تعانى فئات المجتمع اللبنانى كافة إثر الحرب التى شنها الجيش الإسرائيلى على لبنان، والتى لا تزال تداعياتها تؤرق الشعب اللبناني، ومن أكثر الشرائح التى تحملت أعباء الحرب هم ذوو الهمم.
وحول تلك المعاناة تقول سيلفانا اللقيس رئيس الاتحاد اللبنانى للمعاقين، ورئيس المنتدى العربى لذوى الإعاقة، فى حديث لـ"دوت مصر"، أن ذوى الهمم هم الفئة المنسية بالمجتمع اللبنانى، لم تلفت الحكومة لمشكلاتهم، التى ظلت تتراكم لسنوات ثم جاءت الحرب لتضيف إلى وجعهم أوجاعاً، ورغم كونهم يمثلون ما بين 10 إلى 15% من إجمالى عدد السكان فى لبنان، أى ما يقارب 910 آلاف نسمة، إلا أنهم يعانون الإقصاء والتهميش.
وعن ظروفهم أثناء الحرب، توضح سيلفانا، أن الظروف التى مروا بها كانت غاية فى القسوة، فعدد محدود للغاية من هؤلاء تمكن من الإخلاء و النزوح لا يتجاوز الـ2000معاق، والبعض الآخر حاولت أمهاتهم حملهم على اكتفاهن للهرب بهم من جحيم القصف، بينما اضطر آخرون للبقاء تحت القصف ليواجه مصيره.
توضح سيلفانا ل"دوت مصر"، أن عدم توفير بُنى تحتية مهيأة لاستقبال الأشخاص ذوى الهمم ساهم فى تعميق آثار الحرب على هؤلاء سواء بالنسبة لرعايتهم، أو توفير احتياجاتهم من أدوية وأغذية، أو بالنسبة لعملية النزوح، حيث لم تتوفر مراكز نزوح خالية من العوائق الهندسية، تتناسب مع ظروفهم الخاصة لاستقبالهم، كما أن مراكز الإيواء كانت ترفض استقبال الأشخاص المعاقين الذين ليس معهم مرافق، وهذا كان إجراءً شديد القسوة عليهم.
وأن الدولة عجزت عن توفير الخدمات الصحية اللازمة للمعاقين ـ تقول "سيلفانا ـ حيث إنها تواجه ضعفا فى الموارد والإمكانات لسنوات بالتالى كانت فقط تُقدم لهم العلاجات الأولية، أما بالنسبة للإصابات المتقدمة؛ فعلاجها كان يحتاج تكاليف كبيرة يتحملها المعاق دون دعم الدولة.
أضافت أنه منذ بداية الاشتباكات فى الجنوب منذ 8 أكتوبر 2023، خاطب الاتحاد الحكومة اللبنانية؛ مطالبا بإنشاء وحدة لدمج المعاقين ضمن لجنة إدارة الكوارث، لكن دون استجابة، رغم أن لبنان واحد من الدول التى صدقت على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين وهذه الاتفاقية تحتم على حكومات الدول إعادة النظر فى المرافق الحالية لتكون جاهزة لخدمة هؤلاء وقت الكوارث بشكل يحقق المساواة بين جميع المواطنين.
أكدت سيلفانا، أن فى وقت الكوارث والأزمات، المعاقون يدفعون أثمانا أكبر من غيرهم، فعدد الضحايا منهم يكون أربعة أمثل الضحايا من الأشخاص غير المعاقين، وفى وقت النهوض دائما احتياجاتهم غائبة عن أجندة الدولة .
وقالت سيلفانا، أغتنم الفرصة لمحاولة توجيه أنظار المجتمع الدولى للمعاقين فى غزة أيضا الذين يُهاجمون بوحشية وهم عاجزون عن حماية أنفسهم فى مشهد غير آدمى، إضافة إلى هؤلاء من حولتهم الحرب لمعاقين أيضاً.
تستطرد سيلفانا قائلة، نحن كاتحاد لدينا فرق عمل بكل أنحاء لبنان لمحاولة تقديم المساعدة والبحث عن مراكز إيواء لهؤلاء الذين منازلهم بمناطق إطلاق نار، ونتواصل مع الحكومة لتوصيل احتياجاتهم، أيضا أنشأنا مطابخ عمومية لتوزيع الوجبات الغذائية على الأسر التى تمكنت من النزوح واللافت أن من كان يقوم بإعدادها هم من المعاقين، فى إصرار على تحدى كل الظروف القاسية.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة دوت مصر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من دوت مصر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.