ليلة "صعبة للغاية" اختبرتها الشرطة الفرنسية بمواجهة مثيرين للشغب ممن دخلوا على خط احتجاجات فجرها مقتل مراهق.
مواجهة شائكة وضعت الجهاز الأمني أمام عناصر "كانوا يتنقلون بسرعة وسهولة" ضمن مجموعات صغيرة لارتكاب أعمال عنف وتخريب قبل انسحابهم.
واندلعت أعمال العنف مع إحراق مقار بلديات ومدارس ومراكز شرطة في جميع أنحاء فرنسا، في الساعات الأولى من صباح الخميس، في أحياء شعبية بكل أنحاء البلاد، ردا على مقتل نائل م. (17 عاما)، الثلاثاء، برصاص شرطي في أثناء عملية تدقيق مروري كان يحاول تجنبها في نانتير قرب باريس.
وقال غريغوري جورون الأمين العام لنقابة وحدة الشرطة "إس جي بي" لفرانس برس: "كانت ليلة صعبة للغاية وعنيفة مع مجموعات متنقلة في كل مكان تقريبا".
وقال هذا الشرطي -الذي ينتمي لوحدة مكافحة الشغب وكان على الأرض في أثناء أعمال الشغب التي وقعت في عام 2005 بعد وفاة مراهقين صعقا في محوّل كهربائي أثناء محاولتهما الهروب من الشرطة في ضواحي باريس-، إن ما يجري "في مستوى العنف نفسه".
وأضاف: "كان عددهم كبيرا جدا ويتنقلون بسرعة. لم يكن لدينا عدد كافٍ من العناصر. في هذه الحالات لا يمكن السيطرة على شيء فأنت تتلقى الضربات. ليس هناك أي استراتيجية سوى العودة إلى منزلك سالما وحماية من تستطيع والانتظار حتى تهدأ الأمور".
خطوة نادرة
مصدر في الشرطة قال إن الشرطة البلدية في لو بورجيه شمال باريس اضطرت لإطلاق النار في الهواء لإبعاد مثيري الشغب، في خطوة نادرة.
ووفقا لمصدر آخر في الشرطة، اعتقل 6 أفراد كانوا يبيعون الألعاب النارية الحارقة على الطريق العام، مساء الأربعاء، في جينفيلييه، ما يدل على مستوى درجة تنظيم بعض مثيري الشغب.
وبحسب مسؤول في دائرة الشرطة في باريس، فإن مستوى العنف "ارتفع درجتين" مقارنة بالليلة الأولى من المواجهات. ولم يتم "حتى الآن" الوصول بعد إلى مستوى العنف الذي سجل عام 2005، لكن "قد يحصل ذلك، لأنه لا يوجد ما يمكن أن يوقف" الصدامات.
وأوضح الضابط الرفيع أنه "لم تكن هناك حوادث جدية كسقوط قتيل أو إصابات خطيرة جدا".
وفي مذكرة لمديرية الأمن العام في الشمال اطلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية، طُلب بشكل خاص عدم استخدام قاذفة الكرات الدفاعية "إلا إذا لزم الأمر".
ووفقا لمصدر نقابي في الشرطة. فقد صدرت تعليمات أيضا بتعليق عمليات وقف السباقات على الطرقات السريعة وتسيير دوريات في المدن الحساسة والتدقيق في الهويات.
وقال جوليان شيناردي، مندوب "إيل دو فرانس" في نقابة "اليانس"، "في أي حال لم تأت الشرطة إلى المدن، المدن هي التي أتت إلينا، إلى مراكز الشرطة".
وذكرت أوساط جيرالد درمانان أن "الوزير أعطى تعليمات بالتهدئة فقط".
تغيير العقيدة
لكن بحسب مصدر في الشرطة طلبت وزارة الداخلية التي عقدت اجتماع أزمة وزاري دعا إليه إيمانويل ماكرون صباح الخميس،"تغيير العقيدة" لليلة المقبلة لتكون "أكثر هجومية".
وأعلن جيرالد دارمانان أمام مبنى البلدية المحترق في مونس إن بارول (شمال) أنه سيتم تعبئة 40 ألفا من قوات الشرطة والدرك في فرنسا، مساء الخميس، بينهم 5 آلاف في باريس والضواحي القريبة مقابل 9 آلاف الليلة الماضية.
وأكد وزير الداخلية أنه مع ذلك، لن يتم في هذه المرحلة تطبيق حالة الطوارئ كما حدث في 2005 عندما استمرت أعمال العنف في المدن ثلاثة أسابيع، وأضاف "أعتقد أنه يمكننا اللجوء إلى كثير من الوسائل (...) دون الحاجة إلى بنود محددة في الدستور".
من جانبها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الداخلية كاميل أنه بالإضافة إلى العدد "قد نضطر إلى مراجعة بعض الترتيبات لتحرك أسهل".
وفي العديد من المدن تم إعادة تزويد الشرطة بالذخيرة ليلا. لكن المديرية العامة للشرطة الوطنية نفت لفرانس برس شائعات ذكرت أن احتياطها غير كاف.
وأضافت أن "المخزون (من الرصاص الدفاعي والغاز المسيل للدموع) متوافر، ومن الممكن الصمود لفترة طويلة إذا لزم الأمر".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة العين الاخبارية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من العين الاخبارية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.