الإسلام بناءً على قربها أو بعدها من الشخص.
درجات القرابة في الشريعة الاسلامية
إن فهم درجات القرابة في الشريعة الإسلامية يساعد في تنظيم العلاقات الأسرية والمالية والاجتماعية بين الأفراد، كما أن الالتزام بهذه الأحكام يعزز من صلة الرحم والتضامن بين أفراد المجتمع المسلم.
تُعد هذه الأحكام جزءاً من الشريعة التي تهدف إلى تحقيق العدل والمساواة بين الناس بناءً على قواعد واضحة ومستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة حيث:
تعريف القرابة
القرابة في اللغة تعني القرب، وهي في الشرع تعني علاقة النسب أو الرحم التي تربط بين الأشخاص من خلال الولادة أو الزواج أو الرضاع، وتنقسم القرابة إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
- القرابة بالنسب: تشمل الأصول (مثل الآباء والأجداد) والفروع (مثل الأبناء وأبناء الأبناء) والحواشي (مثل الإخوة والأعمام).
- القرابة بالمصاهرة: تشمل العلاقات الناتجة عن الزواج مثل علاقة الزوج بوالدي زوجته.
- القرابة بالرضاع: تنتج من الرضاعة وتعتبر مثل القرابة بالنسب من حيث تحريم الزواج.
درجات القرابة بالنسب
تتوزع القرابة بالنسب إلى درجات بناءً على القرب أو البعد من الأصل المشترك:
الدرجة الأولى
تبدأ الدرجة الأولى بالأصول ومن ثم الفروع على هذا النحو:
- الأصول: الأب والأم.
- الفروع: الأبناء والبنات.
الدرجة الثانية
بعد تدرج الدرجة الأولى تأتي الدرجة الثانية الخاصة بالقرابة من حيث:
- الأجداد: مثل جد الأب وجد الأم.
- الأحفاد: أبناء الأبناء وأبناء البنات.
- الإخوة: الأشقاء والإخوة من الأب أو الأم.
الدرجة الثالثة
في هذه الدرجة تأتي القرابة بالحواشي والتي تنقسم إلى الآتي حيث:
- الأعمام والعمات: مثل أعمام الشخص وعماته.
- الأخوال والخالات: مثل أخوال الشخص وخالاته.
- أبناء الإخوة والأخوات: مثل أبناء الأخ وأبناء الأخت.
الدرجة الرابعة
في هذه الدرجة تأتي المرتبة الرابعة للقرابة في الإسلام والتي تنقسم إلى ما يلي:
- أبناء الأعمام والعمات.
- أبناء الأخوال والخالات.
تابع قراءة التالي: ما هو ختان البنات وما حكمه
تأثير درجات القرابة على الأحكام الشرعية
القرابة تؤثر على العديد من الأحكام الشرعية مثل الميراث والنفقة والزكاة والزواج وإليك فيما هو آت بعض الأمثلة:
التأثير من حيث الميراث
- يعتبر الميراث أحد أهم الأحكام التي تتأثر بدرجات القرابة، فالورثة يتم ترتيبهم حسب قربهم من المتوفى، ويحدد الفقه الإسلامي نصيب كل وارث بناءً على درجة قرابته.
- الورثة في الدرجة الأولى لهم الأولوية في الميراث، إذا لم يكن هناك ورثة في الدرجة الأولى، ينتقل الحق في الميراث إلى الدرجة الثانية.
التأثير من حيث النفقة
- تجب النفقة على الأقارب بناءً على درجة القرابة، فالوالدان والأبناء هم أول من تجب عليهم النفقة، إذا لم يكن هناك والدين أو أبناء، ينتقل الالتزام إلى الأقارب في الدرجات الأخرى حسب الحاجة والإمكانات.
التأثير من حيث الزكاة
- الأقارب الفقراء الذين لا تجب على الشخص نفقتهم يمكن أن يكونوا مستحقين للزكاة، وهذا يشمل الأقارب من الدرجات البعيدة مثل الأعمام والأخوال إذا كانوا محتاجين.
التأثير من حيث الزواج
- بعض الأقارب يحرم الزواج منهم بشكل مطلق (مثل الأمهات والأخوات والعمات والخالات) بسبب قرابة النسب أو الرضاع أو المصاهرة، وهذا الحظر يستند إلى مبدأ تحريم الزواج من المحارم الذي يهدف إلى حماية الأسرة وتعزيز الروابط الأسرية.
اقرأ أيضًا: ما حكم القزع للرجال والنساء
حالات خاصة في القرابة
بالإضافة إلى ما سلف الحديث عنه عن القرابة وتدرجها في الشريعة الإسلامية هناك بعض الحالات التي تُعتبر خاصة في القرابة داخل الشريعة الإسلامية وذلك على النحو التالي:
القرابة بالرضاع: تُعامل القرابة الناتجة عن الرضاع كما تُعامل القرابة بالنسب فيما يتعلق بتحريم الزواج، كما قال الرسول صل الله عليه وسلم: “يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب”
لذا فإن الرضاع يشمل الأمهات والأخوات من الرضاع وكذلك باقي الأقارب المحرمين بالنسب.
القرابة بالمصاهرة: تحرم المصاهرة الزواج من بعض الأقارب بناءً على علاقة الزواج، على سبيل المثال يحرم الزواج من أم الزوجة أو ابنة الزوجة إذا دخل بها.
القرابة بالتبني: هو واحد من أنواع القرابة التي حرمتها الشريعة الإسلامية، ولكنه مُتعارف عليه في الدول الغربية، حيث يكون الطفل له علاقة بأم وأب لم يقوموا بإنجابه بصورة بيولوجية طبيعية،
ولكنهم قاموا بتربيته وتبنيه من الجهة الرسمية لذلك مثل دار الأيتام، وهذا النوع من القرابة حرمه الإسلام ولكنه أباح الكفالة به.
قرابة رحمية: هو نوع القرابة الخاص بالطفل من ناحية الأم مثل الخال والخالة وأولادهم.
قرابة عصبية: التي تتعلق بقرابة الطفل من ناحية والده حيث العم أو العمة وكذلك أولاد العم أو أولاد العمة.
أهمية درجات القرابة في الشريعة الإسلامية
وفقًا لدرجات القرابة التي تنص عليها الشريعة الإسلامية تتحقق أهمية كبيرة وذلك وفقًا لما يلي:
- يتحدد من خلال درجات القرابة هذه تحدد مدى قرب الأفراد من بعضهم بالإضافة إلى تنظيم الحياة الاجتماعية بناءًا على هذه الدرجة.
- بالإضافة إلى أنه ومن خلال هذا التدرج يتغير نسب الميراث للفرد بعد وفاته، وذلك لأن درجة القرابة تؤثر بصورة كبيرة على نسبة الميراث نفسها.
- في الشريعة الإسلامية على وجه الخصوص التدرج الناتج عن درجات القرابة يُوضح من هم الأشخاص الذين يحق لهم صلة الرحم وبالتالي من يحرم عليهم الزواج فما بينهم.
- بالإضافة إلى أن تدرج القرابة في الشريعة الإسلامية يتم استخدامه للأشخاص المرشحين للمناصب الحساسة المختلفة، وذلك للكشف عن السجل الإجرامي المُتعلق بالعائلة ومن ثم تفادي انتشار فكرة الواسطة التي تؤدي إلى فساد المجتمع.
- كذلك يعمل التدرج الخاص بالقرابة في الشريعة الإسلامية على تمثيل العلاقات التي تجمع بين الناس فيما بعضهم وبالطبع تختلف على حسب درجة القرابة من شخص إلى آخر.
اطلع على: ما حكم قراءة القران بدون وضوء
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة محيط ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من محيط ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.