belbalady.net إصرار المرضى على الدواء المستورد يفاقم أزمة النواقص

دكتور صيدلى حسين خضير، رئيس لجنة الصحة الجديد بمجلس الشورى، ابن قرية الأحمدية مركز شربين دقهلية.. عضو هيئة التدريس بجامعة المنصورة.. قضى من حياته عشرين عاماً متنقلاً بين أمريكا والخليج.. عمل فى بداية حياته فى شركة أدوية من أكبر ٥ شركات عالمياً..عاد لمصر ٢٠٠٤ ليستثمر فى بلده ويربى أولاده.. له استثماراته الخاصة فى مجال تصنيع وإنتاج الأدوية.. وكان نائباً سابقاً بمجلس الشعب.. حاورناه بشكل عام بصفته رئيس لجنة الصحة فى أهم ما يمس القطاع الصحى من قضايا مثارة بشكل عام وسمعنا آراءه فيما يتعلق بنواقص الأدوية وتأجير المستشفيات والتأمين الصحى الشامل بشكل خاص.. وإلى نص الحوار.

< نبدأ باستمرار أزمة نواقص الأدوية.. تعليقك؟

<< لا يمكن إنكارها خلال الفترة الماضية، والدولة بذلت جهوداً كبيرة لدعم صناعة الدواء فى مصر ومواجهة أزمة النواقص، فمصر تضم 181 مصنعاً للدواء حاصلة على الجودة، وصناعة الدواء فى مصر هى الأفضل. والدولة تقوم بدور كبير لتوطين صناعة الدواء، وهناك جهود مضنية لإنهاء الأزمة خلال الفترة المقبلة، ومصانع الدواء لدينا على أعلى مستوى وتضم خطوط إنتاج هى الأفضل فى الشرق الأوسط والعالم العربى، ونحن أول دولة أنتجنا أدوية منذ عام ١٩٣٨ لذلك استطاعت مصر صنع الدواء الذى عالج 6 ملايين مريض بفيروس سى وإنقاذ مصر من وباء مستحكم، ونجحت فى جلب المادة الخام رغم حقوق ملكية فكرية لمدة 10 سنوات، وتم توفير علاج لملايين المصريين ووفرنا ملايين الدولارات. 

وأضاف: المشكلة خلال العامين الماضيين كانت فى استيراد الخامات بسبب ارتفاع سعر الدولار، من ١٥جنيهاً للدولار إلى ٥٠ جنيهاً للدولار والخامات ارتفعت أسعارها بشكل كبير.. وهنا كانت الشركات معذورة فى طلباتها المستمرة بتحريك الأسعار خاصة مع توقف سلاسل الإمداد، وتم التواصل مع وزير المالية ومحافظ البنك المركزى وقتها، والقيادة السياسية وجهت بتوفير كل السبل وتذليل العقبات وتوفير الدولار، ويتم الآن استيراد الخامات وسيتم حل مشاكل الدواء، وجميع الأدوية المحلية وتوفيرها وإنتاجها خلال شهرين أو ثلاثة أشهر، ونطمئن الشعب والمواطن المصرى بأن صناعة الدواء بخير، ومن أهم الصناعات وسوف يتوافر الدواء بالصيدليات قريباً.. وهو ما حدث بالفعل وبدأنا نشاهد انفراجة وتوافر الأدوية.

< وماذا عن الدواء البديل والمثيل.. هل عدم إقبال المواطنين زاد من المشكلة؟

<< هذه حقيقة.. إصرار المرضى على الدواء المستورد فاقم من أزمة نواقص الأدوية رغم وجود أصناف بديلة للأدوية المستوردة، وكل نوع من الأدوية المستوردة يقابله 10 أصناف بديلة ومثيل مصرى، والدواء المصرى آمن وفعال، ومصانع الأدوية على أعلى مستوى وجودة، فلدينا نحو 800 خط إنتاج دواء، وكل هذه المصانع وخطوط الإنتاج تحت إشراف هيئة الدواء المصرى، ومصر سادس دولة فى العالم من حيث إجراء الأبحاث فى صناعة الأدوية، كما أن مصر لديها شركات أجنبية تعمل فى سوق الدواء، ولا يوجد لديها مشكلات.

< وماذا عن وجود سعرين للدواء الواحد بالأسواق؟

<< طبيعى لاختلاف توقيتات التشغيلة فهناك القديم منها وبأسعار حتماً أقل من أدوية التشغيلة الجديدة.. وبشكل عام توطين صناعة الدواء تمثل أهمية استراتيجية للدولة، خاصة مع امتلاكها البنية العلمية والبحثية والقدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة فى هذا المجال الحيوى المهم، ويجب أن يكون هناك اهتمام بصناعة الدواء وتشجيع الاستثمار فى القطاع الدوائى، وبالتالى يجب أن يكون هناك تشجيع من الدولة لهذا القطاع

< كيف ترى جهود الدولة لتوطين صناعة الدواء؟

<< توطين صناعة الدواء تمثل أهمية استراتيجية للدولة، خاصة مع امتلاكها البنية العلمية والبحثية والقدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة فى هذا المجال الحيوى المهم، ويجب أن يكون هناك اهتمام بصناعة الدواء وتشجيع الاستثمار فى القطاع الدوائى، فالدواء يعد أمناً قومياً وبالتالى يجب أن يكون هناك تشجيع من الدولة لهذا القطاع.

< وماذا عن تأجير المستشفيات الحكومية ومن للمريض غير القادر والمعدم؟

<< تأجير المستشفيات بغرض تطويرها من أجل تقديم خدمة جيدة تتماشى ومعايير سلامة المرضى.. وهو ليس خصخصة للمستشفيات الحكومية وإنما خصخصة للإدارة وبنسبة ٦٠% ملكية للدولة و٣٠% لمن يدير..ومع ذلك قد تتحمل الدولة التكلفة كاملة لغير القادر.. وهو اتجاه يشبه ما يحدث فى منظومة التأمين الصحى الشامل الذى نتمنى تعميمه فى أسرع وقت ممكن، فهو ناجح ومبهر بكل المقاييس فى المحافظات الأربع التى طبق فيها ويجرى تطبيقه الآن فى محافظتين أخريين.

< وماذا عن المبادرات الصحية وتوصياتكم بالجديد منها؟

<< المبادرات الصحية نتمنى المزيد منها.. ولولاها ما صمدنا أمام جائحة كورونا ولا قضينا على فيروس c ولا أصبحت مصر خالية من الملاريا.. ولذلك آخر توصيات تمت للجنة الصحة هى مبادرات الصحة الإنجابية والمرأة ومن الصعيد نظراً لاستمرار ارتفاع معدل الإنجاب والسكان هناك.. وبشكل عام هذه المبادرات الصحية ستحسب للرئيس السيسى.. الذى أراه قائد الإصلاح الصحى ويضع بناء الإنسان فى المقدمة، خلال السنوات الماضية بتطوير القطاع الصحى ليصبح أكثر شمولية وكفاءة، والمبادرات الصحية لجميع الفئات العمرية ومبادرة حياة كريمة التى عملت على تطوير المنشآت الصحية التى انعكست على بناء الإنسان، ومشروع التأمين الصحى الشامل، الذى وفر الخدمة الطبية ذات الكفاءة العالية بأقل تكلفة.

< تقابلنا مؤخراً بمؤتمر السكان العالمى بنسخته الثانية...تعليقك عليه؟

<< حدث مهم محلياً وعالمياً.. وتوصياته جاءت فى الوقت المناسب لتطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية ورفع كفاءة الفريق الطبى، ولجنة الصحة بالشيوخ عملت خلال الآونة الأخيرة على تنفيذ جزء كبير من هذه التوصيات التى كان أبرزها رفع كفاءة الخدمة بالمستشفيات لتقليل قوائم الانتظار، ومن أهم توصياته وأبرزها التوصية الخاصة برعاية حقوق المرأة الإنجابية وتنظيم الأسرة خاصة فى صعيد مصر ومراعاة ملاءمتها لثقافة واحتياجات المجتمع، مؤكداً أنها جاءت فى الصميم لكون محافظات الصعيد تحتاج إلى حملات توعية كبيرة لتنظيم الأسرة وتعزيز حقوق المرأة الإنجابية بعد أن شهدت زيادة كبيرة فى نسبة السكان.