القاهرة: «الخليج»
تعانق أشجار حديقة مظهر النادرة، حقول منطقة البراجيل التابعة لمحافظة الجيزة في مصر، فتبدو بأشجارها الباسقة، وأسوارها العتيقة، أقرب ما تكون إلى لوحة فنية رائعة الجمال، تبعث في النفس رغم صخب العاصمة، الشعور بالراحة والاستجمام.
تمتد الحديقة التي أسسها فارس السينما المصرية الفنان الراحل أحمد مظهر، في خمسينات القرن الماضي، على مساحة تصل إلى ثلاثين فداناً، وتجذب بطبيعتها الفريدة، ونباتاتها النادرة عشاق الطبيعة والباحثين؛ إذ تعدّ إلى جانب ما تمثله من رئة مهمة للقاهرة الكبرى، واحدة من أهم الحدائق الغنية بالنباتات النادرة، ما كان سبباً في إدراجها ضمن قائمة أغنى الحدائق العامة والخاصة، في الهيئة الدولية لصون الحدائق النباتية.
تضم حديقة مظهر ما يزيد على أربعة آلاف نوع نباتي، تتنوع ما بين الزراعات التقليدية التي تتضمن أشجار الفواكه والموالح، إلى جانب عشرات الأنواع التي تم استيرادها من الخارج، ومن بينها التي تستخدم لأغراض البحث العلمي، ما جعلها قبلة للباحثين في كليات العلوم والمراكز البحثية المتخصصة، وطلاب الصيدلة والزراعة. ويقول المهندس شهاب، وقد آلت ملكية الحديقة إليه، بعد رحيل والده، إن الحديقة الغناء بدأت في خمسينات القرن الماضي، كحديقة ورود وزراعات تقليدية، إلى جانب بعض نباتات الظل، مشيراً إلى أنها ظلت لسنوات طويلة تمثل ملاذاً لوالده وباقي أعضاء شلة الحرافيش، ومن بينهم الكاتب الكبير الراحل نجيب محفوظ، قبل أن يبدأ منذ أواسط الثمانينات، في رفدها بالعديد من النباتات النادرة، لتأخذ الحديقة منحى علمياً وثقافياً. وتقول المهندسة تريزة لبيب، استشاري الحدائق، المسؤولة عن حديقة مظهر النباتية: «منذ هذا التاريخ، بدأت الحديقة تضمّ العديد من الأنواع النباتية النادرة، التي قمنا بجلبها من معارض الزهور، حيث تم استيراد أكثر من ألفي نوع نباتي، دفع الحديقة إلى قائمة أغنى الحدائق في مصر».