مرصد مينا
في اللحظات الأخيرة من عام 2024، سارعت العديد من الشخصيات المصرية عبر منصات “السوشيال ميديا” للتعبير عن آمالهم وأمانيهم للسنة الجديدة، كما جرت العادة، حيث يتبادل الجميع العبارات المفعمة بالتفاؤل والأمنيات بتحقيق النجاح والراحة في العام الجديد.
ولكن، وقبل أن يعلن عام 2025 عن وصوله، ظهر اتجاه مغاير بين البعض الذين تمنوا العودة للوراء، وتحديداً إلى أي سنة قبل عام 2010، حيث اعتبروا أن تلك السنوات كانت أفضل على كافة الأصعدة.
وعبر العديد من المتابعين عن هذا التمني بأسلوب فكاهي، حيث استعانوا بمقاطع وصور من مسلسلات وأفلام مصرية قديمة للتمثيل على هذا الطلب العاطفي. إحدى الصور الأكثر تداولاً كانت تلك التي تظهر الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي مع الفنان أشرف عبد الباقي في مشهد من برنامج “كوميدي” مع تعليق ساخر: “أنا مش عاوز سنة جديدة… أنا عاوز سنة مستعملة من بتوع 2008 أو 2009”.
كما انتشرت مشاهد أخرى من مسرحية “المتزوجون” لسمير غانم وجورج سيدهم، إضافة إلى مشهد من فيلم “عنتر شايل سيفه” لعادل إمام، حيث قام المتابعون بمشاركة تلك المشاهد مرفقة بتعليقات تحمل نفس المعنى.
هذه الظاهرة الساخره، بحسب ما أوضحته الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع، تعتبر تعبيراً عن ثقافة الشعب المصري في التعامل مع الأزمات بروح الدعابة، وهي تشير إلى ملامح من التشاؤم والقلق بشأن الوضع الراهن في البلاد. إذ أن هذه التعليقات تعكس في جوهرها حالة من عدم الرضا وعدم التفاؤل بشأن المستقبل، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطنون، وتعد أيضاً بمثابة مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية.
من جانبه، يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، لإن هذه المواقف الساخرة رغم طابعها الفكاهي، تعبر عن واقع مرير يعاني منه المصريون، يتمثل في ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق، وتدهور قيمة العملة الوطنية.
وخلال السنوات الأخيرة شهدت قيمة الجنيه تراجعاً حاداً أمام العملات الأجنبية، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي في عام 2008 حوالي 5.5 جنيهات، بينما تجاوز اليوم 51 جنيهاً (في السوق الرسمية)، مما انعكس بشكل كبير على أسعار السلع الأساسية التي شهدت زيادات غير مسبوقة.
وعلى سبيل المثال، ارتفع سعر زيت الطعام من 8 جنيهات للكيلو في 2008 إلى حوالي 80 جنيهاً اليوم، وكذلك زادت أسعار الفول والعدس واللحوم بشكل كبير.
وأضاف صادق أن الأوضاع الإقليمية المضطربة في منطقة الشرق الأوسط تساهم في تفاقم حالة القلق، مما يجعل الكثير من المصريين يشعرون بعدم التفاؤل حيال العام الجديد.
ويُعزز ذلك تصريحات المسؤولين المصريين الذين أشاروا إلى أنه من المتوقع أن تستمر الأوضاع الاقتصادية الصعبة لبعض الوقت.
لكن، بالرغم من هذه المشاعر السلبية، لم تخلُ الأجواء من بعض التفاؤل لدى فئة من المصريين. حيث يأمل البعض في حدوث تحسن في الأوضاع الاقتصادية مع احتمالية إنهاء الحرب في غزة، وتحقيق تحسن في حركة الملاحة في قناة السويس بعد خسائر فادحة بسبب تحويل خطوط النقل العالمية إلى “رأس الرجاء الصالح”.
كما يتوقع آخرون حدوث انتعاش اقتصادي في ظل قرب الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، وزيادة السياحة والاستثمارات في البلاد.
بهذا الشكل، يظل المصريون يمزجون بين الفكاهة والتعبير عن واقعهم المعيشي الصعب، مع أمل خافت في عام 2025 قد يحمل بعض التحسينات على الصعيد الاقتصادي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من مرصد الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.