رجال دين أكدوا لـ”السياسة” أنه يُعرّض المصلين في المساجد للعدوى ويأثم إن أصرّ
ناجح بلال
- د. راشد العليمي: لا تجب عليه تأدية صلاة الجماعة في المسجد سواء في الصلوات الخمس أو الجمعة
- الداعية صالح الغانم: يجوز التخلف عن صلاة الجمعة والصلوات الخمس في المساجد للمريض المزكوم
مع دخول الشتاء والاجواء الباردة التي تكثر خلالها الاصابة بنزلات البرد، أكد عدد من رجال الدين على أهمية أن يلزم المسلم بيته لتأدية صلاة الجمعة أو الصلوات الخمس المفروضة عليه إذا أصيب بنزلة برد حتى لا يزيد المرض على نفسه أو ينقل العدوى للمصلين في المساجد على قاعدة “لا ضرر ولا ضرار”.
وأشاروا في تحقيق خاص لـ”السياسة” الى أن بعض رجال الدين يرون أنه لا يوجد نص صريح يلزم المصاب بالبرد بالبقاء في بيته، مؤكدين على أن أصحاب هذا الرأي يتمسكون بظاهر النصوص، فضلا عن أن هؤلاء لم ينظروا لمجمل الآيات والأحاديث النبوية التي تمنع أي ضرر يقع على الناس لاسيما أن الاصابة بنزلة البرد يتعدى ضررها المصاب نفسه الى كل المحيطين به عن طريق العدوى حتى وإن ارتدى الكمامة، وفيما يلي التفاصيل:
بداية، رأى الداعية الإسلامي د.راشد العليمي أن من يصاب بنزلة برد عليه أن يلزم بيته ولاتجب عليه تأدية صلاة الجماعة في المسجد سواء في الصلوات الخمس أو صلاة الجمعة، لافتا إلى أن الاشكالية تكمن في أن بعض الناس تذكر أحاديث الحرص على تأدية الصلاة المفروضة في المسجد دون أن تنظر لإصابة المصلي بنزلة برد على سبيل المثال، مبينا أن صلاة الجماعة تسمى في الشريعة واقعة عين وليست حكماً عاماً.
فيروس العدوى
وذكر العليمي أن المصاب بنزلة برد ينقل العدوى لمن يصلي بجواره أو من يصلي خلفه وعندما “يعطس” ينشر فيروس العدوى على الكثير، موضحا أن هذا المصاب عليه أن يلزم بيته كما جاء في الحديث ” لاضرر ولا ضرار” والمعنى الذي يدل عليه هذا الحديث أن الشخص ليس مطلوبا منه أن يضر نفسه، وليس مسموحا له بأن يضر غيره.
وأشار إلى أن المصاب إن كان يريد الذهاب للمسجد ومنعه المرض أو خوفه على نفسه أو الناس قد يكتب له الأجر الذي يبتغيه من صلاة الجماعة لأنه ترك الصلاة في المسجد لحرصه على نفسه وعلى الآخرين.
ولفت العليمي أن من يصر على الصلاة في المسجد لتأدية الصلوات الخمس وهو مصاب بمرض معد ويدرك أن الناس قد تصاب بالعدوى قد يأثم، مضيفا أن الاسلام يحرص على منع أذية الناس من الأمور الحلال ولكنها تؤذي البشر كالثوم والبصل فكيف يكون الحال بمن هو مريض بنزلة برد، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ – يَعْنِي الثُّومَ -، فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا).
يثير الهلع
وتابع القول: هذا الحديث النبوي الشريف يستشف منه الحرص على عدم أذية الناس في المساجد حتى من روائح الأكل لافتا الى أن من يصاب بالبرد و”يعطس” فهو هنا يثير الهلع لدى من يصلي في المسجد ويشغل بالهم عن الصلاة ويخرجهم عن الخشوع في الصلاة ولهذا فعلى المسلم الذي يصاب بأي مرض معد سواء نزلة برد أو خلافه عليه الصلاة في بيته.
النص واضح
ورد العليمي على من يفتي بأنه لايوجد نص في القرآن والسنة النبوية يلزم من يصاب بالبرد في بيته بأن على هؤلاء أن يفتوا بالأدلة المشمولة فضلا عن القياس، متسائلا أين من يصلي في المسجد وهو مصاب بالبرد من قوله تعالى:
(لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
وتابع العليمي قائلا: أن الامر يستلزم التشديد على هؤلاء، مبينا أن إصرار هؤلاء على الصلاة في المسجد وهم مصابون بنزلة برد قد ينشر مرضهم بين الناس ويضر بهم.
من جانبه، قال الداعية الاسلامي الشيخ صالح الغانم أنه يجوز التخلف عن صلاة الجمعة والصلوات الخمس في المساجد للمريض المزكوم الذي يشق عليه أداؤها، لافتا إلى أن المزكوم زكاما يسيرا فله حضور الجماعة في المسجد مع وضع اللثام أو الكمامة لكي لايضايق المصلين.
أصحاب الأعذار
في السياق، اعتبر إمام أحد المساجد الشيخ أحمد أبو إبراهيم الصلاة في المسجد لها الكثير من الفضل حيث تستغفر لصاحبها الملائكة اثناء انتظاره للصلاة في المسجد وحتى بعد الانتهاء منها وليس هذا فحسب بل إن المسلم يثاب على خطواته ذهابا إلى المسجد وإيابا منه والفضل الاعظم زيادة الحسنات حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة”.
وأضاف: لكن الأمر يختلف في بعض الظروف حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر” ومن المعروف هنا أن العذر المشمول في الحديث من أصابه مرض أو خوف أو خلافه.
وتابع من أصيب بالزكام عليه الصلاة في بيته، معربا عن أسفه لتمسك بعض رجال الدين بظواهر النصوص فقط دون مواءمة كافة الاحاديث، مبينا أن من يفتي بأنه لايوجد أي نص صريح يلزم من يصاب بالبرد بالصلاة في بيته يرد عليه بأن الاسلام دين السماحة واليسر وليس دين الغلو وتعرض حياة المسلمين للضرر. وأشارالى قوله تعالى
(وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) وكذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا”.
6 مخالفات يرتكبها “المزكوم” إن أصرّ على الصلاة في المسجد
1 ـ ينشر العدوى
2 ـ يثير الهلع لدى المصلين في المسجد
3 ـ يشغل بال المصلين عن الصلاة
4 ـ يقطع الخشوع
5 ـ يتجاهل القاعدة الفقهية “لا ضرر ولا ضرار”
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة بوابة المصريين في الكويت ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من بوابة المصريين في الكويت ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.