"الباغيت" خط أحمر في تونس، هكذا طمأن الرئيس قيس سعيد شعبه في ظل اضطراب التزود بالخبز، العنصر الحيوي في غذاء التونسيين.
وعلى مدار الأيام الماضية، شهدت المخابز في تونس نقصا في التزود بمادة الدقيق، ما أدى إلى فقدان أنواع كثيرة من الخبز، وتكدست طوابير طويلة أمام الأفران التي أغلق بعضها أبوابه.
والخبز يطلق عليه التونسيون اسم "الباغيت" (التسمية الفرنسية) وهو مادة أساسية ترافق جميع الأكلات، إضافة إلى رمزيته في تاريخ تونس الحديث.
وقبل عقود، شهدت تونس احتجاجات دامية عرفت بـ"أحداث الخبز"، وذلك نتيجة عدم توفر المواد الغذائية في الأسواق ورفع أسعارها، وهو الأمر الذي تسعى بعض القوى السياسية من الإخوان وحلفائهم، ممن لا يزالون خارج السجون، إلى تكراره في الوقت الراهن لتنفيذ أجندة سياسية تتعلق بعودتها للمشهد السياسي.
لكن الرئيس قطع الطريق على معاول الخراب، وقال، الخميس، إنّ "الخبز خط أحمر بالنّسبة للتونسيين"، مشددا على ضرورة "اتّخاذ اجراءات عاجلة تتعلّق بهذه المسألة".
وأضاف سعيّد، خلال لقائه رئيسة الحكومة نجلاء بودن ووزيرة المالية سهام البوغديري بمقر رئاسة الحكومة بالقصبة، أن "هناك تلاعبا كبيرا بالخبز، وكيف يكون خبز الفقراء مفقودا في حين أن خبز الأغنياء متوفر"، مؤكدا أن "هناك خبزا واحدا لكل التونسيين".
ولفت إلى أنه "يجب اتخاذ قرارات آنية لوضع حد للعملّية الملتوية لرفع الدعم عن الخبز"، مشيرا إلى أنّ "هذا الوضع غير مقبول ويُعتبر ضربًا لقوت التونسيين".
وتابع: "على الكارتيلات (العصابات) الموجودة أن تفهم أن هذا الوضع انتهى".
ودعا قيس سعيد إلى مراجعة التعيينات التي تمت في الإدارة، قائلا إنه على كل وزارة إحداث لجنة داخلها للنظر في التعيينات، في إشارة للتعيينات التي قامت بها حركة النهضة الإخوانية لزرع أذرعها داخل المؤسسات.
ولفت الرئيس إلى وجود موظفين بشهادات مدلسة اندسوا داخل الإدارة، مشيرا إلى أنه من "المفروض أن تكون الإدارة امتدادا للسلطة السياسية وتلعب دورا تنفيذيا وليس أن تصبح عقبة".
كما دعا إلى" ضرورة تطهير الإدارة خاصة ممن يعملون ضد الاستجابة لمطالب الشعب ولكن على النقيض تماما لهذه الإرادة، متعللين بنصوص تم وضعها على المقاس ويتم في أغلب الأحيان تأويلها بهدف إجهاض أي مشروع إصلاحي."
وأحداث الخبز، تعود لأواخر ديسمبر/ كانون الأول 1983 وأوائل يناير/كانون الثاني 1984، حيث انطلقت شرارتها الأولى في مدينة دوز التابعة لمحافظة قبلي (جنوب) وصولا إلى العاصمة.
وشهدت تلك الأحداث مظاهرات أسفرت عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن وأدت إلى سقوط عشرات القتلى، إضافة إلى عدد كبير من المعتقلين بينهم طلبة وتلاميذ.
لكن خطاب الدقائق القليلة للرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة أحال تلك الاحتجاجات إلى فرحة عارمة عمت مختلف المدن التونسية بعد تخفيض أسعار الخبز.
وتشمل المواد التي تشهد نقصاً في السوق التونسية منذ بضعة أسابيع، الخبز والطحين ومواد العجين وزيت الطبخ المدعم والأرز والسكر والقهوة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة العين الاخبارية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من العين الاخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.