لم تغب مصر يومًا عن الأحداث الأليمة التي يمر بها الأشقاء في قطاع غزة، منذ انطلاق الحرب المدمرة التي شنَّها الاحتلال الإسرائيلي يوم 7 أكتوبر 2023، إذ تعمل من منطلق ثوابتها المعروفة لوقف معاناة الشعب الفلسطيني.
وتوصلت حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي إلى صفقة لوقف إطلاق النار على 3 مراحل، تشمل إطلاق سراح المحتجزين والأسرى من الجانبين، وانسحاب الاحتلال من القطاع، ما يمهد حرية الحركة في جميع مناطقه وإدخال أكبر قدر من المساعدات.
وجاء اتفاق وقف إطلاق النار بعد أن عانى أهالي قطاع غزة أسوأ 467 يومًا في حياتهم، بعد الهجوم الإسرائيلي الوحشي الذي أكل الأخضر واليابس، ودمر أحياء كاملة، في واحدة من أكثر الحروب كارثية في القرن الواحد والعشرين، والتي وُصِفت بأنها الأفظع منذ الحرب العالمية الثانية.
وعملت مصر منذ البداية على وقف تصعيد الحرب وإنقاذ المدنيين الفلسطينيين، وهو الدور الذي أشاد به الرئيس الأمريكي جون بايدن، ووجه الشكر لنظيره المصري عبد الفتاح السيسي لجهوده في الوساطة طوال العملية التفاوضية.
ولم يكن لتلك الصفقة أن ترى النور، كما يقول بايدن بحسب البيت الأبيض، لولا الدور الذي وصفه بــ"الأساسي والتاريخي لمصر في منطقة الشرق الأوسط"، وهو الدور الذي لم يكن وليد اللحظة ولكنه يرجع إلى الثوابت المصرية المعروفة تجاه القضية الفلسطينية.
وتتمثل ثوابت مصر، كما ذكرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الرفض القاطع لأي سيناريوهات تستهدف محاولات تصفية القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين، ودعمهم في إقامة دولتهم المستقلة على حدود 4 يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وخلال الأيام الأولى من الحرب، لم تقف الدولة المصرية مكتوفة الأيدي، بل استدعت العالم في "قمة القاهرة للسلام"، التي شارك فيها عدد كبير من الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء ووزراء الخارجية ورؤساء عدد من المنظمات العربية والإقليمية والدولية، لبحث الوضع في غزة.
في هذه القمة، وضع الرئيس المصري الجميع أمام مسؤولياته من أجل توفير الحماية الدولية للمدنيين الأبرياء ووقف ترويعهم واستهدافهم، ووضع خط أحمر يمنع محاولات التهجير القسري بممارسات يرفضها العالم والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وظهرت بوادر الوساطة المصرية قبل أقل من شهر على انطلاق الحرب، عندما قامت فصائل المقاومة بإطلاق سراح محتجزتين، وتمكنت الجهود المصرية مرة أخرى في اليوم الـ48 من العدوان، من تثبيت هدنة لمدة 4 أيام.
خلال تلك الهدنة، تمكنت من مصر من إدخال مئات الشاحنات من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى القطاع، والتي كانت مكدسة في معبر رفح بسبب التعنت الإسرائيلي، وتم وقف جميع الأعمال العسكرية القتالية في تلك الفترة.
وبموجب الهدنة تم إطلاق سراح 50 محتجزًا من النساء والأطفال، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعب فلسطين من سجون الاحتلال، وضمنت الهدنة حرية حركة المواطنين والتنقل من شمال القطاع إلى جنوبه.
وأمام حدَّة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، اتخذت مصر خطوة كبيرة وقررت التدخل رسميًا لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
وساهمت مصر بجهود كبيرة خلال تلك الفترة من أجل إدخال المساعدات للشعب الفلسطيني، وبجانب الشاحنات البرية، عملت بمشاركة الأشقاء على إلقاء المساعدات الطبية والغذائية من الطائرات.
ووصل صوت مصر أيضًا إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ووقفت أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة في القطاع، وطالبت مرارًا الأطراف الدولية بضرورة التحرك لوقف العمليات العسكرية وتوفير الحماية اللازمة للفلسطينيين.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس السيسي خلال الجلسة الثانية للقمة الحادية عشرة للدول الثماني النامية التي خُصِّصَت لمناقشة الكارثة الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة ولبنان، والتي تناولت الأوضاع في فلسطين ولبنان والجهود المصرية لاستعادة الاستقرار في المنطقة.
وفي الأخير تبلورت تلك الجهود بصفقة وقف إطلاق النار التي أكد الرئيس المصري على أنه سيستمر في المشاركة بتحقيق مراحلها الثلاثة دعمًا للسلام العادل ووفاءً بتعهدات مصر في المدافعة عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بل وأعلنت عن نيتها استضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الحكاية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الحكاية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.