إعداد: مصطفى الزعبي
نجح فريق من الباحثين، في إنشاء كتالوج يحتوي على معلومات عن ملايين المجرات، بما في ذلك مسافاتها، وينظر إلى الوراء في الزمن بما يصل إلى 10 مليارات سنة.
إن أطلس النجوم لا يغطي المسافات فحسب، بل يجب أن يأخذ في الاعتبار الوقت أيضاً. على سبيل المثال، مجرة ​​أندروميدا بعيدة جداً لدرجة أن ضوءها يستغرق 2.5 مليون سنة للوصول إلينا.
كما هي الحال مع أي شيء يحتوي على الكثير من الأشياء، فهناك دائماً فهارس لجمع المعلومات عنه. ولا يختلف علم الفلك عن غيره، فهناك الكثير من الفهارس؛ مثل: Messier، وNew General، وSecond Cambridge Catalogue of Radio Sources، وTwo Micron All Sky Survey، والقائمة تطول.
والآن إنشاء كتالوج جديد لتوفير المعلومات حول ملايين المجرات البعيدة، وقد تم إنشاؤه من خلال تعاون بين المنظمات بقيادة معهد علوم الفضاء، نتيجة لمسح فيزياء الكون المتسارع (PAUS).
واستخدم الفريق مرشحات لتصوير نفس المجال مرات عدة، وسيتم تحويل الضوء القادم من الأجسام الأكثر بعداً نحو الطرف الأحمر من الطيف، وتتيح الصور المتعددة لنفس المجال إجراء حسابات المسافة.
وبشكل عام، يغطي المسح 50 درجة مربعة من السماء. ولتوضيح ذلك، يبلغ عرض القمر المكتمل نصف درجة، لذا فإن المسح الكامل يرسم مساحة من السماء تعادل نحو 250 قمراً مكتملاً. وبعد تحليل المجموعة الكاملة من الصور، يتضمن الكتالوج الذي تم تطويره بيانات لـ 1.8 مليون جسم والتي ستكون الأساس لعلماء الفلك، لفهم بنية الكون بشكل أفضل.
وقال الباحثون: إن «فهم بنية الكون يعني فهم توزيع المادة المظلمة والطاقة المظلمة، ويُعتقدون أن الطاقة المظلمة تشكل 70% من الكون، لكننا لا نزال لا نعرف ماهيتها».
وأشاروا إلى إمكانية رؤية تأثيرها في التوسع المتسارع للكون، لكن طبيعتها تظل لغزاً. وأن المسح الجديد يساعد على تسليط الضوء على الطاقة المظلمة من خلال مجموعة البيانات الشاملة للمجرات التي تمتد لأكثر من 10 مليارات سنة ضوئية.
وتمثل هذه النتائج خطوة مهمة إلى الأمام في مجال البحث بمقياس المسافة الكونية، كما تقدم كتالوجاً موسعاً لقياسات الانزياح الأحمر الضوئي كما ظهرت قبل مليارات السنين، وعلى مدار الأشهر التالية، يخطط الفريق لاستكشاف تجمعات المجرات وأشكالها للمساعدة على فهم تطور الكون.